طباعة هذه الصفحة

مجمـع سونطراك أمام رهانات تنموية تعتمد الذكاء والابتكار

تحضـير مخطـط العمـل2020 - 2030 لدراسة نجاعة المشاريع مع إرساء نظــام معلوماتـــي يسهـل الاتصـال

مبعوثة «الشعب» إلى حاسي مسعود: فضيلة بودريش

150 مليار متر مكعب من الغاز استغلت في استخراج النفط ستسترجع بحاسي مسعود

يحضر مجمع سونطراك في المرحلة الراهنة من أجل الرفع من سقف الاستثمارات التي لا تتطلب إمكانيات مالية، بل تعتمد على ابتكار وذكاء الإطارات، للرفع من نسبة إنتاج الغاز الموجه للتسويق والاستغلال من خلال عمليات استرجاع الغازات المنبعثة من الحقول البترولية، وكخطوة أولى يمكن استرجاع 10 ملايين متر مكعب يوميا في حقل «رورد البغل» و10 ملايين متر مكعب مماثلة من حقول حاسي مسعود، ويتوقع أن توسع هذه الرؤية مستقبلا لأن المشروع يجسد من دون إنفاق أي أغلفة مالية، إذا إنه التحدي الذي تقرر الشروع في تجسيده في ظرف لا يتعدى الشهرين.
 يسابق مجمع سونطراك الزمن، للشروع في تجسيد آخر ابتكار توصل إليه المهندسون، من أجل استرجاع كميات معتبرة من الغاز يوميا وتسويقها بهدف تعويض فرصة أن سوق النفط مشبعة ومتخمة ولا تحتاج إلى قوة ضخ، في ظل الالتزام بتطبيق اتفاق التخفيض داخل منظمة «أوبك»، والتوجه إلى تعزيز التواجد كذلك عبر السوق العالمية للغاز عن طريق استعادة كميات هائلة من الغاز كانت مهملة، ويرتقب الانطلاق في تكريس هذا المشروع الواعد في مدة لا تتجاوز الشهر ونصفا، واعتبر عبد المؤمن ولد قدور الرئيس المدير العام لمجمع سونطراك في زيارة عمل قادته إلى حاسي مسعود، أن هذا المشروع ينتظر منه تعزيز قدرة ضخ الغاز عن طريق استرجاع كميات كبيرة على مستوى حقول حاسي مسعود لتسويقها في ظرف مازال يتسم بعدم استقرار أسعار النفط في مستويات عادلة، وعلى اعتبار أن الجزائر ملتزمة بتطبيق اتفاقات منظمة الأوبك وبهدف ذلك يسعى لتسويق أكبر كمية من الغاز، حيث يتم تجميع كميات إضافية لتكوين مخزون كبير يوجه إلى التصدير عبر الأسواق العالمية، وتسجيل مداخيل إضافية لا يستهان بها من العملة الصعبة.

مشروع استرجاع 10ملايين متر مكعب من الغاز ينطلق قريبا
إن بداية الزيارة التي قادت عبد المؤمن ولد قدور المسؤول الأول على مجمع سونطراك إلى حاسي مسعود كانت من قسم الإنتاج بالمركب الصناعي «جنوب»، حيث عاين مشروعا للرفع من نسبة استرجاع الغاز المصاحب عبر محطة الضغط رقم»2»، علما أنها تتكون من وحدات الضغط رقم «9 و10 و11 و12»، والتي تم تدشينها بتاريخ 24 فيفري 2001، أي كل ما يتعلق بالغاز المسترجع والمعالج المنزوع السوائل بهدف توفير 10 ملايين متر مكعب يوميا، ويذكر أن الوحدات الأربع بقدرة إنتاجية تصل إلى 40 مليون متر مكعب، أما سقف عملية الضخ في هذه المحطة يناهز 60 بارا. وبالموازاة مع ذلك من المقرر أن يشرع في إنجاز هذا المشروع حسب ما كشف عنه ولد قدور في مدة لا تقل عن شهرين، على اعتبار أن الدراسة جارية.
وأما المحطة الثانية التي عاينها الرئيس المدير العام لمجمع سونطراك، كانت قسم المخابر حاسي مسعود، أي مديرية المخابر ومخزن العينات الصخري المركزي، الذي استفاد من تجهيزات مخبر جديدة وعصرية. وبدا ولد قدور متحمسا حتى يواصل هذا المخبر انفتاحه على خبرات مخابر أجنبية متطورة في هذا المجال، كون المخبر يسير في هذا الاتجاه، على خلفية أنه يتأهب من أجل توقيع عقد شراكة وتعاون مع «سوكار» التي تضم نحو 1000 باحث، وفوق ذلك، حث إطارات وعمال المخبر على بذل الجهود حتى تكون للمخبر مكانته ومساهمته الفعالة والمطلوبة، في ظل وجود جميع الإمكانيات المادية والتقنية.
ووقف ولد قدور عند إنجاز محطة ضغط وحقن الغاز» ZCINa» بحاسي مسعود، من أجل الرفع من قدرات إعادة الضخ، وبالتالي تحسين نوعية الغاز الموجه للتسويق والاستغلال، والجدير بالإشارة أنه انطلق في إنجاز هذا المشروع بتاريخ 2 أكتوبر 2014، وآجال إنجازه محددة ب 36 شهرا، لذا من المنتظر أن يدخل الخدمة في الفاتح أكتوبر 2017، حيث رصد له علاف مالي يعادل 635 مليون دولار، بعد ذلك انتقل الرئيس المدير العام لمجمع سونطراك إلى قسم الإنتاج بحوض «بركاوي»، فدشن وحدة استرجاع الغازات المنبعثة «قلالة» والتي قدرت مدة انجازها ب 32 شهرا، وتسمح باسترجاع 900 ألف متر مكعب من الغاز يوميا، من بينها 500 ألف متر مكعب تسوق و400 ألف متر مكعب تستغل من خلال إعادة حقنها في الحقول البترولية.

كل ما يستغل في الآبار النفطية من غاز يسترجع من جديد
ودشن ولد قدور وحدة استرجاع الغاز «قلالة» الكائنة بحاسي مسعود حيث يعول عليها في استرجاع 900 ألف متر مكغب يوميا من الغاز من بينها 500 متر مكعب توجه للتسويق و400 ألف متر مكعب للاستغلال. علما أن هذا المشروع الذي أنجزته شركة كونسورتيوم أ.بي.بي/ساربيي بلغت تكلفته 140 مليون أورو، وفي هذا المحطة الواعدة أكد ولد قدور على أهمية الأخذ بعين الاعتبار مدى نجاعة المشروع قبل إنجازه من خلال إجراء الدراسات الدقيقة وكشف في سياق متصل أن سوناطراك تتأهب من أجل التحضير لمخطط العمل 2020 - 2030، الذي من شأنه التكفل بكل ما يتعلق بنجاعة المشاريع مع إرساء نظام معلوماتي يسهل الاتصال واتخاذ القرار داخل المجمع. وأشرف ولد قدور كذلك في حوض بركاوي على تدشين 92 شقة بغرفة على مستوى قاعدة الحياة الجديدة المخصصة لعمال سوناطراك، وأبدى ارتياحه نظرا لجودة الانجاز والتي توفر جميع ظروف الراحة للعمال.
لعل أهم ما جذب ولد قدور الكفاءات وأبدا اهتماما كبيرا به ووعد بالاستماع إلى الجميع، بل وطالب الاطارات بالاقتراح والابتكار من أحل أداء أحسن، وقال بأنه يضع ثقته فيهم من أجل تشجيعهم للاستثمار من دون رصد أموال على غرار اكتشاف توصل إليه مهندسين في «وورد البغل» يسمح باسترجاع الغاز المنبعث أو المصاحب الذي يستعمل في الآبار النفطية، واغتنم الفرصة ليطالب بتعميم التجارب وتوسيع المشاريع الناجحة على مستوى جميع الحقول، خاصة تلك المتعلقة باسترجاع الغاز المصاحب لاالذي تم استغلاله لاستخراج النفط، ولانه مقتنع بأن توسيع المشاريع من شأنها تخلق التضامن من أجل الوصول إلى خلق القيمة المضافة.
من جهة أخرى، كشف علي نغموش مدير الانتاج بحاسي مسعود، أن حقل حاسي مسعود النفطي منذ أن بدأ استغلاله، استهلك كمية لا تقل عن 150 مليار متر مكعب من الغاز، في إطار عملية استخراج النفط، ولم يخف أنه حان الوقت حتى يتوجه مجمع سونطراك نحو استخراج الغاز من هذا الحقل واسترجاعه، موضحا في سياق متصل بأن العملية لا تكلف أي استثمارات مالية. ويرى أنه من الطبيعي أن يستمر في جر الغاز الطبيعي نحو حاسي مسعود، لضمان السير الحسن لحقول النفط، لكن كل ما يحقن ويستغل في الآبار النفطية من غاز، يسترجع من جديد يوميا، أي بكميات تتراوح ما بين 10 إلى 15 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي النظيف الموجه للبيع والاستغلال.