طباعة هذه الصفحة

«الشعب» تستطلع معهد الفندقة والسياحة ببوسعادة

قلعة تكوين تستجيب لآمال الشباب في ولوج عالم الشغل

المسيلة: عامر ناجح

يعتبر المعهد الوطني للفندقة والسياحة المتواجد ببوسعادة، مكسبا من مكاسب التكوين، خاصة وأنه يوفر لصالح المؤسسات السياحية أو شبه السياحية دورات لتكوين إطاراتها استجابة لمتطلبات القطاع من يد عاملة مؤهلة في مختلف التقنيات الفندقية وبشهادات معترف بها دوليا وهو ما جعل الطلب على الالتحاق به في تزايد مستمر من سنة إلى أخرى من الجنسين لولوج عامل الشغل.
يعد معهد الفندقة والسياحة بالمسيلة الثاني من نوعه بعد معهد ولاية تيزي وزو، هو مؤسسة تكوينية تابعة لقطاع السياحة تخرج منه العديد من الإطارات والكوادر بشهادات دولية مكنت الكثير منهم من العمل في كبرى الفنادق العالمية المتواجدة بالدول الأوروبية والصين الشعبية وحتى دول الخليج وغيرها من دول العامل نظرا للتكوين النظري والتطبيقي الذي يحصل عليه الطلبة الذي يشرف عليه كبار الأساتذة المتخصصين في مخلف التخصصات الفندقية.
البداية...
أنش المعهد الوطني للفندقة والسياحة سنة 1971 من طرف الرئيس الراحل هواري بومدين كمركز للفندقة والسياحة استجابة لانشغالات القطاع في تكوين وإعداد التقنيين وسد الاحتياجات المتزايدة للمركبات السياحية والحموية والخدمات الفندقية التي انتشرت آنذاك، وتخرج منه العديد من الإطارات في العديد من التخصصات على غرار مطبخ وتخصص حلويات واستقبال وإدارة فندقية ، وتحول سنة 1989 إلى مركز وطني للتكوين في مجال السياحة ليتحول إلى مؤسسة اقتصادية تجارية بمرسوم وطني وهو ما اثر على التسيير المالي للمؤسسة ليعود خلال سنة 1994 إلى مركز للفندقة والسياحة.
وبمقتضى المرسوم التنفيذي رقم 210 المؤرخ في 17 جمادى الثاني 1433 الموافق ل 09 ماي 2012 الذي يحدد القانون الأساسي النموذجي لمعهد الفندقة والسياحة تلبية لمتطلبات قطاع السياحة في مجال التكوين وإعداد الكفاءات التي تؤطر مجمل الخدمات السياحية عبر تراب الوطني وتدارك النقص الحاصل في اليد العاملة المؤهلة خاصة تلك التي تتعلق بالفنادق والإطعام

هياكل بيداغوجية بطابع عمراني أنيق
من خلال الزيارة التي قامت بها «الشعب» إلى المعهد والوقوف على العديد من الهياكل البيداغوجية المتوفرة والتي بدت في شكل طابع عمراني جميل يحمل تاريخا راق للهندسة المعمارية رغم أن مختلف الهياكل تعاني القدم وهي بحاجة ماسة إلى إعادة تهيئة.
 وبحسب مدير المعهد خيري العربي، فإن المعهد يتربع على مساحة إجمالية تقدر بـ04 هكتارات ونصف به العديد من المرافق منها عشر حجرات للدراسة ومكتبة بأكثر 4600 عنوان وورشة للطبخ وورشة للمطعم وهي ورشات تطبيقه يتلقى الطالب فيها الجانب التطبيقي وورشة أخرى تخص تكوين الإدارة الفندقية بما فيها فندق تطبيقي فيه أكثر فيه 06 غرف وبنفس المقاييس التي تتواجد عليها الفنادق الأخرى وقاعة لمختلف الرياضات وملعب ينتظر تهيئته.
وأشار المتحدث إلى أن النظام المفروض العمل به بالمؤسسة هو النظام الداخلي يتكفل بالطالب بإقامته مدة التكوين ولكن الاستثناءات التي فرضت خلال السنوات الماضية هو التزايد والتوافد الكبير للملتحقين بالمعهد وقلة المرافق المخصصة للإيواء فرض توجيه الطلبة المقيمين بمدينة بوسعادة توجيههم إلى النظام النصف الداخلي، حيث يستقبل المعهد الطلبة من 38 ولاية منتشرة عبر التراب الوطني ويحصى المعهد 354 طالب بين التقني والتقني السامي.

شروط الالتحاق بالمعهد والتخصصات المفتوحة أمام المتكونين
أكد مدير المعهد أن الالتحاق بالمعهد يتم عبر شروط قانونية مضبوط، انطلاقا من الإعلان عن مسابقة الدخول إليه عبر مختلف الوسائل الإعلامية كالإذاعة ومختلف الجرائد الوطنية وعبر شبكات التواصل الاجتماعي، حيث يقبل المعهد الفئات التي تتراوح أعمارها بين 18 و28 سنة ويمنح شهادات تقني بالنسبة للحاصلين على مستوى 02 ثانوي بعد إجراء اختبار انتقائي تدوم مدة التكوين 24 شهرا، وأما بالنسبة للحصول على شهادة تقني سامي يخص حاملي شهادة البكالوريا وشهادة الثالثة ثانوي بعد إجراء اختبار انتقائي ويدوم 24 شهرا، يضاف إليها 06 أشهر كتكوين نظري يتحصل بعدها الطالب على شهادة تقني سامي في التقنيات الفندقية والسياحية.
وأضاف المتحدث، أن المعهد يفتح تكوينا في الفندقة الذي يحتوي عدة تخصصات على غرار تخصص إدارة فندقية ومطعم ومقهى ومطبخ وحلويات ويحمل التكوين في السياحة عدة تخصصات أهمها استقبال وتنظيم تظاهرات وإنتاج وتسويق سياحي ودليل سياحي، مؤكدا أن الشهادات الممنوحة من طرف المؤسسة بعد التكوين شهادات دولية معترف بها وخير دليل على ذلك وجود طلبة يعملون في الخليج وأوربا وما يحسب للمؤسسة هو الاتفاق في الجانب التطبيقي ، حيث تقوم المؤسسة كل موسم بإحصاء المجلس التربوي بالمؤسسة عدد الشعب المفتوحة وعدد المناصب البيداغوجية المطلوبة والتي على أثرها تفتح المسابقة عبر وسائل الإعلام المختلفة وتجرى مسابقة وطنية كتابية وشفهية ، وبالحديث عن طبيعة الدروس التي يتلقاها الطالب نوه إلى أنها نوعان منها الدروس التقنية الخاصة بالتخصصات المتواجدة في الإطعام بالمطبخ أو كما تسمى بالدروس المهنية ودروس تعليم عام كدروس التعليم الثانوي لغات رياضيات تاريخ وغيرها.

تخرج 9000 طالب منذ سنة 1971
كشف العربي خيري مدير معهد الفندقة والسياحة عن تخرج أكثر من 9000 طالب منذ نشأة المعهد سنة 1971  ، بينهم 5٪ من الدول الإفريقية في إطار الاتفاقيات بين الدول والجزائر ، حيث ابرم المعهد عدة اتفاقيات بين الدول الإفريقية كان آخرها إبرام اتفاقية بين سوسة التونسية ومعهد الفندقة والسياحة، حيث تم تكوين أربعة طلبة تونسيين في نفس المواصفات تخصصات المطعم، بينما يتم خلال الموسم الحالي تكوين طالبة كاميرونية في اختصاص الإدارة الفندقية، وفي حين أشار المتحدث إلى أن المعهد يشهد إقبال كبير من قبل سكان الولاية حيث تم إحصاء عدد الطلبة المنحدرون من ولاية المسيلة عرف تطورا كبيرا منذ سنة 2012 حيث كان النسبة تقدر بـ05٪ واليوم   فاقت 30٪، يضيف العربي أن التمثيل النسوي كان في حدود 02٪ سنة 2012 بالمسيلة ووصل اليوم حدود 30٪.
وبالعودة للحديث عن الاتفاقيات الداخلية المبرمة بين مختلف القاعات الوطنية أشار العربي خيري إلى وجود عملية تكوين موازية تخص عمال وموظفي القطاعات الأخرى تندرج في إطار الاتفاقية المبرمة بين المؤسسة ومؤسسات وطنية أخرى على سبيل المثال الاتفاقية المبرمة بين التعليم العالي الخدمات الجامعية والمعهد الوطني للفندقة والسياحة وبين الصحة والمعهد وبين وزارة الدفاع والمؤسسة وأغلبيتها في مجال الإطعام والطبخ بحكم أن هذه المؤسسات تحتاج وبشكل كبير إلى التكوين في جانب الإطعام ، ونوه المتحدث إلى أن المؤسسة بادرت رفقة مدير التربية السابق إلى تكوين طباخي المطاعم خلال العطل أو بالتكوين ألتناوبي إلا أن الأمر لم يحصل نظرا لأمور خاصة بالمدير حالة دون ذلك، وفرضت ظهور مبادرات فردية لبعض القائمين على المطاعم المدرسية من حمام الضلعة ومقرة.
تحسين مستوى المستخدمين
أكد مدير المعهد الوطني للفندقة والسياحة خيري العربي أن هذا الأخير يسعى إلى سد العجز المتواجد في الحظيرة الفندقية خاصة وأنها في توسعة كبيرة ومستمرة ومجملها تعاني من الجانب الخدماتي على مستوى المؤسسات واليد المؤهلة وضمان التأطير التقني والتقني سامي المؤهل للمؤسسات السياحية وضمان طرفي المعادلة تكوين وتشغيل وكذا تزويد مختلف مؤسسات الاستغلال الفندقي والحموي بالإطارات المؤهلة ناهيك عن تطوير وتحسين المستوي المهني لمستخدمي القطاع الخاص والعام الناشط في ميدان السياحة والفندقة ومن خلال اتفاقيات بين المعهد والمؤسسات المعنية.

العجز المـــالي يحــــول دون مواكبة الطلبــــة التكويـــن الحديـــث
تعتبر الهياكل والتجهيزات التي يتعمد عليها الطلبة في التكوين قديمة جدا ولا ترقى لسد حاجات الطلبة لاستعمال الوسائل الحديثة التي باتت متواجدة في جميع الفنادق وقد ارجع مدير المعهد هذا إلى العجز المالي الذي تعرفه المؤسسة والذي يعتبر نقطة سوداء في التسيير بحكم أن ميزانية التسيير لم تتلق أي دعم مادي منذ سنة 2006، يضيف أن التجهيزات قديمة قدم نشأت المعهد منذ سنة 1971 وان المعهد يعتمد الحلول الترقيعية وهذا على الرغم من مراسلة الوزارة الوصية عدة مرات وعبر العديد من المناسبات، بالإضافة إلى اهتراء المباني التي تعرف التشققات التي غالبا ما تكون سبب في تسرب مياه الأمطار إلى الداخل ، وهذا رغم تلقي المعهد وعود ولكن لاشي ظهر لغاية اليوم.
 وفي قضية المناصب كشف خيري أن هناك 07 مناصب مجمدة في مختلف التخصصات بقرار الوزير الأول السابق رغم مراسلة هذا الأخير على أساس منح للمؤسسة ترخيصا التوظيف حرمت التجهيزات القديمة، بحسب المتحدث، الطلبة من مواكبة عصرنة التجهيزات عبر كبرى الفنادق، مشيرا إلى أن الطلبة المتربصين ما يزالون يستعملون وسائل جد بدائية ولا تواكب الوسائل التي تمتلكها كبرى الفنادق ولما يلتحق الطالب بإحدى الفنادق الفخمة لا يستطيع التأقلم مع الوضع، فيتم توجيهه إلى أشغال أخرى كتقشير البطاطا أو غسل الأطباق.

طلبة يطمحون إلى ولوج عالم الشغل في تخصصاتهم
اتفق جميع طلبة المعهد ممن تحدثوا ل «الشعب» على أهمية التكوين الذي يتلقونه بالمعهد أملا منهم في ولوج عامل الشغل في إحدى الفنادق أو المؤسسات الخاصة أو الاعتماد على أنفسهم في فتح مطاعم وخلق مناصب شغل أخرى لغيرهم من الشباب ومن بين هؤلاء بن لونيس أيمن المنحدر من مدينة بوسعادة والذي أكد انه اختار التكوين في الفندقة والسياحة لأنها مهنة شريفة خاصة وان حلمه هو البحث عن وظيفة في مجال التكوين والاستقرار، ونفس الشيء ذهبت إليه الطالبة إيمان زابي التي أشارت إلى أنها تحب مهنة الفندقة منذ الصغر وتطمح إلى خلق مشروع كفتح مطعم ولم تنف في حالة عدم الظفر بمشروعها أن تتوجه إلى مهنة بأحد المطاعم أو الفنادق، وفي ذات الجانب نوه الطالب تنة حسين المنحدر من مدينة برج بوعريريج اختصاص تقني مطعم انه سيعمل جاهدا على تحقيق إضافة للسياحة في الجزائر.