طباعة هذه الصفحة

«الشعــــــــب» ترصـــــــــد أجـــــــــواء مــــــــوسم التخفيضـــــــــات الشتويــــــــــة بالعاصمـــــــــة

حركـــة تجــاريـــة مكثفــة وأسعـار تنافسيـــة لجلــب الزبــــــائــن

استطلاع : صونيا طبة

غـــــــــــش وتحايــــــــل المحــــــــلات يثــــير  الاستيــــــــــاء


عرفت أغلب المحلات  التجارية، بالعاصمة، أيام موسم التخفيضات الشتوية إقبالا كبيرا من طرف الزبائن، بغية اقتناص الفرص والحصول على ملابس ذات جودة عالية بأرخص الأسعار، خصوصا وأن أثمانها انخفضت إلى نصف السعر في بعض الماركات العالمية، و تراوحت نسبتها ما بين 20 و70 بالمائة.

«الشعب» قامت بجولة ميدانية بشوارع العاصمة التي تتوفر على محلات بيع الملابس، من بينها شارع حسيبة بن بوعلي وأول ماي و شارع بلوزداد المعروف ببلكور و سطاوالي و بئر الخادم، وكذا بعض المراكز التجارية، ورصدت أجواء انطلاق التخفيضات في الموسم الشتوي، حيث انخفضت الأسعار إلى أقل من النصف وهو ما أسال لعاب الزبائن وجعل إقبالهم كبيرا على الملابس التي كانت تعرض بأسعار خيالية من قبل.
قام أغلبية التجار بشطب الأسعار القديمة وعرض الأثمان الجديدة بطريقة تشد انتباه الزبائن و تجلب أكبر عدد منهم للاطلاع على حقيقة هذه التخفيضات التي تراوحت بين 20 و 50 بالمائة ووصلت في بعض المحلات إلى 80 بالمائة، بحسب نوعية المنتوج، إلا أننا لاحظنا أن أغلبية التخفيضات مسّت ملابس النساء والرجال، في حين لم تقم إلا بعض من المحلات التجارية بتخفيض أسعار الأحذية ذات النوعية الجيدة التي يبحث عنها أغلبية المواطنين نظرا لغلاء أسعارها على مدار السنة.
كانت بداية زيارتنا للمحلات التجارية من قلب العاصمة وبالتحديد شارع حسيبة بن بوعلي المعروف لدى العام والخاص، إذ لا يستطيع كل متجول بهذا الشارع أن يمر حوله مرور الكرام ولا يدفعه الفضول لاقتحام المحلات والإطلاع عن نسبة التخفيضات التي تعرضها مختلف المحلات التجارية، سواء الخاصة بملابس النساء أو الرجال بطريقة تنافسية تخطف عقول الزبائن وتجعلهم لا يترددون على مواصلة البحث عن أفضل الفرص و بأسعار منخفضة.
تجار الملابس: «نخشى ركود السلع والتخفيضات فرصة للتخلص منها»
أعرب بائعون لنا بشارع حسيبة عن آماليهم في نجاح هذا الموسم الشتوي الذي تميز بإطلاق تخفيضات تنافسية مغرية، مؤكدين أن أكثر ما يهم تلبية أذواق الزبائن وجلب أكبر عدد منهم.
أجمع أصحاب المحلات على أنهم يسعون إلى التخلص من الألبسة الشتوية وجلب الخفيفة التي تتناسب وموسم الصيف، كونهم يسعون إلى الربح ويتخوفون من ركود السلع وانتهاء موضتها لاسيما وان الموضة أصبحت لدى الجزائريين عامل مهم يتبعه الزبون ويوليه التاجر الاهتمام البالغ.
من جهته، قال أحد البائعين المدعو «محمد» أن محله الخاص بملابس النساء أطلق عروضا استثنائية بمناسبة موسم التخفيضات الشتوية لم يقم بها في السنوات السابقة، حيث وصلت نسبة التخفيض في المنتوجات المعروضة إلى 60 بالمائة، مشيرا إلى أن نوعية الملابس التي يوفرها للزبائن جيدة وتتميز بالبساطة والأناقة لاسيما ما تعلق منها بتنورات الأعراس التي تلقى استحسانا الزبائن.
وكعادته عود محل «ريفالدي» الواقع بوسط العاصمة زبائنه بتوفير أفضل ملابس النساء من حيث النوعية وآخر صيحات الموضى الخاصة بالملابس الشتوية والصيفية، وهو ما جعل المحل يعرف اكتظاظا كبيرا من قبل الزبائن الذين تجدهم يحملون الملابس وينتظرون أدوارهم لتجريبها وسط ازدحام كبير .
الغريب في الأمر أن الزبائن لا يبالون بعرض تخفيضات للمنتوجات عندما يتعلق الأمر بمحل «ريفالدي» الذي بالرغم من غلاء أسعار الملابس المعروضة والتي وصلت إلى 5000 دج للسروال و4800 قميص «تي شورت» إلا أن الإقبال لا يعد ولا يحصى على هذه المنتوجات نظرا لتميزها بالجودة والنوعية.
 وجد التجار في موسم التخفيضات ضالتهم من أجل ترويج السلع الشتوية وعدم كسادها عبر المحلات وتكبد الخسارة، كون مداخيل «الصولد» تمكنهم من اقتناء سلع تتماشى وفصلي الربيع والصيف، وهي السلع المطلوبة من الزبائن في مثل هذه الفترة.
«ماركات» عالمية تطلق عروضا استثنائية في أسعار الملابس الرياضية
انتقلنا إلى إحدى الشوارع ببئر خادم بعد أن جلبت انتباهنا اللافتات المكتوبة بالبنط العريض في مدخل المحلات التي تشير إلى نسبة التخفيضات التي تطلقها لفائدة الزبائن، وهو ما جعلنا نقترب أكثر من البائعين وأصحاب المحلات للاطلاع على حقيقة هذه العروض ومعرفة أنواع المنتوجات التي تم فيها إطلاق التخفيضات.
 كماأطلقت محلات «أكشن وير» لملابس الرجال الرياضية التي تسوق لأكبر الماركات العالمية الأوروبية عروضا استثنائية من خلال عرض تخفيضات تراوحت ما بين 10 إلى 50 بالمائة فأكثر، بحسب كل منتوج، حيث عرفت إقبالا كبيرا لاسيما من طرف الشباب الذين يعشقون الملابس والأحذية الرياضية ذات الجودة العالية.
كما أكد آخرون في تصريح لنا أن الإقبال على المحلات التجارية التي أطلقت تخفيضات في أغلبية منتوجاتها كان واسعا من قبل الزبائن حيث عرفت المحلات والشوارع المقابلة لها اكتظاظا كبيرا سواء من طرف النساء أو الرجال الذين انتظروا بفارغ الصبر انطلاق موسم التخفيضات لاقتناء مايحتاجون من ألبسة تطايرت أسعارها في وقت سابق وصار شراؤها ضربا من الخيال.
 بالمقابل اعتبر الكثير من أصحاب المحلات الإقبال في الأيام  الأولى من انطلاق موسم التخفيضات الشتوية محتشما نظرا لتقلبات الطقس والبرد القارص المميزة بعاصفة ثلجية لم تسمح للكثير من المواطنين الخروج إلى الشارع والتجول عبر المحلات لاكتشاف أسعار المنتوجات المعروضة والاستفادة من التخفيضات التي وفرتها بعض المحلات التجارية سواء ملابس الكبار أو الصغار.
من جهته، أوضح صاحب محل لبيع ملابس النساء أن رداءة الأحوال الجوية ليست في صالح التجار الذين عولوا على موسم التخفيضات لفصل الشتاء لتحقيق الربح والتخلص من البضاعة القديمة حتى لا تبقى خسارة للبائعين الخواص الذين ينتقلون إلى البلدان الأخرى كتركيا بمصاريفهم الخاصة لشراء الملابس وإعادة تسويقها في الجزائر.
المركز التجاري لباب الزوار وجهة المواطنين
شهد المركز التجاري لباب الزوار، منذ اليوم الأول، من الموسم الشتوي للتخفيضات توافدا كبيرا من قبل المواطنين كبارا وصغارا على محلات بيع الملابس التابعة لأكبر الماركات العالمية بسبب العروض التنافسية.
وقفنا على العدد الكبير للزبائن الذين كانوا يجوبون المحلات منتشرين في مختلف الأماكن، منهم من فضل اقتناء الأحذية الشتوية ومنهم من استغل فرصة التخفيضات التي وصلت نسبتها إلى 70 بالمائة لشراء أحذية مفتوحة تتلاءم مع فصلي الربيع، ونفس الأمر بالنسبة للملابس التي رغم أنها صيفية أكثر منها شتوية إلا أن الزبائن لم يترددوا على اقتناءها لنوعيتها وسعرها الخيالي.
ولم تكن المنافسة قائمة بين أصحاب المحلات فقط بل الزبائن المندفعين  للظفر أولا بالمنتوج المعروض الذي كان في وقت سابق يباع بثمن غال حيث عرفت المحلات ازدحاما واكتظاظا بسبب الإقبال الكبير من قبل الزبائن خاصة وأن أسعار المنتوجات خاصة التابعة للعلامات الأجنبية كان جد مغر.
بما أن موسم التخفيضات عادة دأب عليها الزبائن في كل سنة فقد تعمد الكثير منهم عدم اقتناء الملابس وانتظار هذه الفترة  من أجل الظفر بمنتجات مستوردة ذات ماركات عالمية أصلية، حيث تنوعت الملابس بين المعاطف والسراويل و الأحذية.
أصحاب المحلات هم بدورهم أعربوا عن فرحتهم للإقبال الكبير على سلعهم من طرف الزبائن بعد إطلاق تلك التخفيضات الموسمية، التي تساعدهم على بيع المنتوجات الشتوية، كونهم يتخوّفهم من زوال موضة بعض الملابس، وهو ما يجبرهم على طرح تخفيضات وبيع السلعة قبل خروج موسمها.
 الزبائن بكثافة في المحلات التجارية للاستفادة من التخفيضات
اختلفت آراء الزبائن بالعاصمة من خلال موسم التخفيضات الشتوية بين من يرى أن نسب الأسعار التي أعلن عنها التجار مغشوشة وغير حقيقية وآخرون أعربوا عن رضاهم  لنسبة التخفيضات التي وصلت في بعض المحلات إلى 70 بالمائة.
 أكدت إحدى الزبائن التي وجدناها حاملة أكياس مليئة بالملابس أنها تغتنم فترة تخفيضات لتشتري ملابس ذات نوعية جيدة وبأخفض الأسعار وتقوم  بتخزينها إلى الموسم الشتوي القادم، خاصة فيما يخص الألبسة المستوردة التي تعرف بجودتها وماركاتها الأصلية.
 قالت أخرى لنا، إن إطلاق تخفيضات في الموسم الشتوي أمر جيد لاقتناء منتوجات عالية الجودة بأسعار معقولة، إلا أنها لم تكن مرتاحة نظرا للازدحام الكبير والطوابير المشكلة من الجمهور حتى أصبح التجول داخل المركز أمرا صعبا، مضيفة أنها اشترت ملابس لأولادها بأسعار منخفضة بنسبة 40 بالمائة .
كما اقتربنا من إحدى الزبونات المدعوة «سهام بولسان» التي وجدناها تتجول عبر المحلات رفقة عائلتها، فقالت أنها تنتهز الفرصة بعد إطلاق «الصولد» من طرف التجار من أجل اقتناء بعض الملابس والأحذية بغرض استعمالها في الموسم القادم خاصة أنه في الفترة الشتوية تكون الأسعار ملتهبة خاصة وأن راتبها الشهري لا يكفيها لسد جميع حاجياتها.
ذكرت ذات المتحدثة أنها اقتنت حذاءً بسعر 2000 دينار وهو مستورد من اسبانيا وهي تبحث عن معطف ذو جودة بأبخس ثمن والاحتفاظ به في الشتاء القادم، مشيرة إلى أن الكثير من المنتوجات انخفضت إلى أكثر من نصف الثمن الذي كانت تعرض به من قبل فالأحذية التي كان ثمنها 4200 دينار نزلت إلى 2000 دينار.
من جهتها، أكدت لنا الطالبة «سارة - ت.» أن عملها في إحدى الشركات ساعدها على اقتناء الملابس، حيث قامت بانتهاز تلك الفرص لشراء بعض المنتجات الضرورية من أجرها الشهري، خاصة وأنها تحب أن تكون هيأتها الخارجية على أحسن حال في كل وقت وشراء منتوجات ذات نوعية جيدة ساعدها على ذلك.
كما أوضحت أم لبنتين أنها تنتهز فرص التخفيضات لشراء الملابس اليومية لهما خاصة وأنهما في سن المراهقة ويعشقان التنويع في الألبسة ويفضلن الألبسة ذات جودة عالية ما جعلها تغتنم فرصة التخفيضات من أجل اقتناء كل ما يحتاجانه من ملابس وأحذية قصد استعمالهما في فصل الشتاء القادم وبذلك تكون قد سلمت من ميزانية كسوتهما في الشتاء المقبل.
علامات عالمية تستعمل أساليب الغش لتحقيق الربح السريع
اشتكى بعض المواطنين من تلاعب محلات بأكبر الماركات العالمية لبيع منتوجاتهم المتمثلة في الملابس والأحذية مع انطلاق موسم التخفيضات، حيث تعمد البعض    منهم زيادة المبلغ وشطبه ليتم اكتشاف أن السعر المخفض لم يختلف عن الثمن السابق.
 اكتشف الزبائن الغش لدى بعض المحلات في لاصقة السعر بعد اقتناءهم لمنتوجات لأكبر الماركات العالمية بالعاصمة وبالتحديد الفرنسية لا نستطيع ذكرها والتي استعملت أساليب غير لائقة جعلت المواطنين يشككون في مصداقية وحقيقة التخفيضات، معتبرين ما يحدث إشهارا كاذبا يقتضي تشديد الرقابة من طرف المصالح المعنية لوضع حد لها.
أكد بعض الشباب الذين التقينا بهم بإحدى المحلات العالمية أن الكثير من المنتوجات لم تتغير أسعارها وإنما استغل أصحاب المحلات فرصة إقبال الزبائن بكثرة على اقتناء الملابس في فترة موسم التخفيضات ليقوموا بالغش والتظاهر بأنهم قاموا بإجراء تخفيضات في أسعار الملابس.
 ذكر زبائن أن التخفيضات التي أعلن عنها بعض بائعي الملابس من خلال وضع نسبتها على الواجهات الزجاجية للمحلات مغشوشة، كونها غير حقيقة، إذ تفاجأ الزبائن بمجرد دخولهم للمحل بسعر المنتوجات التي لا تتطابق والتخفيضات المعروضة، موضحين أن التجار يحاولون جلب انتباه أكبر عدد من الزبائن من خلال تضليلهم  واستعمال مختلف الطرق غير الشرعية لتحقيق الربح السريع.
بالمقابل أنكر أصحاب المحلات الذين تقربنا منهم بشارع حسيبة أي تلاعبات بالأسعار المعروضة، موضحين أن طرح تخفيضات لا تعني أنها تمس جميع المنتوجات وإنما تختلف نسبتها، بحسب كل قطعة ملابس أو أحذية.
 تحدث هذه التجاوزات والتحايلات على الزبائن بالرغم من تحذير أعوان الرقابة للتجار، بالإضافة إلى تكثيف دورياتهم لمراقبة أي تجاوزات وحتى لا تكون هناك منافسة غير شريفة.
منح قرابة 60 رخصة لتجار العاصمة للبيع بالتخفيض
منحت ولاية الجزائر  قرابة 60 رخصة لأزيد من 155 محل تجاري على مستوى العاصمة لانطلاق عملية البيع بالتخفيض الخاصّة بالموسم الشتوي 2017 والتي تم تحديدها في الفترة الممتدة من 18 جانفي إلى غاية 28 فيفري الداخل.
 حددت فترة التخفيضات الصيفية من 21 جويلية 2017 على الساعة الثامنة صباحا إلى غاية 31 أوت 2017 على الثامنة مساءً، حيث أن باب إستقبال ملفات الراغبين المشاركة في العملية لتمكينهم من رخصة ممارسة البيع بالتخفيض السنوية ستبقى مفتوحة أمام التجار إلى غاية إنتهاء الفترة المحددة وفق الشروط المعمول بها والقوانين السارية المفعول.
تتم العملية طبقا لأحكام المرسوم التنفيذي المؤرخ في 18 جوان 2006  المحدد لشروط وكيفيات ممارسة البيع بالتخفيض والبيع الترويجي والبيع خارج المحلات التجارية بواسطة فتح الطرود، كما يتضمن القرار شروطا وإجراءات قانونية واضحة  متعلقة بما يتعرض له التاجر المخالف لها من عقوبات في حال ما ضبط من قبل أعوان الرقابة وقمع الغش التابعين للمديرية.
 يتمثل الهدف من عملية البيع بالتخفيض إتاحة الفرصة للتجار لتنشيط وترقية أنشطتهم، وكذا منح فرصة للمستهلكين للحصول على سلع وخدمات متنوعة بأسعار في متناول الجميع، كما أن التخفيضات تسمح باقتناء منتجات بأسعار منخفضة في متناول أصحاب الدخل المتوسط والضعيف وتساهم في خلق نوع من التنافسية بين التجار وجلب الزبائن واستهلاك المخزون لدى التجار، تحسبا لاقتناء سلع جديدة استعدادا للموسم القادم.