طباعة هذه الصفحة

«الشعب» تسلط الضوء على واقع أحياء شلغوم العيد

القمامة تغزو الشوارع والسكان مهدّدون بالأوبئة

تعيش مدينة شلغوم العيد في الآونة الأخيرة، حالة يرثى لها من الفوضى والإهمال، حيث أصبحت أكوام القمامة والمياه القذرة والأوساخ المنتشرة في الشوارع والأحياء هي السيدة من دون منازع، فتحولت صورتها إلى نقيض آخر يجعل الزائر لها يتحسر على ما آلت إليه، وهو يتجول بين بعض المواقع التي كانت تصنف سابقا في خانة الأماكن الراقية.

عبر سكان بلدية شلغوم العيد عن تذمرهم الشديد من الانتشار الكبير للقاذورات والقمامة وتراكمها بالأحياء، بعدما تحولت الشوارع والأحياء السكنية بالعديد من المناطق إلى مفارغ عمومية تتكدس فيها أطنان من النفايات المنزلية، التي أصبحت الملجأ الوحيد للقطط والكلاب الضالة التي باتت تهدد حياة السكان، خاصة في الظلام، في حين ساهمت بشكل كبير في انتشار وتكاثر الناموس والجرذان، حيث حمل السكان كل المسؤولية إلى فشل سياسة المسؤولين المحليين، خاصة المنتخبين كونهم لم يساهموا في إيجاد حل لهذه الوضعية الكارثية التي تهدّد البيئة وتعكر صفو حياة السكان بهذه التجمعات السكنية جراء عدم مرور شاحنات النظافة بأغلبية المواقع المتضررة من جهة، ومن جهة أخرى نجد المسؤولين بالبلدية بدورهم يرمون الكرة إلى السكان باعتبارهم السبب في تضاعف زحف القمامات التي أصبح التحكم فيها أمرا صعبا أمام جملة العقبات التي تقف دون حلّ، كما تحججوا بنقص شاحنات جمع النفايات التي تعد على أصابع اليد الواحدة، إلى جانب دخول البعض منها حظيرة البلدية للصيانة، وكذا نقص عمال النظافة، خاصة وأن الموجودين حاليا ضمن الشبكة الاجتماعية.
وفي هذا الشأن يقول بعض المواطنين ممن التقتهم جريدة «الشعب»، إن بعض السكان لا يزالون يقومون ببعض التصرفات غير المسؤولة التي قامت بتشويه الصورة العامة، بحيث يقومون بإخراج النفايات المنزلية في كل وقت متجاهلين الفترة التي حددتها مصالح البلدية لرفع القاذورات، مما يجعل هذه الأخيرة قبلة للحشرات الضارة ومصدرا للروائح الكريهة، بالإضافة إلى مختلف الحيوانات الضالة التي تساهم في بعثرة هذه القاذورات في المكان.
و لم يستثن محدثونا ما يخلفه الباعة الفوضويون على الرصيف من أكياس وعلب وبقايا سلع وما يتسببون فيه من فوضى، بالإضافة إلى أصحاب المحلات التجارية الذين يخرجون أعدادا من علب الكرتون المختلفة الأحجام إلى الرصيف بشكل يومي ولا أحد يردعهم. ولا ينفي كل هذا وجود أناس ينقلون النفايات المنزلية إلى المكان المخصص.

انتشار ظاهرة حرق النفايات المنزلية
ظاهرة جديدة أيضا تفشت في وسط السكان تتمثل في لجوئهم إلى حرق القمامة والتخلص من الأوساخ وما تخلفه من أضرار وتشويه للمنظر الجمالي لتلك المناطق، غير أن عددا من سكان أحياء بلدية شلغوم العيد اشتكوا من الأدخنة المتصاعدة جراء اشتعال النيران في النفايات، حيث تصل الأدخنة إلى منازلهم، مسببة أمراضا للأطفال وكبار السن.
ورصدت جريدة «الشعب» في مواقع عديدة من المدينة انتشارا رهيبا للنفايات على جانبي الطرقات وبالمحاذاة من العمارات ناهيك عن أعداد من السكان يضرمون النار في أكوام من النفايات والأكياس البلاستيكية، حيث تصاعدت الأدخنة بكثافة عالية في تلك المناطق، وسرعان ما انتشرت بفعل الرياح إلى أماكن أبعد من ذلك الإطار، كما رصدت أكواما من علب المشروبات وقطعا من الحديد والنحاس، منتشرة على حواف الطرقات والأماكن العمومية.
وفي هذا الشأن، يقول السيد بلال. م من السكان القاطنين بحي جامع لخضر، « إن الحي يعاني من الدخان المتصاعد من مرمى النفايات، فضلا عن روائح المحروقات، حيث أصبح هذا الدخان نذير شؤم على الأهالي الذين أصيبوا بالربو والحساسية من هذه الأدخنة الضارة، وأوضح آخر أن هذه الأدخنة حرمت الأهالي من الجلوس في أفنية وشرفات المنازل لكثافتها، وعليه طالب السكان من السلطات المحلية التعجيل بتحويل المفرغة العمومية، وإصلاح الشاحنات المعطلة وإدخالها مجددا حيز التشغيل قصد جمع الفضلات وإنهاء معاناة السكان بهذه المنطقة.

أسواق فوضوية تؤرق السكان
من جهة أخرى، تفاقمت في الآونة الأخيرة ظاهرة الأسواق الفوضوية وحوّلت الأرصفة والمساحات المحاذية للسوق المغطاة وسط المدينة، ومحطة نقل المسافرين المتواجدة بالقرب من سوق الجملة للخضر والفواكه، ومسجد القدر بحي بوقرانة، إلى أماكن لتبضع وتجميع القاذورات والأوساخ وشوهت المناظر بشكل كبير، وصل الحدّ إلى احتلال الأرصفة، بالرغم من تسخير مصالح الأمن لدوريات متنقلة من رجال الأمن لمحاربة هذه الظاهرة وتحرير الأرصفة والطرقات، إلا أنها تعود إلى حالتها بمجرد انتهاء رجال الأمن من عملهم، مما أضحت هذه الظاهرة تخلف وراءها ركاما من القاذورات.

بطء الأشغال وعدم إحترام شروط السلامة
وقفت جريدة «الشعب» على الواقع المر الذي يعشه سكان نهج سدراتي عمار وسط المدينة، حيث المار عبر هذا الحي يلاحظ مدى معاناة السكان التي طالت كثيرا بسبب بطأ الأشغال الجارية، لتمرير القناة الرئيسة الجديدة العابرة وسط سكناتهم، هذا ما أجمع عليه السكان خاصة وأن المقاول بعد حفر المسلك لم ينهي الأشغال وترك جزء من القناة التي يزيد قطر الأنبوب فيها عن 2 متر، وأصبحت هذه الحفرة سببا في معاناة السكان جراء الأخطار الناجمة عن عدم إتمام الأشغال، كما لم يحترم المقاول شروط السلامة وترك الحفرة تهدد حياة المارة وخاصة الأطفال، كما أن الروائح المنبعثة لا تطاق، وخلال حديثنا مع السيد «م م « الساكن بهذا الحي، أكد لنا بأنه بلغ السلطات المعنية بهذه المشاكل ولكن دون جدوى، متحججين بأن المشروع قطاعي، وأن الأشغال جارية ولم تتوقف.