طباعة هذه الصفحة

«الشعب» ترصد الاستعدادات لموعد ١٢ ديسمبر بعين الدفلى

سكـان بلدية طـارق بـن زيــاد يراهنون علـى الإستحقـــاق الرئاسـي

عين الدفلى: و ـ ي ــ أعرايبي

 عين على المكاسب المحقّقة وأخرى لتدارك النّقائص

أوضح سكان بلدية طارق بن زياد الواقعة بالمرتفعات الجبلية بسلسة الشريط الغابي الرابط بين جبال الونشريس ومرورا بمنطقة عمرونة بالجمعة أولاد الشيخ باتجاه جبل اللوح المعروف بمعاركه الثورية للأبطال الأشاوس، أنّ إجراء الانتخابات الرئاسية في آجالها المحددة يوم 12 ديسمبر القادم، يعدّ واجبا وطنيا ترافقه فرحة لتجسيد حلم بناء جزائر جديدة تنعم بالحرية والوحدة، في ظل موعد ينتظرونه بشغف وسط هذه البلدية الريفية التي استعادت أمنها وتنميتها بفضل وقوف الجيش الوطني الشعبي، واستفادتها من برامج للتنمية مازالت بحاجة إلى تدعيم حسب تصريحات السكان، الذين يثقون في السلطة الوطنية المستقلّة للانتخابات لتجاوز الظرف الراهن.

رحلة «الشعب» إلى مداشر بلديات طارق بن زياد الريفية كانت عبر منعرجات غابية على مسافة تفوق 70 كلم عن عاصمة الولاية، حيث لاحظنا استعداد سكانها لإجراء الانتخابات في ظروف وصفها محدّثونا بالعادية، كونها تتعلّق بتحسين أوضاعهم وتطوير المجال التنموي الذي يتطلعون إليه في ظل جزائر جديدة يقودها رئيس منتخب أملا في أن تتضاعف البرامج التنموية لفائدة الولاية، ومن خلالها استفادة مختلف البلديات.
سكان البلدية وخاصة الشباب المتشبّث بقيم وطنه وما يفرضه من واجب تجاه بلديته وولايته مصمّم على الذهاب للانتخابات الرئاسية، يقول كل من عبد الرزاق، خليل، خالد، عبد القادر وعيسي، ممّن لم يتخلّوا عن تسوية وضعيتهم الإدارية أثناء المراجعة الانتخابية التي تمت في ظروف حسنة حسب هؤلاء، مؤكّدين عزمهم الكبير في الإقبال على مكاتب الانتخاب يوم 12 ديسمبر القادم لأداء الواجب الذي يكتسي هذه المرة طابعا ليس كبقية الانتخابات السابقة.
 حسب تصريحات جيلالي، سفيان وعبد القادر الذين ظلّوا يتردّدون على مسيرات الحراك بعاصمة الولاية وببلدية خميس مليانة في أسابيعها الأولى، ضمن مطالب مشروعة تتعلق بإجراء انتخابات حرة وشفافة بعيدة عن التزوير والمزورين، كلّهم إرادة ورغبة في إحداث التّغيير، رافضين استمرار نهب خيرات البلاد والسطو على المال العام بطرق ملتوية، ومشاريع وهمية من طرف أفراد العصابة.
وأعرب المتحدّثون بعدما لمسوا رغبة التّغيير لدى الشباب وأبناء منطقتهم ومناطق ولايات الجمهورية ضمن مطالب الحراك الذي رافقه الجيش لتحقيق المطالب المرفوعة، عن عزمهم الكبير واستعدادهم مع أبناء منطقتهم لتقاسم الحلم، بكل من دشرة تاغزولت، السمانة، النعايمية، سد دردر، الزرازيع، البرارمة وبويعقوب، رغم ما تواجهه هذه المداشر من نقائص تنموية قد تعرف الحل مع رئيس منتخب جديد للبلاد يهتم بالجزائر العميقة.
نفس الإصرار والعزيمة لمسناهما لدى أبناء حي سيدي منصور ومنطقة تانوت التي أنجز بها مقر بلدية جديد خلفا للمقر القديم نظرا لتوسع المنطقة ومصالحها الإدارية، منوّهين بهذا الإنجاز الذي يعد نموذجا في الهندسة من حيث التصميم والتكلفة القليلة جدا التي صرفت ضمن مبدأ الحفاظ على المال العام، كما قال رئيس البلدية بن بجة بلعينين.
وأشار هؤلاء إلى أنّ هذه المكاسب بحاجة إلى تجديد العهد وبناء وطن يراعى فيه مصلحة الجميع واختيار الرجال، يقول الشاب محمد من منطقة القطارنية، التي ينتظر سكانها إنجاز مشروع توصيل الماء الشروب، للتخلص من معاناة التزود بهذه المادة الحيوية عن طريق الصهاريج منذ سنوات، يقول ذات المتحدث.

مشاريع تحقّقت..وأمل في أخرى مع الرّئيس الجديد

لم ينس المتحمّسون للمشاركة في الاستحقاقات الرّئاسية يوم 12 ديسمبر القادم الجانب التنموي، الذي هو الرّكيزة الأساسية لتحسين مستواهم المعيشي الذي خصصت له السلطات الولائية برامج متعددة الصيغ لتلبية الاحتياجات، غير أنّ عدد الطلبات يزداد من منطقة إلى أخرى، يشير سكان الناحية الذين فضّلوا الاستقرار بمناطقهم ومداشرهم، التي استرجعت أمنها بعد سنوات العشرية السوداء، التي كادت أن تجتثهم من مساكنهم لولا وقوف الجيش الوطني الشعبي والقوات الامنية المشتركة الى جانب المخلصين الذين دحروا سياسة الأرض المحروقة، التي سبق وأن طبقها الجيش الاستعماري الفرنسي إبان الاحتلال، لكن لم يكتب لها النجاح يقول عمي الحاج الجيلالي، الذي تجاذبنا معه أطراف الحديث  بإحدى المقاهي التي تمّ إنشاؤها، مع اعتماد هذه المنطقة كمركز جديد لمقر بلدية طارق بن زياد التي تخلّت عن هيكلها القديم.
تناول الحديث تحقيق مشاريع السكن الريفي عبر عدّة حصص لتكون آخرها 120 إعانة تمّ تجسيدها، في انتظار حصة أخرى لتغطية الطلبات التي تفوق حاليا ألف طلب كون الناحية ذات طابع ريفي محض يضم 12 دوارا، حسب ما أكّده لنا رئيس البلدية.
وبالموازاة مع هذه العمليات، منحت السّلطات الولائية حصة 280 مسكن منها 250 إجتماعي و30 ترقويا مدعّما يقول ذات المنتخب، لكن يبقى الأمل ـ يقول ـ بوقوف السكان مع الرئيس الجديد لتدعيم مثل هذه الجهات بالمجمّعات السّكنية الريفية كنمط لخلق فضاءات سكنية يسهل على المصالح البلدية والقطاعية التكفل بها من كل الجوانب، يشير محدثونا بمن فيهم المنتخبون الذين قدّموا اقتراحاتهم للسلطات الولائية، وهو ما يعلق عليه هؤلاء آمالهم.
احتياجات شأنها شأن مناطق أخرى التي هي بحاجة إلى صهاريج لتزويد سكانها بالماء الشروب، كما هو الحال بمنطقة النعايمية التي تقطن بها أزيد 200 عائلة. ونفس الآمال تحذو أبناء سد دردر الذين مازالوا يعانون، في انتظار انتخاب رئيس جديد وتحقيق الحلم الذي يتطلع إليه هؤلاء حسب تصريحاتهم المتفائلة بمستقبل واعد كبقية بلديات الوطن، يضيف الشباب الذين إلتقينا بهم أمام الملعب البلدي، الذي تجري به الأشغال لتغطيته بالعشب الاصطناعي، حسب ما علمناه من المنتخبين المحليّين.

في الأفق..الحق في عيادة متعدّدة الخدمات ومجمّع مدرسي
 
تسود لدى أبناء بلدية طارق بن زياد قناعة راسخة، بأن نجاح الموعد الانتخابي هو خطوة كبيرة نحو التكفل بالمطالب خاصة بمنطقتها الريفية التي دفعت الكثير من الشهداء، ومازالت تدفع لمواصلة بناء مستقبل الوطن الذي لمسنا حبه في سكان طارق بن زياد، الصامدين فوق أعالي هذه الجبال القريبة من ثنية الأحد بولاية تسمسيلت، التي تتقاسم معها حدودها حسب وقوفنا الميداني بالمنطقة.
وبالرغم من الانجازات التّربوية والهياكل الخدماتية لفائدة تلاميذ الناحية بكل مداشرها يبقى الانفجار السكاني وعودة النازحين إلى مناطقهم الأصلية بعد سنوات الجحيم الإرهابي، جعل المدارس المنجزة والتي تتوفر على كل الخدمات بما فيها المطاعم والتدفئة المركزية بحاجة إلى مجمّع مدرسي آخر لرفع الضغط والاكتظاظ، والقضاء على نظام الدوامين بمدرسة الشهيد مكاودو مختار، التي بها أقسام تربوية تفوق 42 تلميذا في الحجرة الواحدة، ما يشكل عبئا على أبنائها، يقول الأولياء.
ونفس الانشغال يتعلق بالصحة، حيث أصبحت العيادة المتعددة الخدمات التي لا تحمل سوى الإسم وغير قادرة على توفير الخدمة الصحية اللازمة، ما يجعل المرضى خاصة النساء ينتقلون لمنطقة ثنية الأحد بولاية تيسمسيلت كونها قريبة وبها إمكانيات مقبولة.
ويشير أرباب العائلات الذين طالبوا بمشروع عيادة للتكفل الصحي الذي طالما قدمه المنتخبون المحليون كاقتراحات ضمن البرامج التنموية، غير أنّ الأولويات وحجم الأعباء للمشاريع التنموية حال دون تحقيق المطلب الصحي، الذي لم يغير من حدته انجاز قاعة علاج ضمن برنامج التنمية البلدي. وأعرب السكان عن ارتياحهم لمنح الوالي سيارة إسعاف للمنطقة، التي ظلت بحاجة ماسة لهذه الوسيلة الضرورية بهذا الوسط الريفي الذي تقطنه عائلات معظمها ذات دخل ضعيف.
السّلطة الوطنية:
جاهـزون والسّكـان متحمّسـون
لا نكاد ننتقل من مكان إلى آخر دون أن نسمع صوتا واحدا على لسان هؤلاء البسطاء: «نحن في انتظار موعد 12 ديسمبر لأداء واجبنا الانتخابي لمصلحة الوطن ووحدته وحريته، بعدما عاثت فيه العصابة فسادا، إنّها أمانة في أعناقنا»، وهو ما حرص عليه أحد الشيوخ الذين عايشوا الثّورة المظفّرة على ترديده أمام زملائه الذين كانوا يرتشفون فنجان قهوة بإحدى المقاهي المعروفة بالناحية، وهم متحمّسون وينتظرون هذا الموعد التاريخي الهام في حياة البلاد.
هذه الرّغبة وجدناها لدى أعضاء السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات الممثّلة بذات البلدية، حيث أكّدت لنا المكلفة نعيمة زكار استعداد السكان خاصة شبابها للذهاب بقوة للإدلاء بأصواتهم والتعبير عن إرادتهم لبناء جزائر جديدة، مشيرة الى أنّ الهيئة النّاخبة المقدّرة بـ 7502 عند تاريخ 28 / 10 / 2019 بعد نهاية الإعتراضات الإدارية، مكّنت من إحصاء 4314 من جنس الرجال و3188 من النساء، وهذا بعد شطب 27 وتسجيل 36 ناخبا بعد المراجعة السنوية، تشير محدثتنا.
أما بخصوص التحضير اللّوجيستيكي، فلجنة السلطة الوطنية المستقلّة حدّدت 5 مراكز و19 مكتبا منها 11 للرجال و8 للنساء، بما فيه مركزا القطارنية والبرارمة المختلطان مع تعيين الحافلات والشاحنات والسيارات أثناء عملية الإجراء الانتخابي.
وتقول زكار إنّها لمست شحنة حماس للإقبال على الانتخاب، مؤكّدة للمرة الثانية «أن بعض الشباب رافقنا في العمل التحسيسي والاتصال المباشر بالمكتب ووضع الملصقات»، فكل شيء جاهز بما في ذلك تجهيز مكتبها بكل الوسائل من إعلام آلي وجهاز الاتصال.
هذه الاستجابة التي خصّت بها السلطة الوطنية المستقلة للإنتخابات من طرف السكان تكشف عن وعي كبير وصادق لدى أبناء المنطقة الريفية وباقي بلديات عين الدفلى لإنجاح الموعد الإنتخابي لرئاسيات 12 ديسمبر القادم.