طباعة هذه الصفحة

منشأة بمواصفات عالميـة.. وإضافـة حقيقـية لكـرة القـدم

عمار حميسي

لم يعد امتلاك مراكز خاصة للتحضير حكرا على الأندية العالمية الكبيرة على غرار فريق ريال مدريد الإسباني الذي يمتلك مدينة رياضية بأكملها في ''فالديبيباس'' بضواحي مدريد أو مركز ''ابيانوجنتيلي'' الخاص بفريق أنتر ميلانو الايطالي أو ''الميلانيلو'' التابع لفريق ميلان الايطالي.

بل الأمر تعدى إلى المنتخبات التي أصبحت تمتلك مراكز خاصة بها وذلك للتحضير الجيد لمختلف المنافسات التي تشارك فيها سواء قارية أو دولية كمركز ''كورفيتشيانو'' التابع للمنتخب الايطالي والواقع في ضواحي العاصمة الايطالية روما.. وكذا مركز ''كليرفونتان '' بالنسبة للمنتخب الفرنسي بضواحي باريس.
 وقد ساهمت هذه المراكز في تطوير مستوى الكرة في هذه البلدان كونها مراكز للتحضير خاصة بمختلف الأصناف السنية وكذا مدارس كروية لتكوين اللاعبين الشبان.
لهذا ارتأى القائمون على الرياضة الجزائرية ضرورة امتلاك مركز خاص لتحضير المنتخبات الوطنية و ذلك من أجل الرفع من مستوى الكرة عندنا والمتمثل في مركز سيدي موسى لتحضير المنتخبات الوطنية والذي ذاع صيته منذ مجيء المدرب البوسني وحيد هاليلوزيتش الذي اعتبر هذا المركز المكان الأساسي لتحضير المنتخب الوطني لمختلف المواعيد.
وقد قامت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم بتنظيم زيارة للصحفيين الذين قاموا بتغطية الندوة الصحفية التي عقدها في قاعة المحاضرات التابعة للمركز وكانت فرصة جيدة للإعلاميين من أجل الاطلاع على هذا المكسب لأول مرة منذ انتهاء الأشغال ولن تكون هذه المرة الأخيرة، حسبما أكده عادل حجي المكلف بالإعلام على مستوى الاتحادية لـ ''الشعب''  '' أبواب المركز ستكون مفتوحة للصحفيين من الآن فصاعدا، لأنه سيحتضن الندوات الصحفية التي سيعقدها مدرب المنتخب الوطني وحيد هاليلوزيتش وكذلك اللاعبون إضافة إلى جميع التظاهرات التي تنظمها الاتحادية''.

سيدي موسى.. أنسب مكان

يعتبر المركز التقني لتحضير المنتخبات الوطنية صرح كروي مميز وهو أهم ما تم انجازه خلال العشرية الماضية في ميدان كرة القدم.
 وقد أعطى الضوء الأخضر لانجازه في ديسمبر ٢٠٠٣  رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة ويقع المركز على بعد حوالي ٣٠ كلم جنوب شرق العاصمة بجوار مدينة سيدي موسى الهادئة.
ولم يكن اختيار هذا المكان اعتباطيا وإنما كان عن قصد فالمنطقة تتميز بالهدوء كونها بعيدة عن ضوضاء المدينة و تساعد على التركيز إضافة إلى أنها محاطة بالمزارع لأن المنطقة فلاحية وهذا كله يساعد على تكوين جو ملائم لممارسة الرياضة إضافة إلى هذا يتربع المركز على مساحة شاسعة تقدر بحوالي سبعة هكتارات، فالمتجول داخل المركز يحس أنه داخل مدينة رياضية وأيضا من أجل وضع جميع المتطلبات التي يجب توفرها لصالح النخبة وهذا ما يتطلب مساحة واسعة خصوصا من أجل الملاعب و يمتلك المركز إدارة خاصة به.

مدرسة للتكوين.. ومركز للتحضير

يمنح المركز التقني لتحضير المنتخبات الوطنية تأطيرا خاصا للشباب الراغبين في ممارسة كرة القدم من خلال حصولهم على تكوين في المستوى.
 ومطابق للمقاييس الدولية من خلال توفير أحسن تدريب رياضي خاص بالشباب فضلا عن الإتقان في التدريبات على يد مدربين يتمتعون بكفاءة عالية.
وهذا ما يسمح برفع مستوى المتربصين لمواكبة المستوى العالمي في إطار كرة القدم الحديثة وهذا ما وقفنا عليه من خلال اطلاعنا على مختلف هياكل المركز وكذلك الخدمات التي يقدمها كالتكوين وإتقان و تعزيز المعارف الرياضية للشبان المؤهلين.
 وكل هذا بفضل هياكل رياضية هائلة و فيما يخص التحضير البدني و الفني و التقني للشبان فالمركز يتوفر على قاعة كبيرة للمحاضرات ليتمكن الشبان من استغلالها في الدروس التي يحصلون عليها خلال فترة تكوينهم في المركز خصوصا في ظل توفر نظام خاص للمعلومات يساعد على توفير محاضرات تعليمية و برامج بيداغوجية رياضية.
كما يمنح المركز أيضا تكوينا خاصا للمدربين الراغبين في الحصول على شهادة ''فاف١'' أو ''فاف٢'' و هنا ننوه بالعمل الذي تقوم به المديرية الفنية الوطنية من أجل إعطاء دفع للمدرب الوطني.
 لكن بالمقابل أبدى رئيس الاتحادية محمد روراوة تأسفه لعدم استفادة بعض المدربين من الشهادات التي يتحصلون عليها من طرف ''الفاف'' و التي تسمح لهم بالعمل مباشرة، لأنها معترف بها من طرف ''الفيفا'' قائلا: ''المدرب مكانه في الميدان لكنني بصراحة متأسف للغاية من قيام بعض المدربين باللهث من أجل الحصول على شهادة التدريب التي تمنحها الاتحادية ليقوموا بعدها بالعمل في المكاتب والإدارات بهذه الشهادة ويرفضون العمل الميداني وهذا أمر خاطئ '' .

روراوة: ''هل أعجبتكم الأرضية؟''

من الأشياء المميزة للغاية والتي أبهرت جميع الحضور من الإعلاميين هي الأرضية الجديدة ذات العشب الطبيعي والتي تم تشييدها مؤخرا وتصادف تواجدنا عليها بوصول رئيس الاتحادية للمركز الذي توجه مباشرة إلينا و نحن نتفقد الأرضية و بادرنا بالسؤال بنبرة مازحة '' هل أعجبتكم الأرضية ؟ فأجبناه '' هي أكثر من رائعة و تشبه إلى حد كبير أرضيات الملاعب الأوربية '' ليضيف روراوة '' تصنيف أرضيات كرة القدم هو نجمة أو نجمتين وهذه الأرضية من فئة نجمتين.. وأؤكد لكم أنها أحسن من بعض أرضيات الملاعب في أوروبا لدرجة أن المنتخب الوطني قبل مواجهة البوسنة أجرى مباراة تطبيقية .. وكانت الأمطار تهطل بغزارة لكن اللاعبون لم يحسوا بأي شيء''.
 مضيفا '' المشكل في الجزائر أننا عندما نطلق مناقصة لبناء مشروع نبحث عن أقل التكاليف وهذا خاطئ نحن مثلا شيدنا هذه الأرضية بالشراكة مع شركة بريطانية معروفة هي من تكفلت بفرش أرضية ملعب نادي ريال مدريد الاسباني '' وذهب روراوة أبعد من ذلك عندما راح يشرح تفاصيل خاصة عن عملية فرش الأرضية الجديدة '' هذه الأرضية يتواجد تحتها قنوات لصرف المياه حتى لا تتأثر بالأمطار أما التربة فهي من نوعية خاصة وتم خلطها بالرمل حتى تتسرب المياه بسهولة عند سقوط الأمطار و هذه الخلطة أي الرمل و التربة هي أهم شيء في العملية ''  .

الصيانة مهمة جدا

لكن بالمقابل أكد روراوة أن عملية صيانة الأرضية ضرورية من أجل حفاظها على رونقها و جمالها '' المهندس الذي أشرف على الأرضية أكد لي انه يجب سقيها في مواقيت محددة مع تباعد زمني مدروس و قلت له أطلب ما تريد المهم هو الحفاظ عليها و قمنا بتوفير سيارة خاصة بسائق لهذا المهندس الذي كان يأتي عند منتصف الليل و يشرف على سقي الأرضية و أحيانا كنا نوفر له غرفة هنا في الفندق مجهزة بلوازمها، لأنه كان يقوم بسقيها على الخامسة صباحا أي قبل طلوع الشمس.
'' كما يتوفر المركز على أرضيتين معشوشبتين اصطناعيا واحدة هي هدية من رجل الأعمال علي حداد وأضاف روراوة بخصوص الأرضية الاصطناعية ''في الجزائر لا يتم احترام المعايير الخاصة بالأرضيات الاصطناعية و كما ترون هاتين الأرضيتين بهما طبقة مطاطية تحت العشب تحمي اللاعبين من الإصابات لكن معظم الملاعب الموجودة في الجزائر لا تتوفر على هذه الطبقة لهذا يتعرض اللاعبون للإصابات '' و أضاف روراوة '' سنقوم بتشييد أرضية أخرى من العشب الطبيعي مشابهة للتي قمتم بتفقدها لكنها ستكون خارج المركز من الجهة الجنوبية لأنها ستكون أكبر بكثير من هذه الأرضية ''

هياكل رياضية من فئة خمس نجوم

من أجل ضمان أحسن تحضير يوفر المركز أحسن الظروف فيما يخص الإقامة الأكل و النقل و المتابعة الطبية و المعدات الرياضية التي توضع تحت تصرف المنتخبات الوطنية خاصة أن هذا المركز وضع تحت تصرف المنتخبات الوطنية دون استثناء و هذا بغية منحها دفعا هاما للنجاح في مختلف المنافسات الوطنية والدولية و يجنبها المشاكل الخاصة بالتحضير حيث يتوفر المركز على فندقين يتوفران على جميع وسائل الراحة و الاستجمام الأول هو فندق ''الفنك'' و المخصص للمنتخب الأول و به ٢٥ غرفة مزدوجة إضافة إلى قاعة كبيرة للإطعام و قاعة لتقوية العضلات و سيتم توسيعه من خلال إضافة خمس أجنحة ملكية سيكون أحدها مقرا لإقامة مدرب المنتخب الوطني وحيد هاليلوزيتش، أما الفندق الثاني، فهو مخصص للمنتخبات السنية وبه ٣٢ غرفة مزدوجة أيضا جناح طبي من مستوى عالي.
بالمقابل لم يتم إغفال الجانب الاستشفائي، فالمتابعة الطبية للاعبين أساسية و يستحيل التخلي عنها و لهذا يحتوي المركز على جناح طبي رياضي عالي المستوى به معدات عالية الجودة و التكنولوجيا تعتمد على الإتقان مما يساعد المؤطرين و الأطباء على متابعة الرياضيين بشكل ممتاز و بطريقة علمية حديثة وقد تم إنشاء هذا الجناح بالشراكة مع مجمع اسبيتار القطري و يحتوي على حمام بخاري و ''جاكوزي'' إضافة إلى قاعة للتدليك و مسبح كما تتواجد بقاعة العلاج آلة تستعمل في إعادة تأهيل اللاعبين المصابين يقدر سعرها بحوالي ١,٦ مليار سنتيم .
كما سيتم إضافة بعض الهياكل للمركز على غرار مبنى خاص بإدارة المركز ستنتهي الأشغال به قريبا إضافة إلى مبنى خاص بالمديرية الفنية للمنتخبات الوطنية .
ويشكل المركز إضافة كبيرة للهياكل الرياضية في الجزائر كونه أزال مشكلة التنقل من الفندق للملعب من أجل التدريب وهذا ما عانى منه المنتخب الوطني في السابق وأيضا التركيز لأن التسلل إلى الداخل مستحيل.