طباعة هذه الصفحة

«الشعب» تستطلع أجواء الامتحانات بمدارس العاصمة

تنظيم محكم ورقابة مشدّدة على مراكز إجراء شهادة التّعليم الابتدائي

خالدة بن تركي

 الأولياء يشتكون كثافة المواد ويطالبون بإعادة النّظر في البرنامج
 جمعية أولياء التلاميذ: «إمتحان السانكيام رمزي وليس تعجيزيا»

شهدت المدارس في الساعات الأولى قبل انطلاق امتحانات شهادة التعليم الابتدائي «السانكيام» إقبالا من طرف مصالح الأمن التي عملت على توفير الأمن لأزيد من 700 ألف تلميذ، بالإضافة إلى حضور الأساتذة الحراس وإدارة المؤسسات قبل التلميذ من أجل مباشرة التحضيرات المتمثلة في تعليق القائمة الإسمية للممتحنين ومراقبة الأقسام لتوفير الأجواء المناسبة والتغلب على الخوف الموجود لدى التلميذ.
قامت «الشعب» برصد أجواء امتحانات مرحلة التعليم الابتدائي «السانكيام» من خلال الجولة الإستطلاعية التي قادتنا لبعض الابتدائيات على مستوى بلديتي الجزائر الوسطى القصبة، وكذا نقل بعض الأجواء في كل من مدارس بلديتي واد السمار وتماريس ببرج الكيفان أين شهدت المدارس بنصف ساعة قبل الانطلاق الرسمي للامتحان حضورا جماعيا للتلاميذ رفقة أوليائهم من اجل تقديم الدعم النفسي لهم والقضاء على هاجس الخوف الذي دفع البعض منهم للبكاء، في حين عبر البعض الآخر عن ثقتهم بنفسهم وبقدراتهم في اجتياز الامتحان الذي وصفوه  بالعادي وكسائر الامتحانات السنوية.

العامل النّفسي للتّلميذ والقضاء على هاجس الخوف أولى اهتمام مدارس العاصمة

أكّدت شهادات بعض الأساتذة الذين تحدثت إليهم «الشعب» خلال زيارتها الميدانية التي قادتها لبعض مراكز الامتحان بالعاصمة، أن الادارة عملت هذه السنة على تهيئة التلميذة نفسيا وتحسسيه بالراحة من خلال تقديم توجيهات وتوضحيات حول سير العملية والقائمة الاسمية التي تتضمن أسماءهم قبل الدخول رسميا إلى الأقسام للشروع في الامتحان المصيري، في حين أكدت شهادة إحدى المعلمات التي قامت بالحراسة أن العملية سارت بوتيرة حسنة وبصرامة من اجل تحقيق الشفافية، وجعل التلميذ يعتمد على نفسه لكن مع ضرورة توفير جو الراحة له للتخفيف من حدة توتره، خاصة وأن الكثير من الممتحنين كانوا في حالة قلق وتوتر تستلزم الى جانب الأولياء إدخالهم في جو الامتحان دون أي ضغوطات التي قد تؤثر سلبا على مردوده.
وأكدت اغلب المعلمات أن العملية سارت بتنظيم محكم من طرف المؤسسات لضمان الشفافية والنزاهة في امتحانات «السانكيام»، وكذا لجعل التلميذ يعتمد على نفسه في جو منظم ومريح يضمن الراحة النفسية للممتحن الصغير، تقول المعلمة بالنظر إلى صغر سن أغلبهم الذي يتراوح بين 10 و11 سنة.

أولياء التلاميذ يستحسنون التّنظيم المحكم في المدارس ويستنكرون كثافة المواد

 استحسن عدد من الأولياء الذي وجدناهم أمام أبواب المدارس بكل من بلديتي الجزائر الوسطى القصبة وواد السمار التنظيم المحكم سواء من ناحية الأمن أو إدارة المؤسسات، التي عملت على حد تصريح إحدى الأولياء التي كان ابنها مقبلا على امتحان شهادة التعليم الابتدائي أن الأجواء من الناحية التنظيمية على مستوى إدارة المؤسسة جيدة بالنظر إلى التحضير الجيد.
من جهتهم أبدى بعض الأولياء الذي وجدناهم أمام مدرسة حظيرة غالون استياءهم من كثافة البرنامج الذي وصفوه بالكثيف بالنظر إلى الضغط الممارس على التلميذ بالرغم من نصف الساعة التي منحت له بين المادتين للمراجعة إلى أن اجتياز امتحان مصري في 3 مواد في يوم واحد يعتبر ضغطا على التلميذ خاصة في هذه المرحلة التي تمتاز بصغر سن المجتازين وعدم القدرة الكاملة على الاستيعاب.
من جهتها قالت إحدى الأولياء بمدرسة المعراج بالجزائر الوسطى، أن الامتحان تغير مقارنة مع ما سبق من ناحية عدم خروجهم بين مادة وأخرى، في حين أشارت إلى ضرورة مراجعة برنامج امتحان شهادة التعليم الابتدائي من ناحية كثافة المواد خاصة في الفترة الصباحية التي تضم مادتين أساسيتين اللغة العربية كمادة أساسية والرياضيات التي تتطلب تركيزا كبيرا، في حين ضمت الفترة المسائية امتحان اللغة الفرنسية الذي استغرق ساعة ونصف ابتداءً من الساعة 15:00 إلى 16:40.

التّلاميذ حاضرون وواثقون في اليوم الموعود

أبدى عدد من التلاميذ المقبلين على اجتياز شهادة التعليم الابتدائي في كل من بلديتي واد السمار وبرج الكيفان استعدادهم للامتحانات التي وصفوها بالعادية بالنظر إلى البرنامج الدراسي والمراجعة القوية التي تحصلو عليها طوال السنة على مستوى مدارسهم، خاصة وان امتحان الفصلين كانا بمثابة تجربة لهم للإقبال على اجتياز الامتحان المصيري، حيث قالت إحدى الممتحنات بالمدرسة 1 ببلدية واد السمار «أنها مستعدة لاجتياز الامتحان وواثقة من قدراتها خاصة وانها قامت بمراجعة مطولة للدروس مع معلمتها، في حين قال آخر «أن المراجعة القوية مع العائلة ستؤدي إلى النجاح»، وأكد آخر بشأن سهولة الامتحان أن التحضير والمراجعة هما مفتاحا النجاح».
هي شهادات أغلب التلاميذ المقبلين على اليوم الموعود، غير أن ما رصدته «الشعب» هو الثقة الكبيرة في نفسية التلميذ المتمكن والواثق اليوم من إمكانياته رغم حالات القلق والتوتر النفسي التي صاحبت البعض منهم.

وجبات جاهزة وبقاء إجباري للتّلاميذ بعد الإمتحان ببعض المؤسّسات

وعلى خلاف السنوات الماضية، ما ميّز امتحان شهادة التعليم الإبتدائي هذه السنة، أن التلاميذ لا يخرجون للراحة ولا يتحدثون مع أوليائهم لامتصاص الخوف فيهم إلا بعد انتهاء الامتحان في الفترة المسائية، وهذا ببعض المدارس بالعاصمة في حين عمدت الأخرى على تقديم وجبات كاملة للتلاميذ ومن ثم الخروج إلى المنزل للمراجعة والتحضير للمادة الفرنسية التي كانت انطلاقتها من الساعة 15:00 إلى غاية 16:30.
وهي العملية التي قال بشأنها الأولياء أنها جيدة بالنظر إلى صعوبة البعض في اصطحاب أبنائهم الى المنزل للمراجعة. خاصة وان المجال مفتوح بالمؤسسة، في حين أكد بعض الأولياء الذين وجدناهم أمام باب المؤسسات في انتظار أبنائهم، ضرورة المراجعة في المنزل تحضيرا لمادة الفترة المسائية طالبين في ذات السياق الجهات الوصية مراجعة البرنامج المكثف.
وعلق أحد الأولياء حول توقيت امتحان مادة الفرنسية، انه كان من الأجدر أن يقام الامتحان على يومين بدل يوم واحد لتخفيف الضغط على أبنائهم وتسهيل عملية المراجعة عليهم.

رئيس جمعية أولياء التلاميذ خالد احمد لـ»الشعب»:
تدريب التّلميذ على المشقّة والتحمل ضروري قبل الوصول للامتحان المنعرج

أكّد رئيس جمعية أولياء التلاميذ أحمد خالد في تصريح لـ «الشعب» على ضرورة تدريب التلميذ على تحمل المشقة والتعب في البرنامج قبل الوصول إلى امتحان المنعرج البكالوريا، موضحا بشأن طلب الأولياء حول كثافة البرنامج أن امتحان المواد الأساسية رمزي على اعتبار أن الامتحان الحقيقي يتم في المواد 5 الأخرى التي يكون على أساسها التقييم الحقيقي، في حين أن ما اجتازه التلميذ اليوم يعتبر امتحان رمزي .
وأوضح أحمد خالد أن أسئلة امتحان «السانكيام» كانت بسيطة ووضعت من طرف مختصين وخبراء اشرفوا عليها وهي في متناول الجميع، مشيرا بشان طلب الأولياء انه لا يستند لأي قاعدة أساسية لان الولي لا يمكن أن يتحول إلى طبيب نفسي كي يعلم ما هي الصعوبات التي تواجه التلميذ في الامتحان خاصة عندما يشرف عليه مختصين.