طباعة هذه الصفحة

«الشعب» ترصد معرض مؤسسات إنتاج مواد البناء ببومرداس

مؤسسات عمومية تحدث المنافسة وأخرى خاصة لكسب الثقة

استطلاع: ز. - كمال

شهدت الطبعة الثانية لمعرض مؤسسات صناعة مواد البناء والانجاز والأشغال العمومية التي احتضنتها دار البيئة لبومرداس على مدى أربعة أيام بمبادرة من غرفة التجارة والصناعة الساحل بالتنسيق مع مؤسسة «سفن بيزناس» مشاركة فعالة لأزيد من 50 ممثلا لمؤسسات وطنية مختصة في إنتاج مواد البناء المحلية، الري والأشغال العمومية، شركات الخدمات ومكاتب الدراسات والمخابر، مؤسسات التركيب والصيانة ووكالات الدعم المحلية وترقية الاستثمار.
شكلت التظاهرة الاقتصادية فرصة للمؤسسات الإنتاجية الوطنية لعرض منتجاتها المختلفة لمواد البناء من الطوب الأحمر كالسيراميك، البلاط، المعادن ومواد البلاستيك، المواد الكيميائية، الزجاج والترصيص الصحي ومؤسسات أخرى مختصة في تقديم الخدمات والاستشارات وكذا شركات الانجاز، كما كان اللقاء أيضا مناسبة لإبرام صفقات لتسويق المنتوج بين مؤسسات الإنتاج الوطنية والمقاولين الذين يبحثون عن منتوج ذو نوعية وبأسعار معقولة لإتمام مشاريعهم السكنية ومشاريع الري والأشغال العمومية وهي المواصفات التي وجدت في هذه المنتجات المعروضة.
 أمام أهمية التظاهرة في بعدها الاقتصادي وبغرض تعريف الجمهور بالمنتوج الوطني المحلي في مجال البناء الذي يعتبر من أكثر الأنشطة حركية، حاولت «الشعب» الاقتراب من بعض المؤسسات والنماذج الاقتصادية الناجحة في مجال الاستثمار، ومنها مؤسسات عمومية قاومت الزمن والمنافسة القوية من القطاع الخاص، لكنها عادت من جديد إلى الواجهة لتكسب ثقة المستهلك بفضل نوعية الإنتاج وسياسة العصرنة في إطار إعادة الهيكلة ومواكبة التحولات الاقتصادية والتكنولوجية كحتمية مفروضة للبقاء في السوق.

المؤسسة الوطنية للدهن.. ثقل تاريخي وعنوان للجودة

على الرغم من هيمنة المؤسسات الإنتاجية الخاصة بأجنحة المعرض التي حضرت بقوة في محاولة للتعريف بالمنتوج والتموقع في السوق الوطنية وحتى الأجنبية، صنعت بعض الشركات العمومية الحاضرة في التظاهرة التميز بتاريخها العريق وقدرتها على منافسة المؤسسات الناشطة في الميدان بفضل الثقة الكبيرة التي كسبتها من الزبائن لعقود من الزمن، رغم الصعوبات الاقتصادية التي مرت بها في فترات الأزمة وتهديدات الخصخصة، ومن الأمثلة على ذلك المؤسسة الوطنية للدهن التي لا تزال لحد اليوم تغطي 80 من المائة من إنتاج الدهن المخصص لمجال البناء، وهي المؤسسة التي كانت تعرف باسم «سنيك»، حيث خضعت بحسب ممثلها التجاري بالصالون لعملية إعادة هيكلة سنة 1984، لتتحول إلى المؤسسة الوطنية للدهن «اناب»، تشغل حاليا عبر وحداتها الستة المنتشرة بكل من سوق أهراس، الأخضرية حيث تتواجد المديرية العامة، بوادي السمار، الشراقة، سيق ووهران 1800 عامل وتنتج 150 ألف طن من الدهن سنويا.
كما راهنت المؤسسة على الاستمرارية والمنافسة بفضل الإستراتيجية الجديدة التي تبنتها في الميدان من خلال سياسة دعم الاستثمار لترقية المنتوج وتوسيع النشاط عن طريق إنشاء وحدات جديدة وتحديث المخابر، وكذا كسب رهان التكنولوجيا الحديثة بعصرنة وسائل الإنتاج ودعم المؤسسة بإطارات جامعية ورسكلة اليد العاملة، حاليا تقوم الشركة بتنويع الإنتاج ومنافسة المنتوج الأجنبي وهذا بإنشاء وحدات خاصة لإنتاج نوعية جديدة معروفة باسم «دهن بودر»، هي حاليا قيد التجريب بوحدة وادي السمار لمواكبة التطورات العالمية في الميدان.

مؤسسة «قورصو سيراميك»..جودة وكسب تدريجي للثقة

منذ الوهلة الأولى لدخولنا المعرض لفت انتباهنا جناح المؤسسة الذي استقطب الجمهور وبالأخص المقاولين في مجال البناء الذين سارعوا للتفاوض والاستفسار عن طريقة إبرام صفقات تجارية مع المؤسسة التي تنتج كل أنواع السيراميك وبجودة عالية تنافس المنتوج الأجنبي وأسعار معقولة جدا قدرها المسؤول التجاري وممثل الشركة بالمعرض بـ580 دينار للمتر المربع بالنسبة لسيراميك لتزيين المطابخ الذي زين جناح العرض بكل الألوان.
عن المؤسسة وأهدافها الإستراتيجية مستقبلا، يقول الممثل التجاري بالمعرض عادل اوليس لـ»الشعب» «مؤسسة قورصو لانتاج كل أنواع السيراميك، تأسست سنة 2010، وهي حاليا توظف 300 عامل، تحوي ثلاثة خطوط إنتاج كل خط بـ 8 آلاف متر مربع، حاليا تغطي منطقة الوسط، ولايات الشرق والغرب في انتظار توسيع نقاط التوزيع لتشمل ولايات الجنوب من الوطن قبل التفكير في توسيع نشاط المؤسسة مستقبلا نحو التفكير في تصدير منتوجها نحو بعض البلدان الخارجية..
في سؤال عن التظاهرة وكيفية استغلالها للتعريف أكثر بالمؤسسة، أكد ذات المتحدث: «أن معرض مواد البناء شكل لنا فرصة مناسبة للتعريف أكثر بالمؤسسة وإنتاجها المتنوع كوحدة متكاملة تقوم بكل خطوات الإنتاج من جمع التراب كمادة أولية محلية إلى التغليف ومختلف طرق التسويق الأخرى، باعتماد سياسة عصرية في التسيير والماركتينغ. كما استفدنا أيضا كثيرا من هذه المشاركة عن طريق الاحتكاك مع باقي المشاركين الممثلين للمؤسسات الاقتصادية، المالية، المخابر والمكاتب المتخصصة في الاستشارة، ناهيك عن ربط علاقات تجارية سواء مع المواطنين أو المقاولين الناشطين في ولاية بومرداس وحتى في الولايات المجاورة على اعتبار أن الصالون شاركت فيه عدد من ولايات الوسط.»
 
شركة «ادارا» لإنتاج الأنابيب.. تغطية 80 بالمائة من الطلب الوطني  
 
مؤسسة مختصة في إنتاج وصناعة الانابيب البلاستيكية ومشتقاتها الموجه للترصيص الصحي، تعتبر مؤسسة «ادارا» المتواجدة بولاية تيبازة من أهم الوحدات الإنتاجية المتخصصة في هذا النوع من الصناعة على المستوى الوطني، حيث تقوم حاليا، بحسب مسؤول الإنتاج، محمد هرنوني، بتغطية نسبة 80 من المائة من أنابيب الاستعمال الساخن والبارد للمياه من حجم 20 إلى 110 مم وتنتج 380 نوعا من المنتوج.
كما كشف نفس المسؤول متحدثا لـ «الشعب» «أن المؤسسة التي تأسست سنة 2000، تقوم حاليا بتوظيف 86 عاملا بصفة دائمة ومباشرة وتشتغل لمدة 24 ساعة، استطاعت بفضل جودة منتوجها الحصول شهادة المطابقة الوطنية في انتظار شهادة ايزو الدولية، وأضاف «كان هدفنا الأول سنة 2010 بإنتاج 30 من المائة من أنواع المنتوج، ثم استطعنا سنة 2017 بتوسيع سلسلة الإنتاج لتصل إلى 70 من المائة في انتظار رفع التحدي، بداية من السنة المقبلة، بتقديم منتوج وطني محلي متكامل دون اللجوء إلى عملية استيراد بعض المواد من الخارج، مع ذلك تبقى الشركة تعاني من صعوبات ضيق وحدة الإنتاج التي لا تتعدى مساحتها 3200 متر مربع في وقت تحتاج الشركة إلى مساحة من 7 آلاف متر مربع لتوسيع نشاطها الميداني وتحقيقها جملة الأهداف المسطرة.
هي نماذج لمؤسسات وطنية شقت طريق النجاح بخطوات ثابتة في المجال الصناعي، ونفس الأمر بالنسبة لباقي المؤسسات الحاضرة في التظاهرة، وهو ما يثبت أن الإرادة ورفع كافة العراقيل الإدارية في مجال الاستثمار المحلي والوطني أمام أصحاب المبادرات وحاملي المشاريع بإمكانه أن يعطي ثمارا ونتائج سريعة والدليل في نوعية المنتجات المعروضة المنافسة للمنتوج المستورد من حيث النوعية والأسعار، كما تشكل مثل هذه الفعاليات، بحسب تصريح مدير غرفة التجارة والصناعة لبومرداس أحمد خضراوي: «فرصة كبيرة للتعريف بالمنتوج الوطني وتقريب وجهات النظر بطرح الانشغالات والاهتمامات»، لذلك فكرنا  يضيف مصدرنا، ببرمجة مداخلات وورشات عمل على هامش المعرض لتوسيع الفائدة بين المشاركين من منتجين أصحاب المؤسسات وبعض الخبراء في مجال القانون، الاستثمار والاستشارات المالية إلى جانب فتح أبواب الشراكة والتكامل فيما بين المؤسسات للدخول بقوة في مجال الإنتاج والتسويق وحتى المنافسة الدولية.