طباعة هذه الصفحة

«الشعب» ترصد الصّناعة العسكرية في معرض الإنتاج الوطني

معــدّات فـــي قطاعات حيويــة أحدثتهــا ديــناميكيــة الانتعـاش الاقتصـــادي

ريبورتاج: نبيلة بوقرين

  جهود لهـا وزنهـا في التّقليل مـن الاستـيراد والتّبعيـة للمحروقــــات

شهدت الطّبعة 27 لمعرض الإنتاج الوطني الذي اختتم مؤخرا بقصر المعارض الصنوبر البحري بالعاصمة إقبالا جماهيريا كبيرا على الجناح المركزي. ميزة الطبعة حضور الجيش الوطني الشعبي بمختلف وحداته الإنتاجية التي تساهم في تنويع الاقتصاد الوطني وتقليل التبعية إلى المحروقات. «الشعب» التي غطت النشاط توقّفت عند موقع المؤسسة الانتاجية العسكرية التي تعد الوجه الاخر للتطور والبناء.

كانت فرصة مشاركة المؤسسات العسكرية بمعرض الإنتاج الوطني كبيرة من أجل مد جسور التواصل والتقرّب أكثر من الجيش الوطني الشعبي حامي الوطني ومعزز استقراره ووحدته ما جعل توافد المواطنين الكثير على الجناح المركزي  لاحظت مختلف الفئات العمرية والشرائح على غرار الطلبة، المهندسين، المتعاملين اقتصاديين والعائلات حاضرة منذ اليوم الأول للمعرض، وبشكل بارز الأطفال بما أن الموعد تزامن مع العطلة الشتوية.
أكد لنا أولياء أنهم اصطحبوا أبناءهم لتقريبهم من وحدات الجيش الوطني بمختلف تخصصاتها حتى يتعرفون أكثر على الدور الكبير الذي يقومون به لحفظ الأمن الداخلي والخارجي، إضافة إلى المهام الأخرى المنوطة به في كل المجالات التي تتعلق بصفة مباشرة بالشعب سواء في الجانب العسكري أو المدني.

الرّائد أمين بلعابد: «نهدف للتّرويج لمختلف المنتوجات العسكرية»

تعتبر مؤسسة الجيش الوطني جد مهمة بالنظر للدور الرائد الذي تقوم به بصفة دورية ومستمرة سواء في القطاع العملياتي لمكافحة مختلف أنواع الجريمة، والسهر على حفظ أمن البلاد أو في الجانب العلمي والاكتشافات لتطوير العتاد والمعدات المستعملة لتقليل من عملية الإستيراد خاصة في بعض القطاعات الحيوية .
هذا ما كشفه لجريدة «الشعب» الرائد أمين بلعابد، ممثل مديرية الإيصال والإعلام والتوجيه لدى أركان الجيش قائلا: «في إطار ديناميكية إنعاش الإقتصاد الوطني وتطبيقا لتعليمات القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي تشارك وزارة الدفاع الوطني للمرة الثالثة على التوالي في معرض الإنتاج الوطني بـ 16 وحدة ومؤسسة إنتاجية لكل من القوات الجوية، القوات البحرية، المديرية المركزية للعتاد ومديرية الصناعات العسكرية، لأن هدفنا من هذه الطبعة الترويج للمنتوج العسكري الذي بلغ مستوى مرموقا جدا في الآونة الأخيرة، وفقا للإستراتيجية المتابعة من طرف القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي وكذلك بهدف التقرب من المواطنين خاصة المتعاملين الاقتصاديين سواء تعلق الأمر بالقطاع العمومي أو القطاع الخاص».

«مد جسور التّواصل بين الشّعب الجزائري وجيشه»

واصل الرائد قائلا «نروّج للمنتوج خاصة ذي الاستعمال المدني الذي من شأنه أن يلبي الرغبات والاحتياجات العملية، أما العتاد المعروض يختلف حسب الوحدات هناك البحرية متمثلة في مؤسسة البناء وتصليح العتاد البحري، والتي تقوم بإنجاز بواخر وتقدم خدمات للمؤسسات العمومية والخواص، هناك عتاد خاص بالقوات الجوية، وما يميز هذه الطبعة عربات مرسيدس لشركة تيارت المعروضة في الآونة الأخيرة، وكذلك مؤسسات النسيج والقماش وهذه الشراكة التي تربطنا مع القطاعين المدنيين العمومي والخاص مكّنت الجيش الوطني من اكتساب خبرة في هذا المجال، وكذلك إنجاز عربات بنوعية وجودة عالية جدا تتطابق مع الخصوصية الجزائرية، وبطبيعة الحال تعتبر فائدة بالنسبة للإنتاج الوطني ككل».
عن توافد الجمهور على جناح الجيش، قال الرائد بلعابد: «هذا التواجد الكبير للجمهور في جناح الجيش الوطني يدخل في إطار السياسة الاتصالية التي تبعتها القيادة العليا للجيش بهدف خلق التواصل بين المواطن وجيشه في شعار «تواصل جيش وأمّته»، وفي نفس الوقت حتى يتعرف الزائرون على الإنتاج الذي تقدمه المؤسسات العسكرية لأنه يملك شغفا كبيرا لذلك، وفيما يخص الأشياء الجديدة والمخالفة للطبعات السابقة حضور مؤسسات المديرية المركزية والطيران، كما عرضت شركة مرسيدس عربات للنقل المدرسي لقيت إقبالا كبيرا وسيارات للشخصيات حاملة كل المواصفات وشروط النوعية مترجمة التطور التكنولوجي الهائل الذي بلغته».
وللإشارة، فإن شركة مارسيدس فتحت نقطة من أجل البيع للراغبين في إقتناء بعض العربات حسبما كشفه لنا يونس بن سنوسي في قوله: «أنا رئيس مشروع الشركة الجزائرية لإنتاج الوزن الثقيل من نوع مرسيدس بانز بالرويبة بالشراكة الجزائرية الألمانية الإماراتية تحت رعاية وزارة الدفاع، حيث تنتج مختلف أنواع شاحنات الوزن الثقيل والشحن من 8 إلى 40 طن، والحافلات الحضرية لتلبية رغبات السوق العمومية والخاصة وكذلك تلبية حاجيات وزارة الدفاع الوطني، وكانت في المعرض نقطة بيع شاحنة أكتروص بمختلف أنواعها مع وجود إمتيازات للزبائن الذين كانوا يرغبون في إقتنائها».

العقيد رافعي: «خدمة الإقتصاد الوطني وتطويره من أولوياتنا»

من جهته العقيد مراد رافعي ممثل القاعدة المركزية للإمداد التابعة للمديرية المركزية للعتاد بوزارة الدفاع الوطني شرح لنا أهم النقاط المتعلقة بهذه المؤسسة الفعالة بقوله: «إن القاعدة المركزية للإمداد التابعة للمديرية المركزية للعتاد هي مؤسسة عمومية ذات طابع صناعي وتجاري مهمتها الرئيسية تتمثل في تصليح وتجديد العتاد القتالي، إضافة لاحتوائها على مركب صناعي يتكون من عدة ورشات متكاملة فيما بينها الهدف منها هو تزويد الوحدات العسكرية والمؤسسات الوطنية العمومية والخاصة بقطع الغيار، للرفع من نسبة الإدماج الوطني في مجال صناعة قطع الغيار طبقا لتعليمات القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي»،
وأضاف العقيد رافعي: «كما نساهم في إدماج وتوظيف خريجي الجامعات ومراكز التكوين المهني من المدنيين، حيث بلغ التعداد حوالي 2400 عامل بين إطارات وتقنيين».
أضاف العقيد في ذات السياق: «خلال هذه الطبعة هناك بعض رؤساء المؤسسات إستغلوا الموعد للتقرب من وحداتنا نظرا لقٌدراتها وإحتوائها على ماكينات ذات دقة عالية على غرار ماكنة التفريز ذات 5 محاور، وهي الوحيدة على مستوى أفريقيا تستطيع رفع قطعة غيار تزن 48 طن، ومن النقاط الإيجابية توثيق الصلة بين الجمهور والجيش الوطني خاصة أن الطلبة كانت لهم فرصة للاستفسار في طريقة القيام بالتربصات والتوظيف، ونحن من جهتنا قمنا بتوجيههم من أجل التطوير قدراتهم بهدف الإلتحاق بمؤسستنا مستقبلا».
وتحدث العقيد رافعي عن جديد المؤسسة التي تمثلها قائلا: «هناك منتوج جديد 2018 يتمثل في محطة متعددة الخدمات للتأمين التقني تستخدم من طرف الوحدات المرابطة في حدودنا الجنوبية مزودة بمحرك كهربائي للتمويل على غرار شحن البطاريات صيانة العتاد في وقت الحاجة، فيها جهاز تلحيم في إطار المتابعة والصيانة اليومية لتقلل من العبء وتقدم الدعم التقني للوحدات في قطاع العمليات».

الرّائد نجم الدين عزابي: «لدينا الكفاءات من أجل تطوير المنتوج الوطني»

من جهته الرائد عزابي نجم الدين، مهندس دولة في علم الطيران عميد بمؤسسة جذع الطيران الدار البيضاء، أوضح لنا المهمة الرئيسية لهذه المؤسسة بالقول: «هي مؤسسة ذات طابع صناعي وتجاري تابعة لقيادة القوات الجوية مهمتها الرئيسية تتمثل في صيانة وتجديد الطائرات التابعة للقوات الجوية لأننا نصبوا للحفاظ على الجاهزية العتاد التابع للقوات الجوية في حدود اختصاصنا، كما نقوم بصيانته أو بالجديد لأن الصيانة تكون في أوقات وظرف معين والتجديد نفس الشيء يأخذ وقتا، وهذا الأخير الهدف منه إعطاء عمر آخر لهذا

الجهاز أي عتاد طيران له مدة زمنية 3 سنوات من دون طيران يدخل للتجديد، أو عند إستعماله لفترة معينة تبلغ 1500 ساعة يتوقف نهائيا يدخل مرحلة الصيانة والتجديد».
واصل الرائد نجم الدين قائلا: «هذه العملية معمول بها عالميا سواء بالنسبة للطائرة التجارية أو العسكرية، هناك مهام ثانوية للمؤسسة تتمثل في تقديم خدمات للمتعاملين الاقتصاديين الجزائرين في القطاع العمومي أو الخاص وفق صفقات واتفاقيات في المجال الصناعي، لأنّنا في سنة 2018 بلغت نسبة الإنتاج لقطع الغيار الخاصة بالطائرات الـ 30 بالمائة لأن الهدف المباشر لنا هو تطوير التكنولوجيا لأننا نملك المؤهلات».

المقدّم عبد الكريم العايب: «المُعايرة أساس صناعة ناجحة»

المقدم عبد الكريم العايب رئيس مخبر المُعايرة للمؤسسة العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري مركز الهندسة وتطوير في الميكانيك والإلكترونيك للجيش التابعة للمديرية المركزية للعتاد، أوضح لنا الدور الذي تقوم به هذه الشركة قائلا : «قدّمنا مخبر المُعايرة ووضحنا أهم المجالات التي نستعمل فيها تقنية المُعايرة منها القياسات المغناطيسية، قياسات الراديو، قياسات الحرارية، القياسات الهندسية، القياسات ميكانيكية، المخبر حاليا معتمد حسب المعيار العالمي لأن هذا المجال الحساس أساسي للحصول على صناعة ناجحة للخروج بمنتوج ذو جودة عالمية يستطيع المنافسة في الخارج، والمعرض هو فرصة كذلك للاحتكاك مع المؤسسات العمومية والخاصة المهتمين بأجهزة المُعايرة «.

إقبال جماهيري كبير على الجناح العسكري

«الشعب» اقتربت من بعض الزوار الذين توافدوا بقوة على أروقة المعرض في مختلف أجنحته من أجل معرفة رأيهم في الطبعة 27، حيث ثمّنوا التواجد الكبير لوحدات الجيش الوطني الشعبي بمعدات حقيقية وأخذوا صور تذكارية، ميّزه الاستقبال الرائع من طرف أفراد الجيش الذين أجابوا على التساؤلات الموجهة لهم بصدر رحب، هذا ما يعكس مدى قوة الرابط والصلة بين الجيش والشعب.
في هذا الإطار قالت سلمى الطالبة الجامعية لنا: «المرة الأولى التي جئت فيها إلى معرض الإنتاج الوطني كان رائعا لأنّنا وجدنا فيه عدة أشياء متنوعة، وأعجبت كثيرا منتوجات وعتاد الموحدات العسكرية، تمكّنت من اكتشاف عدة أمور خاصة بهذه المؤسسة العسكرية، وأتمنى لها المزيد من التألق لأنها حامية هذا الوطن الغالي».
من جهته الطفل آدم مورسي صاحب 6 سنوات يدرس في قسم السنة الأولى جاء رفقة والده لزيارة المعرض بعدما تحصّل على معدل 9 حيث قال: «جئت من أجل التعرف على العتاد المعروض من طرف وحدات الجيش الوطني الشعبي بهذا الجناح وبالدرجة الأولى البواخر، وكل ما يتعلق بالبحرية التي تجلبني دوما وتحز في نفسي الرغبة الكبيرة لاطلع على أسرارها ومكامن قوتها التي تعد مصدر التحضر والنفوذ».