طباعة هذه الصفحة

19 مدرسة مهددة بالانهيار دون تحرك المنتخبين

القطاع التربوي بالشلف في حاجة لإصلاح وتقويم

 تجاوز الإخفاقات ، تفعيل المشاريع المتأخرة  وتخفيف الاكتظاظ

حقق القطاع التربوي بولاية الشلف نتائج ملموسة مقارنة مع السنوات المنصرمة رغم بعض المعوقات، كانعدام مشروع مؤسسة غياب التقويم النهائي للسنة الدراسية، والتأخر في إنجاز المشاريع وقلة الوعاء العقاري وتماطل منتخبي البلديات في عمليات الترميم، وبناء الهياكل المدرسية مما يفتح باب الاكتظاظ الذي يجعل إدارة القطاع ملزمة بالتحرك لتطبيق نظام الدوامين واللجوء إلى الملحقات حسب ما أكده مدير التربية لـ «الشعب».

حسب المعطيات التي تحوزها «الشعب» من خلال متابعة مسار القطاع التربوي ينتظر أن ينفض المسؤولون الجدد الغبار على طريقة تسيير إدارة القطاع وتنظيمه وإصلاح مواقع الإختلالات وما نجم عنها من نتائج متذبذبة كان لها انعكاسات متباينة على مستوى النتائج والهياكل التربوية والتأطير البيداغوجي، وقد حددوا لأجل ذلك أولويات جد هامة من أجل رأب الصدع وإصلاح ما يمكن إصلاحه على ضوء ما تحقق من نتائج أولية ينتظر استكمالها بعد الإعلان عن نتائج البكالوريا حسب المشرفين عن القطاع بالولاية.
علمنا من المسؤول الأول عن القطاع عبد القادر هداج، أن بوادر التحسن تجلت من خلال بروز نتائج 76 مدرسة ابتدائية تحصلت على نسبة نجاح 100 في المائة في الامتحانات النهائية لهذه السنة، تضاف إليها 131 مدرسة حققت نسبة نجاح بـ 99.9 بالمائة وهو مؤشر إيجابي حسبه رغم تسجيل 5 مؤسسات لم تحقق أي نتيجة تذكر وهي مدارس بها من واحد إلى اثنين تقدموا لامتحانات المرحلة الإبتدائية، الأمر الذي دفع مدير القطاع إلى فتح تحقيق بخصوص هذه النتيجة غير المرضية تماما بالرغم من قلة عدد المترشحين.
أما فيما يتعلق بنتيجة شهادة التعليم المتوسط فمن جملة المترشحين الذين اجتازوا هذه العملية بلغت نسبة النجاح 60.77 بالمائة متجاوزة نسبة العام الماضي، حيث لم تتعد 57.91 بالمائة، وهو تقدم فاق النسبة الوطنية التي وصلت إلى حد 57.31 بالمائة، في انتظار نتائج البكالوريا.
هذه المؤشرات بعيون المتتبعين لمسار القطار التربوي إيجابية بالنظر إلى الإجراءات التي تم اتخاذها على مستوى القطاع والتي لم تكن بالحجم الذي كانت مديرية التربية تنوي القيام به وهذا للصعوبات الميدانية وأساليب التسيير المنتهجة سابقا وموقع القطاع منها يقول عبد القادر هداج الذي ينتظر منه تحريك بعض المراكز وتطهير القطاع من الكسالى وعديمي الفاعلية والمردودية على مستوى مصالحهم التي مسها التعفن والتراجع الرهيب في التسيير والنشاط الميداني يشير محدثنا الذي أبان عن كفاءة ورغبة متأججة في إعادة الأمور إلى نصابها من خلال عمليات الردع والمراقبة والانضباط في التسيير الذي أعطى بوادر نتائجه في أكبر قطاع بالولاية.

تفعيل مشروع المؤسسة على الطاولة

رغم التعليمات الصادرة من طرف الجهات الوصية والتجاذبات التي رافقت ملف مشروع المؤسسة إلا أن تطبيقه على أرض الواقع ظل غائبا بالمؤسسات التربوية، ما أخل بالتسيير ورسم الأهداف وتحقيق النتائج المرجوة كمعطى أولي. هذه المعوقة كان لها الانعكاس السلبي بنظر عبد القادر هداج على محصلة التسيير والنتائج ومخطط المشروع على المدى القريب والمتوسط والبعيد، وهي معضلة تم تشخيصها وينتظر الانطلاق في تجسيدها خلال الموسم القادم حسب محدثنا الذي اعتبر كفاءة المؤطرين بالمؤسسات التربوية كفيلة بتحقيق أفضل النتائج وتحسين الوضع العام بما فيه المردود على مستوى الهياكل القاعدية التي لها جانب من التأثير على مستوى النتائج والفاعلية المرجوة.
من جهة أخرى، فإن بقاء المؤسسات بدون مشروع خطر دائم وغير مقبول تماما، لذا كان لا بد من اللجوء إلى أساليب الردع والمراقبة والمتابعة كبديل لهذا الغياب للمشروع، الأمر الذي أعطى بعض الثمار التي تجاوزت نكسات الأعوام المنصرمة في انتظار ترقيتها وتحسينها مع حلول الموسم القادم يقول محدثنا الذي اعتبر هذا الخلل إحدى المعوقات المؤثرة في الموسم الدراسي ومردود المؤطرين ناهيك عن المعوقات البيداغوجية والهياكل.

19 مؤسسة تربوية مهددة بالانهيار

عمليات المسح لواقع المؤسسات التربوية خاصة الابتدائية منها بأقاليم البلديات سواء الحضرية والريفية منها والمداشر النائية، يكشف جليا الموقف المتخاذل للمنتخبين المحليين تجاه هذه الهياكل التربوية التي مازال بعضها في وضعية كارثية من حيث النقائص التي تتخبط فيها تحت أنظار رؤساء المجالس الشعبية البلدية والمنتخبين المحليين الذين يتحرك بعضهم بدافع المصلحة الشخصية حسب ما علمناه من السكان ومسؤولي المؤسسات التربوية المعنية.
وفي رده اعترف مدير التربية عبد القادر هداج بالحالة المهترئة لعدة مدارس ابتدائية بعضها مهدد بالسقوط والانهيار وعددها 19 مدرسة تحوز على شهادة عدم الصلاحية من طرف الهيئة الوطنية للمراقبة التقنية للبناء بالشلف، يحدث هذا رغم أن الدولة خصصت
حسبه أموالا طائلة لتعويض هذه البناءات الجاهزة بالبناء الصلب ضمن مخطط خاص بالشلف مع التجهيزات اللازمة، لكن لم تستغل البحبوحة المالية التي كانت تتمتع بها البلاد لتنفيذ هذه البرامج واستيعاب عدد المتمدرسين الذي تضاعف، وهو الوضع الذي دفع مسؤولي القطاع مرة أخرى إلى إستغلال الهياكل القديمة التي لم تهدم بنية استعمالها أثناء الأزمات مما عمق الأزمة، يحدث هذا أمام المنتخبين المحليين الذين أساءوا التقدير لحل المشكلة نهائيا على حد تقدير مدير القطاع من خلال عملية التشخيص الميدانية والتي وقفنا عليها خلال هذا الاستطلاع الذي أبان عن عدة عيوب ومتاعب لازالت عالقة، حيث تفتقد بعض المؤسسات لقنوات صرف المياه القذرة، ما حتم استعمال الطرق التقليدية لرمي مياه التطهير والنفايات القذرة، مشكلة بذلك خطرا على التلاميذ والماء الشروب، ناهيك عن ضعف التجهيز والإطعام بعدة بلديات لازال منتخبوها في سبات عميق ولعلهم يستيقظون مع انطلاق حملة الترشيحات لعهدة أخرى التي سيكون لهم فيها السكان بالمرصاد تفاديا لتكرار سيناريو الضعف مرة أخرى يقول محدثونا من السكان المحيطين بالمدارس الإبتدائية الجوارية.
ومن جانب آخر، أكد مدير القطاع أن مصالحه ستشرع في عملية التقييم والتقويم في الأيام القادمة تفاديا لتسجيل أخطاء وهذا بمشاركة الجميع، مع اتباع خطة خارطة طريق ضمن التعليمات التي أقرتها الوزارة المعنية لتحسين ظروف التمدرس التي ألح عليها رئيس الجمهورية في أكثر من مناسبة.

رهانات لتجاوز المعضلات وتحقيق قفزة في الأداء التربوي والبيداغوجي

المعطيات الموجودة بحوزتنا تكشف ارتفاعا كبيرا في عدد المتمدرسين خاصة بالمدن السكنية الجديدة التي تم تدشينها في المدة الأخيرة والتي من المنتظر أن تعرف ضغطا كبيرا يتم الاستعداد له على مستوى تحرك إدارة القطاع بالتنسيق مع الجهات المسؤولة عن البناء والتجهيز والتعمير وهذا رغم سوء البرمجة لبعض الهياكل من حيث المواقع المختارة من طرف هذه المصالح ومسؤولي البلديات الذين يفتقدون إلى المعطيات الإستشرافية لتطور حركة السكان وتنقلهم عبر البلديات بالولاية.
وستكون عملية التقييم والتنسيق مع كل هذه الجهات بما فيها البلديات عاملا مهما يقول مدير التربية لتحسين مردود القطاع وبالتالي تحسين مستوى التعليم والرفع من إرادة المؤطرين وتجديد الهياكل وهي تحديات ممكن تحقيقها وتجاوزها بإستشارة القطاع الذي يبدو أنه كان مغيبا في الإستشارة حسب ما جمعناه من أفواه المنتسبين إليه بمن فيهم مسؤوله الأول.
ولم يخف عبد القادر هداج قلقه إزاء تأخر بعض المشاريع بفعل الضائقة المالية وحالة التجميد التي طالت بعض الهياكل وهو ما سينعكس سلبا على القطاع بعض الشيء، لكنه بالمقابل طمأن الأسرة التربوية بالإستعداد الجيد للموسم الدراسي المقبل، حيث يحرص الوالي على تسليم ثانويتين جديدتين و4 متوسطات و5 مجموعات مدرسية إبتدائية والتي من المنتظر أن تستقبل آلاف المتمدرسين من الأطوار الثلاثة يوضح ذات المسؤول الأول الذي ناشد المتدخلين بالقطاع والمتعاملين والنقابات وأولياء التلاميذ تقديم يد المساعدة للقطاع الذي مازالت يده ممدودة من أجل تطوير وتحسين المنظومة التربوية والوقوف إلى جانب أساتذتها ومعلميها وفريقها الإداري والعمالي لتحقيق النتائج المرجوة لصناعة رجل الغد وهو مبتغى لا يتحقق إلا بمضاعفة المجهود، الإخلاص في العمل وتحديد المسؤوليات لضمان مردود ومؤشرات إيجابية لصاح المنظومة الولاية.

عمليات تكوين خاصة بآليات التدريس للأساتذة الجدد

تحقيقا للأهداف المسطرة لتحسين الأداء التربوي للأساتذة الجدد، عمد قطاع التربية إلى برمجة دورة تكوينية لفائدة الأساتذة الجدد، حيث سيستفيدون من دروس وتقنيات وفنيات الأداء التربوي والمدرسي وآلياته بالمستويات التعليمية من خلال دورة انطلقت ابتداء من 1 جويلية وتدوم إلى غاية 15 من نفس الشهر يقول المكلف بخلية الإعلام لدى مديرية التربية محمد قوميري.
وتمس العملية أكثر من 400 أستاذ، تم توزيعهم على 4 مراكز بكل من تنس وبوقادير وأم الدروع وثانوية شيهان علي بحي الحرية ببلدية الشلف، حيث تم وضع كل الظروف والوسائل لإنجاح العملية التي يشرف عليها مؤطرون وبيداغوجيون وأساتذة مختصون من ذوي الكفاءات العالية مع مفتشين وهذا ضمن دروس ومحاضرات وورشات تطبيقية ضمن أعمال التفويج التي دأب عليها المفتشون التربويون في اللقاءات الدورية التي حضرت «الشعب» جانبا منها ضمن عمليات التكوين المستمر لأساتذة المادة المتربصين والمرسمين منهم.