طباعة هذه الصفحة

المركب الجهوي «سيدي يحيى» ببسكرة تحفة طبيعية

مصدر لتنويع الاقتصاد والترويج للسياحة الصحراوية

استطلاع سهام بوعموشة

 مشاريع عديدة جاهزة في شهري أفريل وماي في خدمة السياح

يعد المركب المعدني «سيدي  يحيى»، الواقع في ولاية بسكرة التي أضحت قطبا فلاحيا وسياحيا، مكسبا للسياحة الوطنية، وهو ثمرة الجهود التي بذلتها الدولة الجزائرية في تسهيل إجراءات الاستثمار وتشجيع  المتعاملين الخواص في مجال السياحة الحموية، لاستقطاب السياح نحو السياحة الداخلية بدل ذهابهم للخارج لقضاء عطلتهم، باعتبارها مصدر من مصادر تنويع الاقتصاد الوطني، بحيث يتوفر على خدمات فندقية جيدة، هذا ما لمسناه لدى زيارتنا للمركب. 
انطلق مشروع المستثمر الطيب الوردي في فيفري 2013 وانتهى في سبتمبر 2016، ثم استقدم اليد العاملة المؤهلة في الإطعام والاستقبال وهم شباب متخرجون من المعاهد، تم اختيارهم على حسب المهنة من باتنة وبسكرة وتيزي وزو، ورغم تكلفة المشروع، إلا أن الوردي مرتاح لسماع الزبائن يثنون على الخدمات التي يقدمها المركب السياحي ويقصدونه في فترة العطلة، بعدما كانوا في السابق يسافرون نحو تونس نظرا لافتقار المنطقة لمثل هذه المركبات السياحية، قائلا أن رضا الزبائن يشجعه ويحفزه على المضي قدما بأن جهده ومشروعه أثمر إيجابا.
أضاف الوردي في حوار خصّ به جريدة «الشعب»،  أن الزبائن يأتونه من جميع الولايات حتى الأجانب فقد راسلت المركب وكالات سياحية من بلجيكا وروسيا، لإبرام عقد يتم بموجبه إحضار السياح إلى بسكرة. علما أن فئة المسنين والمرضى تقصد المركب بشكل كبير، لكن المشكل بحسب هذا المستثمر هو عدم وجود اتفاقية مع مصلحة الضمان الاجتماعي التي تتعامل مع القطاع العمومي فقط وليس الخواص، قائلا: «طرحت هذا المشكل على وزير السياحة ليرى إمكانية إبرام اتفاقية مع وزارة العمل بهذا الخصوص، هذا هو الإشكال القائم لحد الساعة».
يقدم المركب الحموي «سي يحيي» الذي يشتغل به 130 عامل للزبائن خدمات متعددة فهو مشروع متكامل يضم كل المرافق لجلب السائح الجزائري، من حمام بالمجان، عيادة إعادة التأهيل الحركي والوظيفي، محلات لبيع منتجات تقليدية، مسجد للصلاة، قاعة متعددة الخدمات لتنظيم محاضرات والأعراس وخيمة للمأكولات التقليدية، كما يضم المركب سبعين غرفة وهناك مشروع مدينة مائية  سيفتتح في شهر أفريل.
بالإضافة إلى منتزه  يضم ألعاب للأطفال في مرحلة التوسعة والتأهيل، ومركز تجاري و24 مخيما  بصدد الانتهاء من انجازها بنسبة تقدم الأشغال تقدر بـ 70٪، كما يتوفر على المسابح منها مسبحة مغطاة مخصصة للنساء ستكون جاهزة في شهر ماي، وهي بمثابة قرية سياحية يجد السائح فيها ما يريده من خدمات.

مشروع إنجاز فندق يضّم 52 غرفة خلال سنة

بالمقابل كشف الوردي عن مشروع انجاز فندق بمحاذاة محطة الحافلات، يضم 52 غرفة وخلال سنة سيكون جاهزا، وبحسب هذا المستثمر فإن الأسعار معقولة جدا وفي متناول الجميع.
أما فيما يخص النقل فإن هناك حافلة لإحضار السياح من المطار، وتقوم بجولات سياحية إلى سيدي عقبة، الغوفي، القنطرة ومختلف الأماكن السياحية بولاية بسكرة، إلا أن الحافلات التي كانت تنقل السياح من المركب إلى المدينة  توقفتا لأن الناقلين الخواص بالولاية احتجوا وطلبوا أن تعمل الحافلتان بالمجان فتوقفتا بسبب الذهنية الضيقة لهؤلاء، وهما الآن في الحظيرة.  ودعا هذا المستثمر الطموح المستثمرين لأن تكون لهم نية صادقة وينجزوا مشاريع تخدم الوطن.
قائلا: «لدينا الإمكانيات ينقصنا الرجال المخلصين للاستثمار في كل القطاعات ليست في قطاع السياحة فقط، بسكرة فيها مشاريع كبرى لمستثمرين لو تنجز تصبح أفضل من مراكش، لاسيما وأنها شهدت نهضة خلال السنوات الأخيرة وأصبحت قطبا فلاحيا وسياحيا». لكن المشكل بالمركب هو نقص في الأطباء المختصين في التدليك الطبي هناك واحد فقط يشتغل بعيادة المركب، لأن الأشخاص المسنين يقصدون المركب  من أجل التدليك الطبي، علما أن هذا النوع من الأطباء المختصين يشتغلون في القطاع العمومي مدة سبع سنوات كي يحصلوا على شهادة لفتح عيادة خاصة، وبالتالي لا يعملون عند العيادات الخاصة.
أضاف صاحب المركب المعدني، أنه تطرق لهذا الانشغال مع  وزير السياحة لدى زيارته للمنطقة،  لتكون هناك إمكانية إبرام اتفاقية مع وزارة الصحة في هذا المجال، وترسل لهم طبيبين اثنين على الأقل  مما سيرفع من عدد الخدمات. ولدى تقربنا من بعض العائلات التي التقيناها بالمركب لمسنا عندهم إعجابا بالخدمات المقدمة في المركب الحموي سيدي يحيى.
تجدر الإشارة إلى أن الطيب الوردي هو مستثمر من ولاية باتنة، كان يشتغل مقاول في ورشات البناء بولاية بسكرة لمدة طويلة، أراد الاستثمار في بلده في مجال السياحة لاستقطاب السياح الجزائريين وجعلهم يقضون عطلتهم في بلدهم بدل التنقل نحو الدول المجاورة والأوروبية لقضاء عطلهم، فأنشأ مشروعه المتمثل في مركب حموي «سيدي يحيى»، الذي جاء صدفة حين كان جالس مع أحد أصدقائه الذي دعاه لزيارة مكان يسمى «عين الحامية»، هذه الأخيرة كان ينبع منها ماء ساخن فإهتدت له فكرة استغلال هذه المياه بدل ضياعها في الأرض، على اعتبار أن المكان لم يتم استغلاله من أي شخص.
فإتصل بمديرية الري لولاية بسكرة للحصول على رخصة حق الاستغلال، وبناء عليها قام بإعداد ملف، ثم شرع في الانجاز بعدما قام بتحليل المياه، بحيث اكتشف أنها معدنية ولها فوائد في علاج أمراض الجلد والمفاصل وغيرها من الأمراض، مشيرا إلى التأخر في منحه رخصة البناء.