طباعة هذه الصفحة

«الشعب» ترصد التّحضيرات لموسم الاصطياف بتيبازة

اجتماعـات ماراطونية وتـدابير لتوفير ظــروف اصطيـاف مريحـة

تيبازة: علي ملزي

 تــــأجير المرافق لتعزيـــز مداخيـل البلديـــات السّاحليـة

 معاينــة الشّواطــــئ المسموحــــة للسّباحـــة وفتــــح 5 أخـــرى إضافيـة

 720 حرس مــوسمي للسّهـر علـــى راحــة المــواطنين

 

شرعت السلطات المحلية بتيبازة هذه السنة مبكّرا في التحضير لموسم الاصطياف 2019، عن طريق التدقيق والتحري في مختلف التفاصيل والآليات التي بوسعها ضمان موسم لائق بالشكل الذي يجسّد حقيقة الوجهة السياحية للمنطقة على أرض الواقع، ولا تزال التحضيرات جارية على قدم وساق لاسيما فيما يتعلق بتنظيف المحيط وتأهيل الفضاءات، وتسطير برامج النشاط الثقافي والرياضي. «الشعب» تنقل التفاصيل من عين المكان.

في ذات السياق، تمّ وضع اللجان الفرعية على مستوى ولائي تعنى بتهيئة وتحضير مختلف الجوانب المتعلقة باستقبال المصطافين، بما في ذلك إدراج تغييرات على حركة المرور المحلية ودعم وسائل النقل ووضع لافتات واشارات دالة على المواقع، وغيرها من الاجراءات الميدانية التي بوسعها ضمان موسم اصطياف هادئ بعيدا عن التراكمات السلبية التي شهدتها المواسم الفارطة.
وعليه تمّ إنشاء 12 لجنة ولائية فرعية منتصف شهر ديسمبر الماضي لتشرع في أعمالها مع بداية السنة الجارية، وسبق لمختلف اللجان المنشأة ان قدمت عروضها الأولية للمجلس التنفيذي الولائي مؤخرا، على أن تواصل عملها على أرض الواقع الى غاية نهاية الموسم باعتبار العملية تقتضي المرافقة والمتابعة والمراقبة المتواصلة.

5 شواطئ إضافية

ولأنّ الأمر يتعلق بتثمين الوجهة السياحية بخلفية دعم المداخيل المالية للبلديات الساحلية، فقد سعت اللجان الفرعية المنشأة الى توفير الأجواء وتهيئة الفضاءات التي تتيح قدوم أكبر عدد ممكن من المصطافين، مع إعادة النظر في دفاتر الشروط المتعلقة بتأجير المرافق بالشكل الذي بجلب مزيدا من الدعم لتمويل البلديات الساحلية، وخاصة تلك التي لا تحوز على مداخيل جبائية مقنعة ومريحة، بحيث تندرج ضمن هذا المسعى عملية اقتراح فتح 5 شواطئ للسباحة لأول مرّة منذ عقود خلت من الزمن، على أن تتكفل البلديات برفع التحفظات المعبّر عنها من طرف اللجنة الفرعية المعنية بالملف.
أعطى والي تيبازة، محمد بوشمة، تعليمات لرؤساء البلديات الساحلية لرفع مختلف التحفظات المعبّر عنها من طرف اللجنة الولائية المكلفة بمعاينة الشواطئ والخاصة بكل من شواطئ الزبوج بسيدي غيلاس وسيدي بومعزة ببوسماعيل وواد أومازر بشرشال وقرية السات بتيبازة وكذا الشاطئ المركزي للأرهاط، وهي شواطئ اعتبرت ممنوعة من السباحة على مدار السنوات الفارطة لأسباب متعددة، في مقدمتها تدفق المياه القذرة و العزلة وانعدام المسالك المؤدية اليها، إلا أنّ السلطات الولائية تحذوها رغبة ملحة لفتح تلك الشواطئ أمام المصطافين خلال الموسم المقبل لاعتبارات عديدة، تأتي في مقدمتها تمكين أكبر عدد من المصطافين من السباحة بفضاءات محروسة، مع تجنب الولوج الى المناطق الصخرية غير المحروسة، إضافة الى تمكين البلديات الساحلية من مداخيل مالية اضافية.
وفي سياق ذي صلة، علمنا من مكتب الاعلام والتوثيق بالمديرية الولائية للحماية المدنية، بأنّ اللجنة المكلفة بمعاينة الشواطئ المسموحة للسباحة والمعيّنة بقرار ولائي رقم 212 صادر في 14 فيفري الفارط ستعاود معاينة الشواطئ المعنية عشية حلول موسم الاصطياف مباشرة للتأكّد من مدى اقدام رؤساء البلديات المعنية على رفع التحفظات المعبّر عنها، على أن يتم الاقرار بالسماح بالسباحة من عدمه بها وفقا لدرجة تقدّم أشغال انجاز المسالك ومنع تدفق المياه القذرة، هو الأمر الذي تترقبه العديد من الجهات المعنية بتنشيط موسم الاصطياف بالولاية.

3 شواطئ غير مسموحة للسّباحة

أفرزت الجولات المكوكية للجنة الفرعية المكلفة بفتح ومنع الشواطئ الخاصة بالسباحة المنشأة بالمقرر 123 في 17 ديسمبر 2018، اتخاذ جملة من الاجراءات الميدانية المرتبطة بضبط الفضاءات القابلة للاستغلال على مستوى الشواطئ خلال موسم الاصطياف، والتي يندرج من ضمنها إجراء حذف 3 شواطئ من قائمة تلك التي كانت تدرج ممنوعة للسباحة على مدار عدّة سنوات خلت مستندة في مرجعيتها الى استحالة تغيير طبيعتها الجغرافية، وجعلها تتماشى ومقتضيات الشواطئ القابلة للسباحة، ويتعلق الأمر هنا بكل من مصب واد الناظور وشاطئ عين تقورايت المركزي وشاطئ رأس البحر بقوراية، كما يندرج ضمن تلك الاجراءات ابقاء شاطئ القرية السياحية السات بعاصمة الولاية ضمن تلك التي تمنع بها السباحة الى غاية انتهاء الأشغال الجارية بمحيطه.

720حارس شاطئ موسمي لشهري جويلية وأوت

أنهت مصالح الحماية المدنية خلال الأسبوع الفارك عملية انتقاء حراس الشواطئ الموسميين، والذين يقدّر عددهم هذه السنة بـ720 حارسا سيتم توزيعهم على امتداد مختلف الشواطئ المسموحة للسباحة خلال شهري جويلية وجوان، حسب ما علمناه من رئيس مكتب الاعلام والتوثيق للحماية المدنية.
كما أشار مصدرنا أيضا الى تجنيد 80 عونا حارسا مهنيا محترفا لحراسة الشواطئ على مدار موسم الاصطياف جنبا الى جنب مع الحراس الموسميين بمعية 28 غطاسا محترفا، بحيث تمّ الاستنجاد بالترسانة البشرية لولاية البليدة المجاورة وفقا للبرنامج المسطر من طرف المديرية العامة مع الحرص على تزويد مجمل الحراس بالتجهيزات والأدوات التقنية التي تؤهلهم لأداء مهامهم في احسن الظروف.
 مع الاشارة الى ان بعض الشواطئ الواسعة حظيت باعتماد اكثر من فرقة حراسة على غرار ما هو حاصل بشاطئ العقيد عباس، الذي يحوز لوحده على 3 فرق حراسة وشاطئ شنوة بعاصمة الولاية، والذي عزز بفرقتين تماشيا ومساحة الشاطئ وعدد المصطافين الوافدين عليه.
 كما تجدر الاشارة الى أنّ عملية حراسة الشواطئ سيتم تدعيمها بـ 9 زوارق نصف صلبة و4 مطاطية، يرتقب بأن يستغلّها الأعوان لنجسيد عمليات الانقاذ و المراقبة في ظروف مريحة.

4 مخيّمات صيفية عائلية بطاقة استيعاب 1114 سرير

كشف التقرير النهائي للجنة الفرعية المكلفة بمعاينة المخيمات الصيفية المنشأة بالمقرر 125 في 17 ديسمبر 2018، عن جاهزية 4 مخيمات صيفية عائلية تحوي على مختلف الشروط المرتبطة بتخييم العائلات في ظروف مريحة وآمنة تستجيب لمقتضيات دفتر الشروط المصادق عليه وفقا للقرار الولائي رقم 1596. ويتعلق الأمر هنا بكل من مخيمي حنان والسلام بعاصمة الولاية بقدرة استيعاب تقدّر بـ 284 و130 سرير على التوالي، مخيم قونين ببلدية حجرة النص بقدرة استيعاب 300 سرير ومخيم واد السبت ببلدية قوراية بقدرة استيعاب 400 سرير، في حين تبقى المخيمات الصيفية الأخرى عالقة في اشكالات قانونية مؤقتة وتستوجب تدخل الجهات المعنية لحلحلتها عشية حلول موسم الاصطياف، وهي تنقسم الى قسمين بحيث يندرج ضمن القسم الأول المخيمات التي انتهت فترة تأجيرها بتفاوت زمني مختلف فيما تندرج ضمن القسم الثاني تلك التي لا تحوز على عقود تأجير أصلا.
تندرج هذه المخيمات الأربعة ضمن قائمة 14 مخيما عائليا منتشرا بمختلف البلديات الساحلية للولاية تسع لـ 4396 سرير، وتستحوذ في مجملها على أكثر من 51 بالمائة من العرض السريري المتاح، الا أنّ الاشكال بالنسبة لتلك المخيمات ان 13 منها تقع ضمن إقليم مناطق التوسع السياحي التي لم يشرع في استغلالها بعد وفقا للقانون الساري المفعول.
 مع الاشارة إلى أنّ تحضير الجهات المعنية حاليا لإنشاء جملة من مخيمات الشباب عبر عدّة بلديات ساحلية تماشيا وفحوى التعليمة رقم 4 لوزارة الداخلية والجماعات المحلية وتهيئة الاقليم الصادرة في 13 جوان 2017.

اللّجنـــة الفرعيـــة المكلّفة بالتّهيئة والـتّزيين تـــــكثّف  نشاطـــاتها

من جانب آخر، عقدت اللجنة الفرعية المكلفة بالتهيئة والتزيين المنشأة بالقرار الولائي رقم 126، لقاءات ماراطونية مع مسئولي البلديات الساحلية لترسيم تجسيد عدّة إجراءات ميدانية تعنى بالتحضير الجيّد للموسم، على غرار طلاء الواجهات والأرصفة وتهيئة المساحات الخضراء وتزيينها وتقليم أغصان الأشجار، إضافة الى محاربة ظاهرة الاستحواذ العشوائي للتجار على الأرصفة، وإشراك المواطن في حملات التنظيف مع تنظيم مسابقات تعنى بأحسن واجهة وأنظف حي بمعية جملة من الاجراءات التنظيمية الأخرى التي تؤسّس لقاعدة صلبة من حملة التحضير للموسم.
ولأنّ العملية تقتضي متابعة شاملة يجب أن تتواصل الى غاية نهاية الموسم فقد أعدّت اللجنة تصورا لتجسيد آليات عملية للمتابعة والمراقبة عن طريق تعزيز المهام التفتيشية والرقابة المشتركة على المستوى المحلي.

مساع حثيثـــة لتنظيـف المحيــــط وتطهـــيره مــــن النّفايـات

تحظى مسألة تنظيف المحيط وتصريف النفايات بعناية متميّزة من السلطات الولائية التي كلّفت المفتشية العامة للولاية بمتابعة الملف بكل حيثياته وفروعه ومشاكله، وهو الملف الوحيد تقريبا الذي تتم الاشارة اليه على هامش مختلف الاجتماعات الرسمية للهيئات العمومية بالولاية، بحيث لا يكف والي الولاية عن تذكير رؤساء البلديات بالصلاحيات المخولة لهم فيما يتعلق بالتكفل بالملف، اضافة الى تذكير المجتمع المدني بضرورة تكثيف حملات التوعية والتحسيس في اوساط المواطنين باعتبار ان تراكم النفايات وتلوث المحيط تندرج ضمن مسؤوليات جميع الفئات والجهات، ولا يعقل بأن تتحملها البلديات لوحدها.
 من هنا جاء تشديد والي تيبازة على رؤساء البلديات بتحمّل مسؤولياتهم كاملة فيما يتعلق بواجباتهم تجاه هذا الملف الحساس، وذلك على هامش آخر مجلس تنفيذي للولاية عقد مؤخرا، مشيرا الى أنّه لا يعقل بأن تستقبل الولاية ضيوفها وزوارها خلال موسم الاصطياف بأكوام من القاذورات والنفايات لاسيما حينما يتعلق الأمر بالبلديات الساحلية التي تعتبر وجهة مفضلة للمصطافين.
وعلى أرض الواقع فقد أقدمت السلطات المعنية بمتابعة هذا الملف، بتنظيم عدّة عمليات رفع للنفايات من عدّة فضاءات مؤهلة لاستقطاب المصطافين على غرار شاطئ واد البلاع بشرشال والشاطئ المركزي لسيدي غيلاس بمعية فضاءات سياحية أخرى، على أن تتواصل الحملة طيلة الأيام المقبلة تحسبا لموسم اصطياف متميّز وأرقى من مواسم السنوات الفارطة.