طباعة هذه الصفحة

قبل انطلاق تشغيل محطة الميترو

ساحة الشهداء تعود بحلّة جديدة

حامد حمور

يتابع سكان الأحياء الشعبية للقصبة وباب الوادي بشغف كبير « الرتوشات « الأخيرة التي يتم إجراؤها تحسبا لفتح خط توسيع الميترو الرابط بين البريد المركزي وساحة الشهداء.. و بالتالي التمكن من استعمال هذه الوسيلة الى غاية محطة الحراش.

الكثير من المارة يتوقفون أمام محطة ساحة الشهداء للاستفسار و» التدقيق « في الانجاز المعتبر الذي يقترب من « لحظة الحسم والانطلاق في الخدمة «، خاصة وأن هذه المحطة ستعطي لهذا المشروع الكبير للعاصمة دفعا مميّزا لقطاع النقل بها.

حلم يتحقق...

بدخول هذه الوسيلة الحديثة حيز الخدمة على مستوى هذه المحطة بعد التمديد الذي بلغ 1.7 كلم سيكون بمثابة تغيير كبير في حياة الألاف من المواطنين بالأحياء الشعبية المذكورة، أين يتسنى لهم استعمال الميترو للذهاب لنقاط عديدة من العاصمة للالتحاق بالعمل أو الدراسة في الصباح والعودة في المساء في ظروف جد مريحة وفي وقت قياسي وخاصة للمتوجهين الى مستشفى مصطفى باشا باول ماي.
المهم أن حركة غير عادية تعرفها هذه الأيام ساحة الشهداء التي استعادت جمالها بنزع الصفائح الفولاذية التي كانت موضوعة للورشة حيث قال لنا أحد الكهول الذين التقيناهم: « أصبحت ساحة الشهداء مضيئة، جميلة، منشرحة، واسعة ومميّزة بمحطة للميترو، إنه حلم تحقق..  لم أكن أدري أن الأشغال ستكون بهذا الجمال من جهة ومن جهة أخرى، فإن الميترو سيقدم الكثير لسكان باب الوادي والقصبة وسكان الأحياء العاصمية الأخرى الذين بإمكانهم التواجد في وقت قياسي في هذه الساحة «.
القائمون على هذا المشروع « تفننوا» في إعطاء هذه المحطة ميزتها من خلال التجانس الكبير الذي لمسناه عند نزع « أثار الورشة « حيث أن المساحات الخضراء الواسعة تقدم إضافة لهذه المحطة التي لها موقع استراتيجي لتواجدها بين حي القصبة العتيق والطريق المؤدي الى باب الوادي، خاصة وأنه تم وضع مدخلين يقودان إلى رصيف محطة الميترو أو للخروج منه، الأول في الساحة الرئيسية والثاني قريب من « زوج عيون وهو الطريق المؤدي إلى باب الوادي.

تقاطع العصرنة والتاريخ

وما يزيد من ميزة هذه المحطة هو الاكتشاف الذي تم عند انطلاق الأشغال والمتمثل في المدينة عبر الحضارات المتعاقبة والأثار موجودة بمحاذاة المحطة، أين تم تقديم كل التفاصيل عن الاكتشاف في لوحات تم وضعها، والتي عرفت « نجاحا « كبيرا لدى المارة الذين يحاولون معرفة وبدقة كبيرة أثار تلك البنايات القديمة والغوص في ماضيها..
وصادف وقوفنا أمام المتحف في الهواء الطلق أن شابا كان بصدد قراءة لعجوز ما كتب على اللوحات التي تم وضعها حول هذا المتحف حيث بدت العجوز تتابع باهتمام كبير، وقالت: « لما سمعت أنه تم إعادة فتح ساحة الشهداء وانتظار تدشين الميترو، جئت من بعيد لرؤيتها، أنا « بنت القصبة « وغادرت هذا الحي منذ سنوات طويلة، لكنني ما زلت متعلقة به..  خاصة وإنني سمعت عن اكتشاف مدينة أثرية وتشوقت لمشاهدتها عن قرب «...
تركنا هذه العجوز وانتقلنا إلى مدخل المحطة الذي تجري فيه الأشغال بوتيرة منطقية، لا سيما وأن العمليات تبدو أنها في نهايتها وسألنا بعض العمال عن الموعد الذي سيتم خلاله تدشين الميترو، فرد أحدهم: « ربما خلال أيام قليلة فقط «..  ويبدو أن الأمور تسير في ظروف مواتية لاستلام هذه المحطة خلال الأيام القليلة القادمة.
هكذا يكون خط ساحة الشهداء عبارة عن «جرعة أوكسجين» بالنسبة للعديد من السكان الذين ينتظرون هذه الفرصة التي تسمح لهم بالحصول على قفزة نوعية في طريقة تسيير يومهم من ناحية التنقل من جهة ومن جهة أخرى، فإن « الحلّة « الجديدة لساحة الشهداء تعد جد مريحة لركاب الميترو وسكان القصبة والأحياء المجاورة، خاصة وأن عملية التهيئة مست كل المحيط القريب من الساحة الرئيسية، فالعمارات المجاورة تصنع ديكورا أبيض على محطة ستنير أيام سكان الأحياء الشعبية المجاروة وتعطي شحنة حقيقية للمحلات التجارية والسوق التقليدي و» زنقة العرايس « بتوافد الزبائن من مختلف الأحياء العاصمية...  
تبين أن الجهود المبذولة من طرف السلطات العمومية في مجال النقل بالعاصمة أعطت ثمارها، وعدد مستعملي الميترو والتراموي في تزايد مستمر حيث أن فتح هذه المحطة الجديدة سيرفع من وتيرة استعمال قطار الأنفاق العاصمي، وبالتالي خفض حدة الازدحام المروري التي تعرفها بعض شوارع العاصمة التي أصبحت على مشارف استعادة خصوصيتها السياحية.