طباعة هذه الصفحة

«الشعب» تقاسم الشيوخ وأصحاب الأمراض المزمنة معاناتهم

حــــــــرارة استثنائيـة فــــــي الجزائر تحــــــدث طوارئ بالاستعجالات الطبية

خالدة بن تركي

 

^   ُد. بن أشنهو:وضع برنامج تطبيقي لتهيئة المستشفيات لهذه الظواهر

أثارت موجة الحر التي اجتاحت البلاد ووصلت أرقاما قياسية بالعديد من المناطق وبنسبة رطوبة تجاوزت 80 بالمائة حالة طوارئ على مستوى مصالح الاستعجالات بالعاصمة خاصة بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا الذي شهد إقبالا كبيرا من طرف مرضى الربو والأمراض المزمنة الذين وجدتهم «الشعب» طريحي الأرض.

تسبب الارتفاع الكبير في درجات الحرارة وفق ما أفادت به مصالح الأرصاد الجوية والمتوقع أن يبقى إلى غاية اليوم، في حالة استنفار قصوى على مستوى مصالح الاستعجالات بمستشفيات العاصمة والعيادات المتعددة الخدمات التي استقبلت أزيد من 30 بالمائة من الحالات المذكورة التي سجلت عشرات الإغماءات وسط كبار السن، بالإضافة إلى التسممات وارتفاع الحرارة والجفاف عند الأطفال.
ودعا المختصون من أطباء ومصالح الحماية المدنية المواطنين إلى أخذ الاحتياطات اللازمة خاصة كبار السن والأطفال الرضع والنساء الحوامل والمصابين بالأمراض المزمنة والاستماع للنصائح والإجراءات الوقائية الخاصة بموجة الحر الاستثنائية خاصة لدى الرضع الذين هم بحاجة إلى العناية الخاصة وعدم إخراجهم من البيت بالنظر إلى وجود منطقة من الدماغ مكشوفة تحوي غطاء رفيعا معرضا لأشعة الشمس بشكل كبير إلى جانب الأطفال المصابين بالربو وضرورة تجنيبهم الحرارة الشديدة التي تتجاوز 38 درجة.

مختصون: مخالفة الإجراءات الوقائية يعرض الكثيرين إلى الخطر

تستقبل مصالح الاستعجالات منذ يومين عشرات الحالات نظرا لمضاعفات موجات الحر على المصابين بالأمراض المزمنة وعدم احترامهم النصائح اللازمة المتعلقة بتفادي الخروج في ارتفاع الحرارة دون استعمال الاحتياطات الوقائية التي عادة ما تجعلهم عرضة للخطر، وهو ما وقفت عنده «الشعب» بمصلحة الاستعجالات بمستشفى مصطفى باشا أين وجدنا امرأة طريحة الأرض مصابة بضغط الدم أغمي عليها قبل وصولها المدخل، في حين دخل البعض في غيبوبة وغيرها من الحالات التي سجلت خلال اليومين الماضيين المتزامنين مع الحرارة الشديدة.
وبخصوص الإسعافات الأولية التي يتلقاها المرضى فور وصولهم إلى المصلحة فقد أكد أغلبهم أخذ التحاليل والتزود بالأكسيجين كأول إسعافات إلى جانب أشياء أخرى لتفادي حالات الإغماء الناتجة عن عدم تحمل درجات الحرارة المرتفعة مقارنة مع المخ الذي يعمل في درجة حرارة معينة مما يولد لديه حالة من غياب الوعي، وهذه الحالة تحدث كثيرا عند كبار السن دون غيرهم.

د. بن أشنهو: الرطوبة العالية تشكل خطرا كبيرا على الإنسان

من جهته، الدكتور فتحي بن أشنهو أكد في تصريح لـ»الشعب» أن جسم الإنسان مهيأ للعيش في هذه الحرارة لكن استمرار الرطوبة العالية ليلا ونهارا أمر خطير ويؤدي إلى انتشار الأمراض كالفطريات والأمراض الجلدية الناتجة عن ارتفاع نسبة التلوث، ما يستدعي أخذ الكثير من الاحتياطات الوقائية التي تستلزم على السلطات الممثلة في وزارة الصحة وضع برنامج وطني
لتهيئة المستشفيات لاستقبال المرضى في مثل هذه الظواهر.
وبشأن الإرشادات شدد الدكتور على ضرورة مضاعفة كمية المياه من 2 لتر في اليوم إلى 3 أو5 لترات لعدم التعرض للجفاف خاصة لدى فئة الأطفال التي تصبح بحاجة إلى الماء أكثر مع استمرار الحرارة ليلا ونهارا، موضحا في ذات السياق أن 70 بالمائة من الجسم مكون من الماء الذاتي الذي يخرج عن طريق العرق وزيادة النشاط يستوجب بالمقابل زيادة الماء.