طباعة هذه الصفحة

«الشعب» تستطلع المؤسسة الإستشفائية بعين الدفلى

ضغط على مصلحة الإستعجالات ونقص في جناح التوليد

استطلاع: و.ي. أعرايبي

تعرف المؤسسة العمومية الاستشفائية بخميس مليانة ضغطا كبيرا، حيث تستقبل مئات المرضى يوميا خاصة قسم الاستعجالات الذي يتوسط الطرق الوطنية  رقم4 و18 و 14، ومسلك السيار شرق - غرب، مما جعل النقائص العديدة المسجلة ميدانيا تتفاقم رغم المجهودات المبذولة من طرف طاقم التأطير الطبي وشبه الطبي الذي لم يعد يلبي احتياجات الطلب المتزايد عليها.»الشعب» وقفت عند هذه الوضعية وتنقل تفاصيل عنها.

أثناء معاينتنا لهذا المرفق الصحي العمومي، لاحظنا  مدى الإقبال الكبير للمرضى والمصابين على الأقسام الصحية ومصلحة الاستعجالات الطبية يفوق أكثر من 60 مصابا أو زائرا كل 5 دقائق حسب الظروف.
ويضاف لهذا الرقم عدد المرضى الذين ينتظرون دورهم للكشف والمعاينة وتلقي الإسعافات الأولية أو تحويل المصاب على الطبيب المختص أو أحد الأجنحة بالمستشفى، حسب طبيعة الإصابة خاصة تلك الناجمة عن حوادث المرور المسجلة يوميا بالطرقات رقم 04 و18و14 الرابطة بين الجزائر العاصمة ووهران وخميس مليانة و تيسمسيلت وعين الدفلى والمدية بإتجاه ولايات الشرق الجزائري.
مواجهة حوادث الطرقات وتدخلات تفوق 500 مصاب
وحسب مصادر طبية بعين المكان، تستقبل المؤسسة الإستشفائية أكثر من 500 مريض ومصاب يوميا وفق التقديرات الأولية، أغلب الحالات توجه إلى مصلحة الاستعجالات، وهم من ضحايا حوادث المرور التي تسجل على مستوى الطرقات الوطنية، كتلك الرابطة بين خميس مليانة وثنية الأحد وتسمسيلت مرورا بأزيد من 6 بلديات هي بئر ولد خليفة، وطارق بن زياد، وبرج الأمير خالد، وثنية الأحد، والبلديات المجاورة لها إلى غاية تيسمسيلت، وكذا منطقة جندل وعين الأشياخ وعين السلطان وواد الشرفة وبربوش إلى غاية وامري وحناشة وقصر البوخاري إلى غاية عاصمة الولاية المدية، بالإضافة إلى البلديات التي يغطيها المستشفى صحيا على محور الطريق الوطني رقم 4 الرابط الجزائر العاصمة ووهران وهي الحسينية، وعين التركي، وعين البنيان، وحمام ريغة، وبومدفع، والحسينية، وسدي لخضر.
وتعرف هذه المحاور كثافة مرورية زائدة عن اللزوم تتسبب في حوادث مرور دائمة، ضحاياها يحولون إلى المؤسسة الإستشفائية لعين الدفلى التي أصبحت تستقبل أكبر عدد من المصابين الذين جعلوا الولاية تحتل مرتبة متقدمة من حيث عدد حوادث الطرق حسب الإحصاء الأخير للمديرية الوطنية المكلفة بأمن الطرقات، ناهيك عن مخلفات الطرق الولائية والبلدية من ضحايا ولو كانت حصيلتها أقل من تلك التي تسجل بالطرق الوطنية والطريق السيار شرق- غرب حسب ما سجلته مصالح الحماية المدنية بالولاية.
وبنظر أحد الممرضين فإن التكفل اليومي وحجم التدخل في كل لحظة يجعل العمل شاقا ومرهقا لما تتسبب فيه حوادث المرور من ضحايا يعدون بالعشرات، بالرغم من الإجراءات الردعية المطبقة من طرف مصالح الدرك والشرطة للحد من الظاهرة التي استفحلت في السنوات الأخيرة، وهو ما جعل الولاية تحتل مرتبة  متقدمة في حوادث المرور، وهو ما يزيد في الضغط على المصلحة، إلى جانب التدخلات العادية للمرضى أو المصابين بالتسمم الغذائي والحالات المرضية المزمنة العادية، خاصة وأن أغلب سكان هذه البلديات المذكورة يفضلون الالتحاق بهذا القطاع الصحي يقول ذات المتحدث الذي اعتبر إحداث ملحقة أخرى أمرا ضروريا لتوسيع مجال الخدمات مع تدعيمها بفريق طبي إضافي لضمان التكفل الحسن يقول محدثنا.
ضغط بمصلحة التوليد وطب النساء
الزائر لمصلحة التوليد وطب النساء بذات المستشفى يتبين له بجلاء الضغط المسجل، والذي أفرز نقائص عديدة  في التكفل بالمرضى وخاصة في الحالات الإستعجالية، كالتوليد والتمريض وتوفير الرعاية الصحية الآنية من أجل إنقاذ المريض وإزالة درجة الخطورة التي تلاحقه عند دخوله المؤسسة التي تتحمل كل المسؤولية لدى ولوج المريض أسوارها يقول « س,ع 43 سنة « أحد المرافقين لمريضة دخلت على جناح السرعة عندما كنا بعين المكان.
إنها الوضعية التي أكدها تقرير الدورة العادية للمجلس الشعبي الولائي لسنة 2015، حيث أشار إلى أن المصلحة أو جناح التوليد يعرف اكتظاظا كبيرا فاق حجم طاقة استيعابه، زيادة على نقص الأفرشة مما أفرز تذمرا لدى المرضى وذويهم.
وشدد التقرير الذي تحصلت «الشعب» عليه على حتمية إعادة تأهيل هذه المصلحة الحيوية وجعلها تستجيب لاحتياجات المرضى وحسن التكفل بهم مع التأطير الطبي اللازم تدعيما لما تحقق خلال هذه السنوات المنصرمة حسب ذات المصدر الذي ركز على تحسين الخدمة الصحية خاصة لدى مريض الطوارئ والإصابات التي تتطلب تدخلا استعجاليا مناسبا في اللحظة ذاتها، مع وضع المؤسسة في سياقها الجغرافي وموقعها الهام وضمان راحة المريض وثقته في الخدمة التي تقدم إليه من طرف التأطير الطبي وشبه الطبي الذي خصص لأداء الواجب بالإضافة إلى الوعي الإنساني والإحساس بالمسؤولية الصحية ضمن الواجب المهني الذي تتطلبه الوظيفة.
طب الأطفال بحاجة إلى مصلحة للحضانة والتربية
الرعاية الصحية والتأطير الطبي المتواجد بالمؤسسة الإستشفائية بخميس مليانة على حجمها وطبيعتها ونوعيتها للمريض من صنف الأطفال بين عامين إلى غاية  6 سنوات، صارت بحاجة إلى دور وفضاء آخر مكمل وحيوي في الرعاية والتكفل الطبي والشفاء، خاصة عندما يمنح هؤلاء الأطفال المرضى وهم ينعمون في عالم البراءة و اكتشاف مواهبهم وتنمية حسهم النفسي والروحي، بحاجة إلى مثل فضاء الروضة وما توفره من ألعاب ورسومات وتمارين وإختبارات لإكتشاف الذات والمحيط وتحديد درجة التكيف مع المحيط وتنمية القدرات والرغبات حسب تصريح لمربية نفسانية من شأنه أن يحقق مكاسب داخل المؤسسة الإستشفائية خلال مكوث المريض للفترة العلاجية.
وهذا ما يوفر ويعوض مرتبة الأم أو المسؤولة عن تربيته، فمنحه ألعابا ودروسا من شأنها ضمان تنشأته وتأهيله وخلق بعض المهارات على مجموعة من القيم والمبادئ التربوية التي يتم تلقينها. هذا من جهة ومن ناحية أخرى ستسهل هذه المبادرة تحقيق نسبة النجاح في العلاج حسب ما أثبته الطب التربوي الحديث.
في انتظار مستشفى جديد لتعويض البناء الجاهز.. الصيانة مطروحة بحدة
تعويض الهيكل الصحي المشكل من بناء جاهز مر عليه حوالي 32 سنة  أي منذ زلزال الشلف 1980، بالبناء الصلب الإسمنتي، ما يزال بعيدا التحقيق والتجسيد بهذه المنطقة ولعل المشاريع الأخرى واحتياجات المنطقة والبلديات الأخرى يكون وراء تأخير إنجاز هذا المرفق.
وضعية المؤسسة الإستشفائية الحالية بحاجة إلى هدم هذا الهيكل في السنوات القادمة، وتعويضه بإنجاز صلب حسب قرار رئيس الجمهورية الذي يهدف إلى الحفاظ على مردود الهياكل الصحية وإبعاد الأخطار عنها، خاصة أن مدة صلاحيتها قد انتهت والمقدرة بـ 15سنة حسب المختصين في البناء الجاهز.
والملاحظ أن الهيكل الحالي تآكلت جوانبه كما جاء في تقرير المجلس الشعبي الولائي، ولعل صورة المطعم وبعض الأجنحة تبين هذه الوضعية التي صارت لا تطاق حسب زوار هذه المؤسسة الإستشفائية. لكن يبقى جهاز الصيانة وإصلاح ما أتلفته الظروف الطبيعية وحتى يد الإنسان في كثير من الأحيان ضرورية، في انتظار مشروع المستشفى الجديد من ضمن المشاريع 42 مستشفى المسجل على المستوى الوطني حسب مصادرنا.
مشاريع لتعويض النقص المسجل
على الرغم مما تحقق وما هو موجود حاليا ضمن الخريطة الصحية بالولاية، ومع وجود مؤسسات استشفائية بكل من مليانة و العطاف وعين الدفلى والعيادات المتعددة الخدمات وقاعات العلاج الموزعة على عدة بلديات فإن المشروع الضخم الذي منحته الدولة للولاية والمتمثل في الأشغال الجارية لإنجاز مستشفى 240 سرير بعاصمة الولاية والذي وصل إلى نسبة متقدمة من الأشغال والمشاريع المسجلة التي منحها الوزير الأول عبد المالك سلال ضمن البرنامج التكميلي  لدى زيارته الأخيرة للولاية المتمثلة في العيادات المتعددة الخدمات وهياكل علاجية أخرى من شأنها تقويض الفجوة وتغطية النقص المسجل في انتظار مشاريع أخرى على شاكلة مشروع مستشفى الخميس وتعويض البناء الجاهز بالعطاف والعامرة التي استفادت من العملية نفسها حسب مصادر صحية.
التحسيس وتحسن الخدمة العمومية الصحية
هذه التحديات التي يرفعها القطاع وينتظرها المواطن، تحقيقها مرهون بمدى تحسيس المرضى والسكان والمترددين على الهياكل الصحية بما تبذله الدولة من جهود لتحسين المرفق الصحي وتوفير الوسائل والظروف المناسبة للرعاية الصحية، ومجانية الصحة التي تعد من المكاسب التي تضمن الدولة استمرارها وتجسيدها ميدانيا ضمن الجهود المبذولة التي تتماشى وبرنامج الصحة الذي وضعته الوزارة المعنية، لكن لن يتأتى ذلك إلا إذا توفر الإحساس بالمسؤولية وتأدية الواجب المهني والشعور بأهميته وقداسته من أجل تحسين الخدمة العمومية وترقية الضمير المهني الصحي الذي يعد إحدى مقومات المعادلة في نجاح مهمة الإطار الصحي والطبي الذي تسعى الدولة لتجسيده وتحقيقه ميدانيا من خلال سلسلة البرامج المسطرة والجاري إنجازها.