طباعة هذه الصفحة

أجرى أكثر من ألف عملية جراحية و24 ألف فحص إشعاعي 2016

المؤسسة الاستشفائية بقايس خنشلة مرجعية في التكفل بالمرضى

طاقم طبي مؤهل وتجهيزات حديثة وتسيير وراء النقلة النوعية

شهدت المؤسسة العمومية الاستشفائية «الشهيد عبد المجيد حيحي» بقايس، على بعد 20 كيلومترا غرب عاصمة الولاية خنشلة، نقلة نوعية في تقديم الخدمات الصحية والتكفل بالمرضى والأداء الإداري، لدرجة اكتسابها سمعة جهوية بالشرق الجزائري، إذ أضحت قطبا صحيا يقصده المرضى من عدة ولايات، للتداوي وتلقي الفحوصات وكذا إجراء العمليات الجراحية في مختلف التخصصات، حيث استقبلت هذه المؤسسة التي تتسع لـ304 سرير خلال سنة 2016، في إطار نشاط الاستعجالات الطبية والجراحية، 52640 مريض، فيما بلغ عدد الفحوصات الطبية 15570 فحص في نفس السنة. التفاصيل تعرضها «الشعب» في هذا الاستطلاع.
أكد مدير المستشفى واضح أحمد خريج المدرسة الوطنية للإدارة لـ»الشعب»، أن الانضباط الذي يميز تسيير المصالح، مردّه اعتماد مبدأي التشاور والمتابعة المستمرين في التسيير مع الطاقمين الطبي والإداري، إلى جانب توفير الوسائل والتجهيزات الطبية اللازمة للتكفل بالمرضى وكذا تلبية كل حقوق الموظفين وفقا لما يقتضيه القانون.
ذكر واضح، بجدوى الحوار الاجتماعي والاستماع إلى انشغالات المرضى واقتراحاتهم مباشرة أو بواسطة فايسبوك المؤسسة الاستشفائية.
وكشف ذات المسؤول في هذا السياق، أن المستشفى يضم 29 طبيبا أخصائيا في أمراض: المعدة، جراحة الفك والفم، الطب الباطني، الجراحة العامة، جراحة المسالك البولية، أمراض الكلي، طب الأطفال، طب النساء والإنعاش الطبي، بالإضافة إلى اختصاصيي أمراض الدم والغدد الصماء والسكري، هذا إلى جانب عشرات الأطباء العامين والسلك شبه الطبي والإداريين بمجموع 455 موظف للسنة المالية 2016.

تسيير مضبوط للأجهزة الطبية وإجراء أكثر من 24 ألف فحص إشعاعي

وأضاف المدير، أن المؤسسة الاستشفائية، تتوافر على مختلف الأجهزة الطبية الضرورية للتداوي وإجراء العمليات الجراحية في الاختصاصات الطبية، منها جهاز التصوير الإشعاعي المقطعي «سكانير»، جهاز فحص تخطيط القلب، وأجهزة الفحص الإشعاعي الصدرية، والخاصة بالجهازين الهضمي والتنفسي، راديو الفك، ماموغراف وغيرها من التجهيزات الطبية، حيث بلغ نشاط التصوير والأشعة 24998 فحص إشعاعي سنة 2016.
كما أشار مدير المستشفى كذلك، إلى استقبال مرضى من كافة أرجاء خنشلة، ومن ولايات باتنة، أم البواقي وتبسة، مرجعا ذلك إلى نوعية خدمات المصالح الطبية، والنظافة والانضباط في تقديم الرعاية الصحية للنزلاء، مبرزا دور الأطباء الجراحين المختصين، لاسيما في الجراحة العامة، والمقدر عددهم بها بـ5 أطباء يتقنون بدقة عالية إجراء العمليات الجراحية بالمنظار، ما أكسب المستشفى سمعة جهوية في هذا الصدد، خاصة وأن المرضى أصبحوا يفضلون الجراحة الحديثة ويتنقلون لمسافات من أجل إجرائها.

المرضى محور اهتمام الطاقمين الطبي والإداري

«الشعب»، طافت بمختلف أجنحة المستشفى، حيث وقفنا على تسيير محكم لتقديم العلاج من طرف الأطباء والممرضين، يتخلله تحكم جيد في توزيع الوجبات ونوعيتها على المرضى في وسط جد نظيف، مع ضمان حراسة مستمرة لكل الأجنحة 24/24 ساعة.
- «ب.س» 56 سنة، مريض بمصلحة الطب الباطني، أكد لـ «الشعب» أنه يشعر بتحسن يوما بعد آخر ويلقى عناية فائقة ومستمرة من طرف الطاقم الطبي وشبه الطبي للمصلحة.
- السيدة «ك.ل» من أم البواقي، أثنت على الطبيب غربي الذي أجرى لها عملية جراحية بالمنظار على الحويصلة، موجهة شكرها إلى كل الأطباء والممرضين على الرعاية الحسنة التي تلقتها طيلة مكوثها بهذا المستشفى الذي فضلت إجراء العملية الجراحية به.  

ظروف مهيأة للعمل

من جهته، رئيس المجلس الطبي للمؤسسة الاستشفائية، الدكتور ساحلي مراد، أرجع مستوى الأداء الطبي المميز في تقديم الرعاية الصحية للمرضى، إلى توفير الإدارة كل ظروف العمل المطلوبة من الطاقم الطبي لممارسة عمله، لاسيما ما تعلق بالتجهيزات الطبية، وكذا توفير السكن لكل الأطباء الأخصائيين البالغ عددهم 29 طبيبا، منحدرين من مختلف الولايات. علما أن الالتحاق بمناصب عمل هذه الفئة يكون على أساس اختياري بين عدة مستشفيات، حيث فضل عديد الأخصائيين مستشفى قايس، كون ظروف العمل جد مشجعة وتجعل من الطبيب المختص يشعر فعليا بأنه يقدم مهامه الطبية على أكمل وجه ولعدد معتبر من المرضى في ظرف قياسي.
وأشار الدكتور ساحلي في هذا السياق، أن سنة 2016 شهدت إجراء 1922 عملية جراحية، في الجراحة العامة، جراحة النساء، جراحة الأطفال، العظام والمفاصل، الوجه والفك، الكلى والمسالك البولية وكذا جراحة العين.

جديد في خدمتي الإطعام والنظافة

جديد مستشفى قايس في شق التسيير الإداري، هو إسناد خدمتي الإطعام والنظافة إلى متعامل خاص وفق دفتر شروط مضبوطة، بحسب ما كشف عنه واضح مدير المؤسسة قائلا لنا: «تم التعاقد مع شركة خاصة في بداية السنة الجارية، لتحضير الوجبات للمرضى وفقا لدفتر شروط مضبوطة، العملية ذات نجاعة اقتصاديا استحدثت 10 مناصب عمل جديدة، إضافة إلى أنها قللت من التبذير في كمية الطعام المطهوة والمقدمة، كونها تقوم على احتمالات مدروسة اقتصاديا».
علما أن ميزانية التسيير للمستشفى لسنة 2016 نفسها لسنة 2017.
وعن إسناد خدمة النظافة لمتعامل خاص أيضا، كشف المدير لـ «الشعب»، أن العملية انطلقت نهاية سنة 2015، حيث تعاقدت إدارة المستشفى مع شركة خاصة تتكفل بنظافة كل مصالح ومبنى المستشفى داخليا وخارجيا، وفي كل الأوقات، بحيث ضمن هذا الإجراء المهم تغطية نظافة المصالح ليلا ونهارا، وهو ما لم يكن متوفرا من قبل، كما تولد عن هذا العقد توفير 18 منصب شغل جديد.
للإشارة، كان وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد المالك بوضياف، عند زيارته لولاية خنشلة، قبل سنة ونصف، قد دعا مديري كل المؤسسات الاستشفائية عبر الوطن، إلى إقامة شراكة مع متعاملين خواص لتسيير مرافق الأمن والنظافة والإطعام، لما في ذلك من نجاعة اقتصادية وتحسين أداء هذه الخدمات بالمؤسسات الاستشفائية. وكانت «الشعب» حينها قد نقلت الموضوع بالتفصيل.
خلال تجولنا بمصلحة الاستعجالات الطبية للمستشفى، وقفنا على إجراء جديد تم استحداثه للتكفل الجيد بالمرضى، منذ جانفي الماضي، حيث تم إقامة مكتب جديد خاص بفرز المرضى، تحت إشراف طبيب وممرضين، يقومون بالفحص الأولي للمرضى ثم توجيههم للعلاج الاستعجالي، بناء على الحالة المرضية أو الإصابة.
الإجراء أكد بموجبه الأطباء لنا، أنه سينعكس بالإيجاب على الأشخاص، كون بعض الأمراض أو الإصابات تستوجب الإسراع في العلاج، فكلما كان العلاج أسرع كلما تقلصت نسبة الخطر عن المريض وتم إنقاذه. في حين لا تتطلب عديد الأمراض تلقي العلاج استعجاليا وهو ما كان يخلط الأمور على الأطباء بهذه المصلحة.

افتتاح وحدة جديدة للتغذية، الأولى من نوعها

تزامن إجراء «الشعب» لهذا الاستطلاع، مع افتتاح وحدة جديدة للتغذية بالمستشفى، تعد الوحيدة على مستوى الولاية، حيث تم تكليف مختص في التغذية، نويوة عبد الرزاق، بالإشراف عليها في تقديم الإرشادات والنصائح في مجال تغذية المرضى بالتنسيق مع الأطباء، وكذا متابعة المرضى الواجب عليهم إتباع حمية غذائية في بعض الأمراض بعد مغادرتهم المستشفى.
كشف مدير المستشفى في هذا الإطار، عن تطوير مصلحة الإعلام الآلي للمستشفى، للاتصال الرقمي مع المواطنين والمرضى، ويجري التحضير لإنشاء موقع إلكتروني جديد يتم من خلاله التعريف بالمستشفى ومصالحه وأدائه الطبي، فضلا عن استغلاله مستقبلا في عديد التعاملات الإدارية مع المواطنين.
وقال مدير المستشفى، إن فايسبوك المؤسسة مفتوح على كل انشغالات واقتراحات المرضى وذويهم، وذلك توسيعا لمبدإ التشاور والمتابعة في تسيير هذا المرفق العام المهم.
رئيس مكتب التنسيق الولائي للصحة لنقابة الاتحاد العام للعمال الجزائريين إلياس بوغديرى، من جهته، قال لـ «الشعب»، إن مستشفى قايس يعد مكسبا لولاية خنشلة ككل، يجب المحافظة عليه والمضي في تطويره وتنويع خدماته، وأنه مفخرة لكل العمال والموظفين، مثنيا على التجاوب الكبير الذي يقدمه مدير الصحة في تلبية مطالب العمال المهنية والاجتماعية.