طباعة هذه الصفحة

«الشعب» تستطلع كيفية تكفل الأمن الوطني بالمتشردين

إنشاء خلية أزمة والرفع من درجة المراقبة عبر شبكات الاتصال

استطلاع: آسيا منـي

سخرت مصالح الأمن الوطني إمكانيات مادية وبشرية كبيرة لمساعدة المواطنين ومدهم بالمستلزمات الضرورية  وكذا التكفل بالمتشردين والأشخاص دون مأوي،  وذلك فور تلقي نشرات خاصة من مصالح الأرصاد الجوية، حيث انشات خلية أزمة ورفعت من درجة التأهب، كما خصصت وجبات ساخنة للمحتاجين، فيما لعبت دورا كبيرا في تحسيس المواطنين بضرورة توخي الحيطة والحذر، انها صورة وقفت عندها «الشعب» وهي ترافق عناصر الأمن في هذه المهمة الاستطلاعية الميدانية.أجواء تضامنية حميمية بين المواطنين ورجال الأمن جسدت مبدأ الشرطة الجوارية التي دعا إليها المدير العام للأمن الوطني اللواء هامل عبد الغني، حيث جندت مصالح الأمن خلال هذه الأيام التي تتميز ببرد قارص وشتاء ممطر كل الإمكانيات البشرية والمادية للتكفل بالأشخاص المتشردين ومعدومي المأوى، وهو ما وقفت عليه «الشعب» التي رافقت رجال الأمن عبر مختلف أحياء العاصمة، ليلة أول أمس، انطلاقا من شارع الجزائر الوسطي باتجاه باب الزوار مرورا بساحة أول ماي، و شوارع بالكور، في مهامها الخاصة باتكفل بالأشخاص المضرورين من التقلبات الجوية التي ميزها برد قارص.
كانت الساعة تشير إلى تمام الـ ٢٠,٣٠ ليلا عندما انطلقنا مع رجال الشرطة التابعة لأمن ولاية الجزائر التي سجلت انتشارا واسعا  لوحداتها، فور تلقي نشرات خاصة تفيد بسوء الأحوال الجوية، لمساعدة المواطنين ومدهم بالمستلزمات الضرورية لمجابهة قسوة الطبيعة التي تميزت هذه الأيام ببرودة وأمطار غزيرة، جاءت تطبيقا لتعليمية القيادة العليا والتي أكدت فيها ضرورة اتخاذ كل الإجراءات الأولية الاستعجالية الرامية إلى مساعدة المواطنين ومدهم بيد العون.
من جهة أخرى قام رجال الأمن بإرشاد المواطنين حول حالة الطرقات وحركة المرور وكذا الوقوف إلى جانب المواطنين الذين انهارت منازلهم  تم ذلك بفضل  تجنيد مصالح الأمن  لكل الوسائل التقنية التي لعبت دورا في التنسيق بين كل المصالح التابعة لها حيث سخرت مختلف الوسائل البشرية واللوجيستية  سعيا منها على دعم كافة الجهود لمواجهة الطوارئ الاستثنائية الناجمة عن سوء الأحوال الجوية.
ونذكر أن وحدات الأمن ،انطلقت منذ اللحظات الأولى من بداية التقلبات الجوية التي ميزت ربوع الوطن منذ ليلة الجمعة الماضي، في حملات واسعة النطاق لمد يد العون ومساعدة المواطنين في تجاوز الصعاب وتسخير كل الإمكانيات البشرية والمادية من مؤونة واليات لفتح الطرق المسدودة والسهر على سيولة حركة المرور.
ضابط الشرطة  فيلالي محمد:
السهر على حفظ الأمن وسيولة حركة المرور
وفي مجال تأمين الطرقات والسهر على سيولة حركة المرور قال ضابط الشرطة فيلالي محمد في تصريح لـ «الشعب» أن مصالحه سخرت إمكانيات كبيرة لتسهيل عمليات التدخل في المناطق المتضررة وقد عززت التشكيلات العاملة في الميدان المكلفة بحفظ الأمن والسهر على سيولة حركة المرور.
وقد عمدت قوات الأمن على نجدة المتضررين ممن تعذر عليهم الوصول إلى منازلهم بسبب سوء الأحوال الجوية،كما قامت بتوجيه العديد من المواطنين إلى مسالك الطرقات الآمنة و التي تم فتحها من طرف رجال الشرطة، كما كان لها تدخل في بعض حالات الإجرام المسجلة على مستوى بعض الأحياء التي اغتنمت تدهور الجو للسطو على المواطنين.
توزيع وجبات غذائية للمتشردين  
ولم تنحصر مساعدة مصالح الأمن في فتح الطرقات  بل تعداه إلى توزيع وجبات غذائية لفائدة المعوزين حيث خصصت هذه الأخيرة وجبات ساخنة تم توزيعها على العائلات المحتاجة و التي تتخذ من الشارع مأوي لها.
فقد عرفت مختلف مصالح الأمن العمومي لأمن ولاية الجزائر تجنيدا واسعا ومستمرا حيث سهروا ليل نهار من اجل تقديم المساعدات للعائلات المتضررة من سيول الأمطار ودعم المصالح المتخصصة للوصول إلى أماكن توجد الأشخاص المتضررين والمحتاجين لمدهم بالمساعدة ،وقد كان لـ «الشعب» دور في ذلك رفقة رجال الأمن.
وفي هذا الإطار أكدت خلية الاتصال لأمن ولاية الجزائر أن العملية ستبقي متواصلة بشكل يومي وستمس كل الأشخاص المحتاجين وقد لعبت في ذلك المرأة الشرطية دورا كبيرا خلال هذه الخطوة  التضامنية، حيث كان لها تأثير قوى في إقناع العائلات والأشخاص المتشردين بالتوجه إلى مراكز الإيواء.
تجنيد الفرق الطبية لأمن ولاية الجزائر
من جهة أخرى أفادت خلية الاتصال انه تم تسطير مخطط استعجالي لمجابهة كل خلل أو عطب أو انقطاع  قد يمس الشبكات ما قد يؤثر سلبا على السير الحسن لمختلف المصالح الأمنية.
وفي هذا الإطار، تم إنشاء خلية أزمة للسهر على ضمان استمرارية جميع شبكات الاتصال و التي تعمل بالتنسيق مع خلايا الأزمة المنصبة على مستوى المصالح التقنية الجهوية التي أسندت لها مهمة مراقبة ومتابعة جميع شبكات الاتصال مع التركيز على التكفل المستمر بانشغالات المواطنين بتجندها ٢٤ / ٢٤ ساعة مع البقاء على أهبة الاستعداد ترقبا لأي تقلبات جوية حيث تسهر على المتابعة لمراقبة التغطية الشاملة لشبكة الراديو وشبكة الألياف البصرية الموجهة لأنظمة المراقبة بواسطة الفيديو الموزعة عبر أرجاء العاصمة.
كما عمدت القيادة حسب ذات المصادر،على تشغيل محطات الربط لشبكات الراديو الاحتياطية للتنسيق بين مصالح الشرطة الناشطة في الميدان بالاعتماد على أجهزة راديوفونية احتياطية عن طريق تنقل عناصر مختصة في هذا المجال لتفقد وصيانة مختلف محطات الراديو  بما يسمح بتغطية شاملة ومستمرة وهنا نشير عن عدم تسجيل تسجل أية حالة عطب خلال هذه الأيام الحرجة. بدورها باشرت المصلحة المركزية للصحة، النشاط الاجتماعي والرياضات بتجنيد كافة الفرق الطبية العاملة بأمن ولاية الجزائر لتكون على استعداد تام للتدخل لصالح المواطنين المتضررين من أحوال الطقس والاستعداد للتدخل في أي لحظة لتقديم خدماتها الطبية.
وفي نفس السياق قامت  قافلة التضامن المكونة من مصالح الحماية المدنية والتضامن الوطني والهلال الأحمر بالتكفل بالعائلات المعوزة الفقيرة والأشخاص بدون مأوى .
أكثر من الف مكالمة عبر الخطين الهاتفيين المجانيين
وتعزيزا لمبدأ التحسيس والتوعية في مثل هذه الحالات دعت مصالح الشرطة المواطنين إلى ضرورة التبليغ  عن احتياجاتهم و طلب النجدة من خلال الاتصال بالرقم الأخضر ١٥٤٨ والرقم المخصص لشرطة النجدة ١٧ وذلك من اجل التدخل في حالة تعرضهم إلى خطر ما، بهدف توعيتهم وتحسيسهم في مثل هذه الظروف الجوية الاستثنائية ترجمت من خلالها شعارها القائم «الشرطة في خدمة الوطن والمواطن».
وفي هذا الإطار أكدت خلية الاتصال لأمن ولاية الجزائر أن هذين الخطين قد لعبتا دورا فعالا  للتبليغ عن كل ماله صلة بالأضرار الناجمة عن التقلبات الجوية حيث تلقت الخلية المكلفة باستقبال نداءات المواطنين أكثر من ١٠٠٠مكالمة، انصبت عموما للتبليغ عن حالات انقطاع الغاز الكهرباء طلبات استغاثة، حوادث المرور وطلب معلومات حول حالة الطريق.
كما تم من جهة أخرى، تقديم العديد من النصائح للمواطنين حول ضرورة توخي الحذر والحيطة  خاصة أثناء السياقة في هذه الظروف الصعبة وإرشادهم لاتخاذ جملة من الاحتياطات التي من شأنها أن تجنب الوقوع في العديد من الحوادث خاصة على مستوى الطرقات.