طباعة هذه الصفحة

حقل الغاز ''منزل لجمت شرق'' يبعث الحياة في قلب الصحراء

إجراءات أمنية تضمن ديمومة النشاط وتطمئن المستثمرين

مبعوثة «الشعب» إلى إليزي: فضيلة بودريش

أطلق مجمع سونطراك قطبا غازيا استراتجيا جديدا بحوض حاسي بركين الكائن بولاية إليزي، لتعزيز انتاجه بالشراكة مع المجمع النفطي الايطالي «إيني»، بطاقة انتاجية سنوية معتبرة
لا تقل عن سقف الـ٣ ملايير متر مكعب، ويعكس هذا المشروع الذي دخل حيز التشغيل الخميس الفارط، استمرار سوناطراك بصورة عادية في استثماراتها المكثفة وعزمها على تجسيد شراكاتها الأجنبية المتنوعة الخبرات، لتؤكد أن حادثة تقنتورين عابرة ولن تؤثر على إرادة الانفتاح أكثر على الاستكشاف وترقية الاستغلال بصورة تقوي أكثر تمويلها للسوقين الوطنية والدولية.


يعد مشروع حقل الغاز الرطب (منزل لجمت شرق) الواقع في محيط لجمت في حوض حاسي بركين على بعد ٢٢٠ كلم جنوب شرق حاسي مسعود، والمتواجد في نطاق ولاية إليزي، مكسبا غازيا جزائريا جديدا يعول عليه كثيرا في الرفع من القدرات الانتاجية الغازية ومشتقاتها خاصة وأنه انطلق بطاقة انتاجية لا تتعدى ٢ مليون متر مكعب على أن يرتفع هذا الرقم خلال شهر مارس الداخل إلى حدود ٧ ملايين متر مكعب ليستقر في شهر أوت القادم في سقف ٩ ملايين متر مكعب.
فضل مجمع سوناطراك إشراك ممثلي مختلف وسائل الإعلام في إطلاق أحد أهم مشاريعها الغازية الجديدة من خلال تنظيمه لجولة استطلاعية وقفوا فيها عن قرب على هذا الحقل الضخم، المزود بتجهيزات تقنية جد متطورة وبتأطير من خبراء بمستوى عال من المجمعين الجزائري الممثل في سوناطراك وكذا نظيره «إيني» الايطالي  .

قاعدة اقتصادية واعدة بـ٢٤ بئرا غازيا

كل شيء في هذا المشروع الجديد الذي دخل حيز التشغيل عن طريق استخراج ومعالجة مادة الغاز ومشتقاته، على اعتبار أن منطقة لجمت تضم حقلين ويتعلق الأمر بحقل الغاز الرطب منزل لمجت الشرق وحقل الزيت والغاز.
وعلى بعد آلاف الكيلومترات وفي عمق صحراء قاحلة وحيدة في قبضة الكثبان الرملية، تمكنت سوناطراك من إرساء نبض لحياة اقتصادية واعدة بفضل تهيئتها المحكمة بمسحة تكنولوجية عصرية متطورة لهذه القاعدة الصناعية لانتاج الغاز والمتضمنة لنحو ٢٤ بئرا، وما يعكس أهمية هذه المنطقة المغرية بثرواتها والمؤمنة بإحكام، تواجد الأجانب بشكل لافت ينشطون جنبا إلى جنب مع الجزائريين، بل وجدناهم شديدي الاهتمام يقدرون كثيرا المنطقة الكنز رغم بعدها وجهلهم لها، ولم يؤثر على نفسياتهم ما حدث بتقنتورين في ظل الاستقرار الأمني والسهر القائم حتى توفر كل ظروف الاستغلال من أجل تلبية الطلب المحلي والدولي.
وعقب استعراض نظري تقني للوحدة المتضمنة لحقلين غازيين، تنقلنا إلى عين المكان لنعاين جميع الاجهزة والأنابيب والمضخات والخزانات ومواقع معالجة الغاز وتدفئة المياه والحقن من أجل استخراج ثاني أكسيد الكربون وكذا مركز المراقبة الجد متطور إلى جانب النظام الأمني المتوفر.
ولم يدخر إطارات هذه الوحدة وعلى رأسهم المدير العام وكذا مدير المشروع ومدير الأمن الصناعي في تزويد الصحافيين بالمعلومات وتبسيط الأمور التقنية من خلال الجولة الميدانية.

٢  مليار دولار تكلفة المشروع

وأكد اسماعيل بلعلى ـ مدير الوحدة ـ على أهمية هذا المشروع على الصعيد الطاقوي والاقتصادي، كاشفا أنه سمح باستحداث ما لا يقل عن ٧٠٠ منصب شغل جديد. وقدم السيد بلعلى عرضا مفصلا عن الحقلين وقال أن هذه الوحدة التي وقع شهادة ميلادها إبرام مجمع سوناطراك لعقد اكتشاف واستغلال مع نظيره «إيني» الايطالي في سنة ٢٠٠١، علما أن عقد الشراكة حدد مدة استغلال الزيوت لمدة ٢٥ سنة أما الغاز فيمتد إلى نحو ٣٠ سنة، وذكر أن مدة إنجاز المشروع دامت ٣٦ شهرا حيث انطلقت في سنة ٢٠٠٩ عملية التجهيز بعتاد جد متطور.
واعتبر بلعلى أن مركز المراقبة مجهز بنظام أمني عصري يمكنه إطفاء تلقائيا وبشكل أتوماتيكي أي شرارة للغاز، بالإضافة إلى مضخة لتسخين ومعالجة المياه و٤ خزانات بطاقة تخزين تناهز الـ١٩ ألف متر مكعب في اليوم ثلاثة منها لكل واحدة بطاقة ٥٠٠٠ متر مكعب والرابع بقدرة تخزين ٤٠٠٠ متر مكعب، إلى جانب آلة لاسترجاع الحرارة وتعد الأولى من نوعها من أجل معالجة الزيوت وغاز البروبان المميع والغاز المميع، بالاضافة إلى فرنيين لتسخين الزيوت واستنفاذ البخار، ولم يخف المدير بلعلى أن تكلفة هذا المشروع لا تقل عن ٢ مليار دولار.
أما السيد مرابط عبد الحكيم قال ان هذه الوحدة يعول عليها في الرفع من كمية الانتاج على اعتبار أنها تعكف على معالجة الغاز المستخرج عبر الآبار لحقل منزل لجمت، وتطرق إلى مراحل معالجة الغاز والزيوت يتصدرها عملية نزع المياه في إطار المعالجة الدقيقة والمعمقة من أجل تسهيل إنتاج غاز البروتان المميع والرطب، وأوضح مرابط أن طول الأنبوب الناقل للغاز يمتد على بعد ١٢٧ كلم من «أم .أ.لو» أو ما يصطلح عليه بمنزل لجمت شرق إلى قاسي الطويل، ليوصل بأنبوب مجمع سونلغاز من أجل التسويق .

جدية.. شراكة وتكنولوجيا

ووقف الخبير النفطي خليج محمد مدير الأمن الصناعي على النظام الأمني المضبوط والعالي الفعالية، الذي تتمتع به الوحدة الجديدة على مستوى الانتاج بداية بوفرة وإجبارية  لباس الأمن من نظارات وخوذة وقفاز ومنع استعمال الهاتف أو التدخين وكذا آلات التصوير، وتسخير كل ما من شأنه أن يبعد أي أخطار من أجل تجنبها إلى جانب تنظيم السير بالسيارات وتحديد السرعة ومعالجة الفضلات وما إلى غير ذلك حتى يكون الانتاج وفريق العمال في مأمن من أي خطر، إلى جانب نظام رقابة الأمن عن بعد بشكل تقني يحفظ المنشأة.
وما يعكس كل ما استعرضه الخبير خليج من تقنية تكنولوجية في الأمن الصناعي قاعة المراقبة الضخمة المزودة بإدارة وأربع شاشات عملاقة يقوم فيها على الرقابة بواسطة أجهزة الاعلام الآلي والأجهزة التقنية مجموعة من العمال الجزائرين والأجانب من مختلف الأعمار.
ويمثل دخول الحقلين الكائنين بحاسي بركان، إصرار سوناطراك على تجسيد الاستثمارات المسجلة في أجندتها بما يعزز موقعها في السوق الدولية كإحدى كبريات شركات المحروقات على الصعيد الدولي، ويأتي ثراء وشساعة الصحراء الجزائرية وتميز مواردها الباطنية وجدية سوناطراك في الاستثمار كعاملين محفزين لاستقطاب الشراكة الأجنبية التي توفر التقنية التكنولوجية، في ظل الاجراءات الأمنية المكرسة على أرض الواقع والتي دون شك تضمن ديمومة النشاط وتبعث الراحة في نفوس العمال الاجانب والجزائريين على حد سواء، وبالتالي لدى المستثمر الأجنبي.
وما تجدر إليه الاشارة، فإن هذا الحقل من المقرر أن يدشن بصورة رسمية من طرف وزير القطاع السيد يوسف يوسفي عشية الاحتفاء بالذكرى المزدوجة لتأميم المحروقات وتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين الذي يتزامن مع تاريخ  ٢٤ فيفري.