طباعة هذه الصفحة

ساعات معدودة أغرقت أحياء وشلت طرقا بوهران

أمطار طوفانية تودي بحياة طفلين وتكشف عيوب البنية التحتية

وهران: براهمية مسعودة

 السكان يتساءلون عن مخطط مواجهة الفيضانات

أمطار طوفانية أغرقت خلال ساعات معدودة أحياء وهران وتتسبب في أضرار جسيمة، منها وفاة رضيعة لا يتعدى سنها العامين وإصابة والدتها البالغة من العمر 42 سنة بجروح وكسور، إثر انهيار جدار مسكنهما بالمجمع الفوضوي بأعالي بلدية المرسى الكبير. كما تسببت الأمطار في وفاة طفل، يبلغ من العمر أربع سنوات وإصابة أربعة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، إثر حادث مرور، شهده موقع الدوران الباهية، قبيل موعد الإفطار.

4 ساعات كانت كافية لإحداث هذا الهول بالباهية، حيث سيول وانزلاق للأتربة أغرقت عديد الأحياء وشلت طرقا وأدت إلى انقطاعات الكهرباء والانهيارات الجزئية، فيما بلغت الخسائر المادية حدا دفع السلطات إلى إعلان حالة طوارئ، لتفتح الجدل من جديد حول هشاشة البنية التحتية، ومدى قدرة السلطات الولائية على التعامل مع الكوارث الطبيعية، والسؤال: أين الملايير التي خصصت في المخطط الوطني لمواجهة الكوارث الطبيعية والفيضانات، أسئلة تطرحها الساكنة منذ سنوات، دون أن يجدوا لها جوابا.
والي الولاية عبد القادر جلاوي، رفقة أعضاء اللجنة الأمنية، في خرجتهم، ليلة أول أمس، وقفوا على هول الكارثة، حيث بدت الصورة أمامهم حالكة، ميزتها الأحياء والطرق التي تأثرت بفعل الفيضانات وانجراف التربة، على غرار الطريق الوطني رقم 2 بمدخل مدينة المرسى الكبير.

الحماية المدنية تتجند ماديا وبشريا
وفور إطلاق صفارة الإنذار، سارعت المديرية الولائية للحماية المدنية إلى تجنيد إمكاناتها البشرية والمادية من الشاحنات والمضخات وغيرها من الوسائل لامتصاص المياه، فضلا عن فرقة الغطاسين المدعمة بالزوارق المطاطية لإجلاء العائلات العالقة.
وقد تدخلت وحدات الحماية المدنية الموزعة عبر كامل إقليم الولاية بعديد الأماكن ومحاور الطرق، من أجل عمليات الإنقاذ والإجلاء وامتصاص المياه المتراكمة والمتسربة لبعض السكنات عبر عديد البلديات، ومنها مرسى الكبير وبوسفر وعين الترك والعنصر، وكذا حي الصديقية ونفق ميلينيوم وكناستال، ناهيك عن امتصاص المياه المتجمّعة بحي إيسطو وجمال الدين ببئر الجير.
كما تدخلت فرق الحماية المدنية لفتح الطرق وتسهيل حركة التنقل على مستوى الطريق الوطني رقم 11 بالقرب من محور الدوران المشتلة، والطريق الوطني رقم 02 ببلدية مسرغين وغيرها من المسالك والطرق المغلقة. إلى جانب إخراج مركبات من المياه المتجمعة بالطريق الوطني رقم 11 بقديل، وتحت جسر «سامبيار» بالطريق الإجتنابي رقم 04، مع إزالة عديد الأخطار، على غرار إزاحة التربة المنجرفة وتحرير الطريق الولائي رقم 84، مع إنقاذ عديد الأشخاص العالقين، وكذا إنقاذ حوالي 2800 طائر من نوع الديك الرومي، بعد تسجيل نفوق حوالي 200 طائر بمزرعة طواهرية ببلدية مسرغين.
اعتبر مواطنون في تصريح لـ «الشعب»، أن قرار إنشاء خلية الأزمة، جاء متأخرا جدا، بالنظر إلى مخلفات الأمطار، بعد ساعات معدودة بعديد الطرق والأحياء المصنفة ضمن المناطق السوداء منذ سنوات طوال، ولم تعد الحلول الترقيعية تجدي نفعا، وحان الوقت لتفعيل الرقابة والمحاسبة في مجال تقييم البنى التحتية من طرق وجسور وأنفاق وموارد المياه والصرف الصحي والشبكات الكهربائية وغيرها، على حد تعبيرهم.
كما أثار عدد منهم ما وصفوه بالكارثة، بالنظر إلى الأضرار الكبيرة التي خلفتها سيول الأمطار بالأقطاب السكنية الجديدة، على غرار حي 189 مسكن ترقوي مدعم بالتجمع السكني الكبير بلقايد، شرقي الولاية، حيث عاش أغلب سكانه ليلة بيضاء، جراء تسرّب مياه الأمطار من النوافذ إلى داخل البيوت، متسببة في برك مائية وبحيرات، بسبب الغش في الإنجاز، وهو ما شهته أيضا الطرق المنشأة حديثا بنفس القطب.

«الشعب» سبق لها إثارة خطورة الوضع... لكن الحلول تأخرت

جدير بالذكر، أن جريدة «الشعب»، سبق لعا أن تطرقت للموضوع ونبهت إلى خطر الفيضانات. وأكد مسؤولو القطاع في هذا الشأن، عن مخطط عمل حظي بالموافقة من الوزارة الوصية يقضي المبدئية، بضخ غلاف مالي قدره 340 مليون دج لحماية بعض البلديات من الفيضانات، كما هو الحال بمناطق وادي تليلات، البرية، طافراوي، بئر الجير، مسرغين، بوتليليس، سيدي معروف، قديل، العنصر وعين الترك...
كما أوضح مسؤولون، أن الأشغال تجري على قدم وساق تحت إشراف مديرية الموارد المائية لحل هذا الإشكال، في انتظار انطلاق الأشغال، مع التركيز على المناطق المرتفعة.
وعلمنا مؤخرا عن استلام مديريته لدراسة خاصة بالتأمين ضد تدفق المياه الجوفية ومخاطر الفيضانات بمنطقة السانية، أجراها مكتب دراسات عمومي على مدار سنتين ونصف للإطلاع على سيرورة هذه الظاهرة.
واستنادا إلى مدير الموارد المائية، السيد طرشون جلول، فقد اقترح المختصون حلولا على المديين القريب والمتوسط، تعالج في مرحلتها الأولى إشكالية صعود المياه الجوفية ببلدية السانية من خلال خلق شبكة من الآبار بعمق 5 إلى 7 أمتار، تنجز على مستوى المناطق التي بها تضرر كبير فيما يخص صعود هذه المياه وتوجيهها عبر قنوات الدفع إلى المصب الرئيسي الطبيعي السبخة كحل استعجالي.