طباعة هذه الصفحة

بعد تعثر وحدة التعبئة ببرج منايل وارتفاع الطلب ببومرداس

إجراءات احتياطية لتوفير قارورات غاز البوتان وفتح نقاط توزيع جديدة

بومرداس: ز. كمال

وسعت مديرية الطاقة لولاية بومرداس ومؤسسة نفطال من احتياطاتهما في مجال تموين سكان ولاية بومرداس بقارورات غاز البوتان خاصة المناطق النائية والجبلية الواسعة التي لا تزال خارج مجال التغطية بالغاز الطبيعي، من خلال الرفع من عملية التموين اليومي من العاصمة بمعدل 250 ألف قارورة شهريا بعد تعثر مشروع وحدة التعبئة ببرج منايل الذي انطلقت به الأشغال مطلع سنة 2012.. هذا ما رصدته “الشعب” بعين المكان في هذا الاستطلاع.

تعود أزمة التذبذب في عملية التموين بغاز البوتان مع اقتراب فصل الشتاء كل سنة ببومرداس، حيث يرتفع الطلب على هذه المادة الحيوية من طرف سكان البلديات الريفية والقرى التي لم يتم ربطها بعد بشبكة الغاز الطبيعي وحتى بالنسبة للفلاحين ومربوا الدواجن بالخصوص الذين يستهلكون كميات كبيرة في إنارة وتدفئة الاصطبلات، الأمر الذي يؤثر على برنامج التوزيع اليومي بسبب ازدياء الضغط على نقاط التوزيع المعتمدة محليا مقابل عجز وحدة التوزيع لنفطال ببلدية برج منايل المرتبطة هي الأخرى بوحدة سيدي رزين ببراقي في تلبية الطلب المرتفع خلال هذه الفترة من السنة.
أمام هذه الوضعية التي تثير القلائل بين المواطنين والفلاحين الذين يقعون أحيانا تحت رحمة السماسرة الذين يستغلون حالة الندرة للرفع من سعر قارورة الغاز، عمدت مديرية الطاقة بالتنسيق مع مؤسسة نفطال إلى تفعيل برنامج التموين اليومي بالرفع من طاقة عمل وحدات التوزيع الـ54 المعتمدة وفتح نقطتين للتخزين على مستوى كل من بلدية اعفير وتاورقة أقصى شرق الولاية بقراها الجبلية التي تفتقد للغاز الطبيعي لمواجهة اي طارئ في عملية التوزيع نتيجة التقلبات الجوية، وهو ما سمح بتوزيع ازيد من 440 ألف قارورة منذ بداية شهر ديسمبر.
بالمقابل، كشفت مصادر مطلعة من الناقلين الخواص المعتمدين لدى مؤسسات نفطال المكلفين بتوزيع قارورات غاز البوتان في القرى والمناطق النائية التي لا تصلها شاحنات المؤسسة التي تعد على أصابع اليد”أن الناقلين يعانون كثيرا من صعوبة التموين اليومي من محطة التوزيع لبرج منايل، وتزداد المعاناة مع بداية فصل الشتاء بسبب حالة الانتظار اليومي لساعات طويلة من اجل تعبئة الشاحنات وهو ما دفع البعض منهم إلى التفكير في تغيير الوحدة نحو وحدة التعبئة بمنطقة وادي عيسي بتيزي وزو من اجل عملية التموين السريع مما دفع بمديرية نفطال إلى تشديد إجراءات الرقابة بالمحطة والرفع من نسبة التموين اليومي للولاية..
نقطة أخرى مهمة غذت هذه الوضعية السلبية لأزمة التموين بغاز البوتان بولاية بومرداس، هي تعثر مشروع انجاز وحدة للتعبئة بجانب وحدة التوزيع لبرج منايل الذي انطلق مباشرة بعد شتاء 2012 التي عرفت فيه الولاية أزمة حادة وندرة كبيرة في قارورات الغاز، كان أعلن عنه وتفقده الوالي السابق كمال عباس بطاقة إنتاج تصل إلى 1200 قارورة في الساعة و20 ألف قارورة في اليوم لسد العجز وتحرير الولاية من التبعية وهذا بغلاف قدره 29،3 مليون دينار في مدة انجاز لا تتعدى 26 شهرا، لكن وبعد مرور 7 سنوات لا شيء تحقق لحد اليوم وبالتالي يظل المواطن في هذه المناطق يعاني من الأزمة.
وتبقى حوالي40٪ من مناطق بومرداس تنتظر مشاريع الربط بشبكة الغاز الطبيعي التي عرفت في السنتين الأخيرتين انتعاشا ملحوظا بفضل المشاريع المسجلة في مختلف البرامج منها البرنامج الإضافي للحكومة التي استفادت منه الولاية الذي سمح برفع نسبة الربط من 40 إلى حدود 65٪ حسب ما كشف عنه مدير التوزيع للكهرباء والغاز بعد انجاز أزيد من 314 كلم وربط 10 آلاف منزل حتى نهاية 2018، في انتظار المشاريع الهامة الأخرى المسجلة والجارية الانجاز التي بإمكانها توسيع نسبة الربط إلى حدود 90٪ نهاية السنة الجارية وهي العمليات الكفيلة بوضع حد لهذه الأزمة وظاهرة الندرة.