طباعة هذه الصفحة

« الشعب» ترصد حالة الماء الشروب

بالشلـف، عين الدفلــى،غليـزان وتسمسيلـت

استطلاع: و.ي. أعرايبي

 مشاريع لتغطية الاحتياجات وسط إجراءات وقائية من الوباء
 ضمان الخدمة العمومية لتوزيع الماء استعدادا لموسم الصيف
 المواطن شريك أساسي في ترشيد المياه .. رهانات المؤسسة



ترتفع حدة استهلاك الماء الشروب مع دخول فصل الحر الشديد والاصطياف من كل عام،(هذه السنة الموسم مرهون بتطور الوضعية الصحية نتيجة فيروس كورونا)، الأمر الذي جعل مصالح الجزائرية للمياه لمنطقة الشلف التي تشرف على 4 ولايات هي عين الدفلى ،غليزان ،الشلف وتسمسيلت، تتخذ كل الإجراءات والاحتياطات لضمان التموين المنتظم والجيد لسكان المجمعات الحضرية والريفية والمدن الكبرى والمناطق الساحلية بـ 131 بلدية انطلاقا من هياكلها الكبرى والآبار والاستثمارات الضخمة التي وفرتها وزارة الموارد المائية لتلبية الاحتياجات في زمن الجائحة والإجراءات الوقائية الصارمة ضمانا للخدمة العمومية رغم الديون المقدرة بمليارين ونصف د.ج ، التي أثقلت كاهل المؤسسة بالولايات المعنية.
تلبية احتياجات السكان بالبلديات المعنية رهان ترفعه المديرية الجهوية للجزائرية للمياه التي تشرف على تسيير الولايات 4  من خلال توفير هذه المادة الضرورية بانتظام خاصة  خلال موسم الحر       و الإصطياف والأيام العادية في ظل الجائحة التي تتعامل معها وحدات الجزائرية للمياه ضمن مبدأ تقديم الخدمة العمومية وتطبيق الإجراءات الوقائية التي اعتمدتها وزارة الصحة وتعليمات الوصاية والمديرية العامة حسب المدير الجهوي للمنطقة صلاح الدين شريط .
 أكد لنا المصدر استعداد و جاهزية الوحدات الولائية لتقديم هذه الخدمة من خلال مصالحها بالبلديات الـ 110 التي تخضع لتسيير الجزائرية للمياه التي شرعت في عمليات الإدماج الجارية للبلديات المتبقية ضمن مخطط المديرية العامة وبرنامج الوصاية الذي يجري تنفيذه من خلال عمليات التموين والتوزيع المسطرة لهذه المادة الضرورية من طرف الوحدات يقول مدير المنطقة صلاح الدين شريط.
مشروع محطة التحلية بني حواء .. رهان لتغطية الجهة الساحلية
جاء مشروع محطة التحلية أحادية الكتلة على مستوى بلدية بني حواء الساحلية لإنهاء النقص الذي ظلت تشكو منه هذه البلدية التي يتضاعف سكانها خاصة مع موسم كل إصطياف بمافيها الأيام العادية أين يكثر الطلب على هذه المادة بمنطقة تقل فيها منابع الآبار الجوفية نظرا لطبيعة تضاريس الناحية، مما يجعل التوزيع متذبذبا رغم المجهودات التي توفرها والإمكانيات التي تسخرها مصالح الجزائرية المياه يقول سكان الناحية .
 لكن يبقى الأمل قائما بدخول محطة التحلية لمياه البحر أحادية الكتلة الجاري انجازها ببني حواء من أهم المشاريع التي تنتظرها أبناء المنطقة وحتى المصطافين الذين يترددون بالآلاف على هذه الوجهة السياحية الرائعة بآثارها التاريخية ومناظرها الطبيعية بساحل الشلف .
وبنظر صلاح الدين شريط فإن المشروع الذي خصصت له وزارة الموارد المائية  غلافا ماليا معتبرا من شأنه توفير ما كميته  5 آلاف م3 لفائدة سكان المنطقة سوف تتخلص نهائيا من أزمة الماء الشروب صيفا وباقي الأيام العادية، حيث سيكون التوزيع وضمان التموين لأبناء الناحية والمناطق المجاورة بمافيها المداشر والقرىعلى مدار 24ساعة حسب محدثنا الذي طمأن الزبائن بأهمية  المشروع الذي يعرف تقدما في اشغاله.
بالإضافة لهذا المشروع الهام الجاري تحقيق تعتمد الجزائرية للمياه بالشلف على مصادر متنوعة ترتكز على محطة ماينيس ببلدية تنس  ذات الطاقة الإنتاجية المقدرة بـ 200ألف م3 يوميا ،تضاف إليها الكميات المنتجة المعالجة من سد سدي يعقوب البالغة 60ألف م3 يوميا، ناهيك عن المياه المستخرجة من106بئر موزعة على البلديات35 فيما تبقى 22بئرا  ضمن الإجراءات الإحتياطية التي اعتمدتها إدارة المديرية الجهوية ضمن مخططها في التوزيع الذي يلقى الإرتياح حسب تصريحات الزبائن وتأكيد ذات المسؤول.
السدود تحل معضلة المناطق الريفية  والجبلية بعين الدفلى
مكّنت محطات المعالجة لمياه السدود بإقليم ولاية عين الدفلى من ضمان توصيل الماء الشروب لعدة بلديات خاصة الريفية منها و التي توصلت بشأنها الدراسات الهدروجيوفيزائية الخاصة بالتنقيب عن المياه الجوفية قلة هذه الموارد المائية أو انعدامها مما جعل خيار المعالجة لضمان توفير احتياجات السكان بهذه البلديات التي عانت الكثير خلال السنوات المنصرمة كما هو الحال ببطحية ،الماين ، بلعاص ،الحسانية ،زدين ،تبركانين ،حمام ريغة ،عين البنيان ،بومدفع وبوراشد والتي يتم جر مياهها من محطات سد بورومي وأولاد ملوك وكذا محطة أوحادية « تغزا» بما فيها البلديات الواقعة بسهل الشلف والتي تستفيد من توزيع محطة سد سدي امحمد بن طيبة ببلدية عريب.
 ويتعلق الأمر بـ 6بلديات  كسدي لخضر وعين الدفلى والمخاطرية وعريب والعطاف والروينة ،حيث يتم استغلال ما كميته أزيد من 93ألف متر مكعب من الماء الشروب الموجه لسكان هذه البلديات خاصة الريفية والجبلية منها ، هذه الطريقة مكنت من إزالة غبن السنوات المنصرمة  خاصة بقرى ومداشر جهة الجنوب الغربي لعاصمة الولاية يقول المدير الذي اعتبر الإستثمارات الضخمة لتحسين التزود بالماء الشروب سواء عن طريق محطات المعالجة والآبار البالغ عددها 94 والتي تقع تحت مسؤولية الخدمات التي تقدمها مصالح الجزائرية للمياه لوحدة عين الدفلى التي تسهر بفرقها التقنية ومصالحها الإدارية  على التكفل اليومي بتزويد الزبائن بالكميات اللازمة حسب برنامج التوزيع المسطر لضمان وتحسين الظروف  المعيشية للسكان بعيدا عن مظاهر نقص إلا في  حالات تسجيل عطب  يلقى التدخل الفوري من طرف المصالح المعنية يشير محدثنا.
34 بلدية من  أصل 38 في غليزان في انتظار مشروع القرن
وتشير المعطيات المتوفرة وتصريحات السكان إلى تحسن كبير في التزود بالماء الشروب حسب ما سجلناه من أقوال من عدة بلديات كما هو الحال بدائرة واد رهيو، حيث أكد لنا قاطنوها أن التزود بهذه المادة مقبول في زمن وباء كورونا .
وأرجع هؤلاء هذا التحسن إلى المجهودات المبذولة من طرف المصالح المعنية للجزائرية للمياه فتوفير هذه المادة للتجمعات السكانية الكبرى والمناطق الحضرية والقرى بذات الدائرة كما هو الحال لقرية الشهداء والخدام والزمايلية والبوايش والزاوية وغيرها من المداشر وهو التحدي الذي أخذته المصالح المسيرة لتوزيع الماء الشروب بمحمل الصرامة استعدادا لموسم الصيف بما فيها الأيام العادية يقول بعض الزبائن ممن تحدثوا إلينا من ذات البلدية، أما بخصوص التسيير فحاليا تشرف مصالح الجزائرية للمياه على تسيير 34 بلدية من بين 38 بلدية في انتظار إدماج البلديات الأخرى المتبقية.
ومن جانب آخر فإن ولاية غليزان هي الأخرى تتعدد بها مصادر المياه فعاصمة الولاية وبن داود ويلل والمطمر وبلعسل وسدي سعادة تتزود انطلاقا من تحويل الماء الشروب من محطة  «الماو» «مستغانم، ارزية ووهران» بكمية تصل إلى 50 ألف متر مكعب ، وهو مشروع  يقول مدير المنطقة في إطار الإنجاز وبإمكانه عند نهاية الأشغال به  تحويل 150ألف متر مكعب يوميا لتزيد 31بلدية .
هذا المشروع  الذي يصفه  البعض بـ «مشروع القرن» يعد من العمليات الكبرى التي يعلق عليها السكان بما فيهم مصالح الجزائرية للمياه  أمالا كبيرا في تحسين عملية التزود بالماء الشروب هذه البلديات، بالإضافة إلى مياه السدود المعالجة كما هو الحال بسد قرقر وسد سدي أحمد بن عودة والكراميس .
 هذا الأخير الذي لاينتج في الظرف الحالي سوى ألف م3 لتوجه لـ3بلديات منها مديونة وزنطيس وسدي احمد بن علي وهذا على مدار مابين 3 و4أيام ، وهي كمية قليلة كونه يعرف تراجعا في مستوى التخزين حسب صلاح الدين الشريط اعتبر تزويد سكان بلديتي الرمكة وسوق الأحد انطلاقا من سد يدي يعقوب الممتدد على أراضي كل من الشلف وغليزان مؤشرا يلقى ارتياح السكان بهاتين المنطقتين الجبليتين، مشيرا أن تدعيم هذه المصادر الخاصة بالماء الشروب بـ 81بئر قد مكن السكان بعدة بلديات بالولاية ضمان التزود بهذه المادة بصفة مريحة.
كدية الرصفة  شريان المياه الشروب ببلديات تسمسيلت
وتعتمد عملية التزود بالماء الشروب بمنطقة تسمسيلت بنسبة  كبيرة  على مياه سد  كدية الرصفة وبدرجة أقل سد دردر بعين الدفلى بالنظر إلى قلة المياه الجوفية بتراب الولاية،هذا التحدي الذي رفعته مديرية الموارد المائية مكن من توفيرهذه لسكان تسمسيلت الذين يتأهبون لإستقبال موسم الصيف في ظروف حسنة على حد قول نصر الدين وخالد ممن إلتقينا بهم ببلدية برج بونعامة مدينة الونشريس.
 وعن الكميات المنتجة بسد كدية الرصفة أوضح المدير الجهوي للجزائرية للمياه أن القدرة الحالية  عن طريق محطة المعالجة لهذا المرفق الهام هي في حدود  ألف 40 م3 يوميا وهو ما يسمح للوحدة بتوزيع الماء الشروب على 17بلدية من أصل 22 في الوقت الراهن،فيما تخصص مياه سد دردرالمعالجة لتزويد سكان 4 بلدية بطاقة انتاجية  تصل إلى 7 آلاف متر مكعب يوميا .
ومن جانب آخر فإن تدعيم عملية التوزيع لعدة مناطق حضرية وتجمعات سكانية  كبرى بما فيها القرى والمداشر النائية يتم عن طريق استغلال الآبار التي يصل عددها لحد الساعة 16بئر بكميات انتاجية تفوق 15ألف متر مكعب يوميا  يقول محدثنا.
إعادة تأهيل الشبكات والآبار وانجاز خزانات
كما خصصت وزارة الموارد المائية ميزانية هامة لتحسين ظروف التموين وإيصال الماء الشروب للسكان في الأيام العادية وموسم الحر الذي يتطلب إجراءات عملية خاصة لضمان تدفق  المياه بالكميات المطلوبة لكل عائلة ببلديات الولايات الأربع .
 الامر تطلب برمجة عدة مشاريع هامة كما هو الحال بولاية الشلف التي عرفت انجاز الشطر الأول من  إعادة  تأهيل الشبكة بعاصمة الولاية فيما يبقى تسليم الجزء الثاني من نفس العملية  خلال الاشهر القادمة .
 كما رافقت هذا المشروع عمليات أخرى تتعلق بتأهيل الآبار ومحطات الضخ و الخزانات وإنجاز أخرى  ضمن مشروع تحويل المياه المعالجة من محطة ماينيس وهذا لضمان التموين 24 على 24 ساعة يقول مدير المنطقة، الذي طمأن سكان البلديات الشمالية بالساحل الشلفي بإنفراج مسألة التموين بالماء الشروب والقضاء على النقص  نهائيا مع تسليم مشروعي محطتي التحلية الجاري انجازهما بكل من بني حواء وواد قوسين ، مع ضمان التموين الدائم للبلديات  الأخرى المسيرة من طرف وحدة الجزائرية للمياه بالشلف التي عرفت تطورا كبيرا في التسيير بفضل طاقمها ومصالح التقنية الذي تدعم بإطارات شابة وكفاءات جامعية مختصة في الري يقول محدثنا الذي طمأن سكان غليزان بتحسين ظروف التموين بالماء الشروب بشكل يريح الزبائن الوحدة وهذا مع نهاية مشروع تحويل مياه الشروب من منطقة الماوي بإتجاه بلديات الولاية.
وعلى الرغم من ثقل الديون المترتبة عن تموين الزبائن بهذه المادة الضرورية والتي بلغت على مستوى الولايات المعنية حسب ذات المسؤول مليارين ونصف د.ج فإن المؤسسة لم تتأخر في تقديم خدماتها العمومية والاستجابة لكل الانشغالات والاحتياجات وتطبيق البرنامج المسطر من المديرية العامة للجزائرية للمياه سواء خلال هذا الشهر المعظم أو الايام العادية وموسم الإصطياف الذي لم تفصلنا عنه إلا أيام معدودة يقول محدثنا.
وكشف عن تطبيق تام للإجراءات الوقائية الخاصة بوباء كورونا وهذا بتعقيم كل الهياكل واعتماد طرق التباعد الاجتماعي وتوفير الكمامات والمطهر،بالإضافة إلى تنظيف وصيانة الخزانات وتصليح الأعطاب والتسربات المائية التي كانت في وقت سابق تساهم من تذبذب عملية التموين وإهدار لهذه المادة يشير ذات المسؤول الاول عن المنطقة.
لكن تبقى النداءات وعمليات التحسيس عبر الوسائل الإعلامية والوسائط الإجتماعية والخرجات الميدانية  والعمل على إشراك الزبائن كشريك في التسيير والمحافظة على هذه الثروة وترشيد عملية الاستهلاك من التحديات التي تجابه المؤسسة.
 وهو النداء الذي شدد عليه من قبل المدير العام للمؤسسة الجزائرية للمياه إسماعيل عميروش في لقاء وطني حول التغطية بالماء الشروب على مستوى البلديات ومناطق الظل التي تحظى بالأهمية في برنامج المؤسسة من خلال عملية التوزيع والبحث عن مصادر لعمليات استعجاليه لتوفير المادة وفق تعليمات وزارة الري والموارد المائية حسب ما أكده لنا المدير العام خلال لقاء سابق بالشلف.