طباعة هذه الصفحة

سكان «عمارات الموت» ببلديات العاصمة

مطالب بالترحيـل وآمال تنتظر التجســيد

سارة بوسنة

تعيش مئات العائلات في مختلف بلديات العاصمة خطرا يتهدد حياتها، خاصة في البنايات المهددة بالانهيار أو الأسطح والأقبية، حيث يعانون في صمت منذ سنوات، ينتظرون التفاتة مصالح ولاية الجزائر التي ماتزال عملياتها تشمل سكان القصديري.
أعاد حادث سقوط عمارة من طابقين بحي طرابلس ببلدية حسين داي، والتي راحت ضحيتها امرأة حامل، ملف البنايات الآيلة للسقوط أو الهشة للواجهة مجددا. في هذا الصدد، قامت «الشعب» بجولة قادتها إلى حي طرابلس بالتحدث إلى العديد من العائلات القاطنة بـ «عمارات الموت»، كما أصبح يطلق عليها.
في هذا الحي ناشدت العائلات المتضررة والي العاصمة التدخل العاجل لترحيلهم إلى شقق جديدة وانتشالهم من الشارع، بعد أن تعرضت العمارة التي يقطنون فيها لأضرار كبيرة. وبحسب تصريح سكان الحي، فإن العمارة مصنفة في الخانة الحمراء والسلطات المحلية على دراية بالوضع، لكنها لم تحرك ساكنا رغم المراسلات التي وجهت إلى الوالي المنتدب لمقاطعة حسين داي ورئيس المجلس الشعبي البلدي، وكذا ولاة الولاية السابقين.
وأشار السكان، الى أن السلطات المعنية قامت بترحيل سكان كانوا يقطنون بعمارات غير مهددة بالسقوط الى سكنات جديدة، رغم أن العائلات التي تسكن بالعمارة المهددة بالانهيار لها الأولوية في السكن، مشيرين إلى أنهم في كل مرة تتساقط فيها الأمطار يجبرون على الهروب للشارع والاحتماء به، خوفا من الموت تحت الأنقاض. فيما فضلت عائلات أخرى اللجوء إلى بعض الأقارب خوفا من انهيار شققهم التي تأثرت كثيرا بسبب قدمها وتأثرها بعوامل الطبيعة.
سكان حي طرابلس أكدوا أن عماراتهم أصبحت تهدد حتى المارة والسيارات التي يركنها أصحابها بالقرب منها، مؤكدين على ضرورة تدخل السلطات المحلية في أقرب وقت قبل حدوث خسائر بشرية ومادية، خاصة وأنهم ليسوا وحدهم في هذا الكابوس، فهناك الكثير من عمارات الموت بالعاصمة، سواء في بلوزداد، القصبة، باب الوادي وغيرها... تستدعي فعلا أخذ وضعيتهم بجدية ودراستها وترحيلهم إلى سكنات لائقة وآمنة.
وأفادت العائلات، أنهم تحدثوا مع رئيس البلدية في ثلاث جلسات وزار المكان، شأنه شأن لجنة مختصة عاينت المكان. لكن الزيارة لم يتغير شيئا من وضعهم، بل لازال الحال على حاله وتعقد أكثر مع وباء كورونا الذي يفترض فيه أن تلتزم العائلات التباعد الاجتماعي واعتماد إجراءات احترازية وقائية خوفا من العدوى، الأمر الذي لا يمكن تحققه عندهم، كما لا يمكن لعائلاتهم استقبالهم في ظل هذا الوضع الصحي.