طباعة هذه الصفحة

«الشعب» ترصد الهبّة التضامنية بسوق الجملة «الكرمة»

تموين أكثر من 87 جمعية ومطاعم الرحمة بمختلف أنواع الخضر

وهران: براهمية مسعودة

مواصلة دعم العمل الخيري

تعددت مظاهر التكافل الاجتماعي والعمل الخيري; بعاصمة الغرب الجزائري، وهران خلال هذا الشهر الفضيل، رافعة بذلك حدّة التنافس بين المنظمات والجمعيات الإنسانية والخيرية، وكذا المتعاملين الاقتصاديين ورجال المال والأعمال.

برزت جليا قيمة التكافل والتعاون بكافة أنواعه وأشكاله المعروفة في مختلف الولايات الجزائرية بـ»القفة الرمضانية» وموائد الإفطار الجماعي وتوزيع المواد الغذائية الأساسية مجانا وغيرها من التبرعات والصدقات الموجهة أساسا لإفطار الصائم أو مساعدة الأسر المعوزة والفقيرة على نفقات هذا الشهر.
«الشعب» رصدت هذه الصور المشرفة لأبناء الوطن، خلال زيارتها الأخيرة، لسوق الجملة للخضر والفواكه، الكائن ببلدية الكرمة، جنوب وهران، وذلك في إطار الهبة التضامنية لهذه المؤسسة الاقتصادية الرامية لتوفير مختلف أنواع الخضار والفاكهة للجمعيات المحلية المهتمة بالعمل الخيري.
ناهز عدد الجمعيات والجماعات المستفيدة من هذا الدعم الذي يقدم كل يوم سبت من رمضان،نحو 87 جمعية، لترتفع بذلك الكمية الكلية المتبرع بها خلال الفترة الممتدة من 19 ماي إلى 1 أوت إلى ما يزيد عن 20 طن من البطاطا و16 طن من الطماطم و4 طن من البصل و3 أطنان من الجزر و25 قنطار من الفلفل و7 قناطير من الجلبان، إضافة إلى 4 طن من التمر وكميات معتبرة من الثوم والكوسة والخس والخيار والشمندر وبعض أنواع الفاكهة الموسمية، وذلك بهدف مساعدتهم على تحضير وجبات الإفطار بمطاعم الرحمة المنتشرة عبر إقليم الولاية.
في هذا الصدد، أوضح مدير سوق الجملة، بوسعادة عبد الحق أن عملية التوزيع تخضع لفاعلية أداء الجمعيات وعدد المطاعم المفتوحة، مستدلا بالهلال الأحمر الجزائري، الذي خصصت له حصة مضاعفة، كغيره من الجمعيات والمؤسسات المعروفة بنشاطها الخيري، حتى تتمكن من التكفل بأكبر عدد من المعوزين وعابري السبيل والأشخاص بدون مأوى.
اعتبر بوسعادة أنّ هذه المبادرة، المنظمة بالتنسيق مع وكلاء سوق الجملة للخضر والفواكه، تحولت إلى موعد هام يتوخى تقديم الدعم للأشخاص الذين هم في أمّس الحاجة إليه من خلال الجمعيات الخيرية والمنظمات الإنسانية، بغية تكريس القيم النبيلة للتضامن والتآزر وتقديم العون والمساعدة التي تميز المجتمع الجزائري.
 من جانبه، أكّد بن خباز حميد، رئيس الفيدرالية الولائية لوكلاء تجار الجملة للخضر والفواكه سعيهم المتواصل من أجل تحقيق الأهداف الإنسانية المتوخاة من هذه العملية التضامنية، مؤكدا أنها ستتواصل كل يوم سبت وإلى غاية نهاية الشهر الفضيل، رغم عدم استجابة أغلب الوكلاء.
 حيث أشار بن خباز إلى انخراط زهاء 40 وكيلا في هذه العملية من أصل 220 وكيل مسجل بالسوق، إضافة إلى عدد قليل من تجار التجزئة، موجها نداء إلى كافة التجار والمتعاملين الاقتصاديين بالمساهمة في إنجاح العملية التضامنية، ناهيك عن عدم المبالغة في رفع هامش الربح، خلال المناسبات، منوّها في الوقت نفسه بفئة من الوكلاء  يقدمون مساعدات للجمعيات طيلة أيام الأسبوع.

الأئمةوالمجتمع المدني يثمنون المبادرة في طبعتها الثانية

كما تأتي هذه الخطوة لتعزيز مختلف المبادرات الإنسانية وكل أنواع الأنشطة التطوعية التي تنظمها مؤسسات المجتمع المدني من أجل النهوض بثقافة التضامن والتكافل الإنساني، تماشيا مع قيم وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف.
يقول الدكتور سمير عمر، إمام مسجد لقمان بحي بوعمامة الشعبي بوهران والذي حضر جانبا من هذه العملية، أن التّعاون والتضامن من القيم الإنسانيّة العظيمة، التي دعا إليها ديننا الحنيف وجعلها من أهمّ الواجبات والفرائض الإسلامية، معتبرا أن «جمع المساعدات ودعوة الناس إليها، من أهم مظاهر التكافل الاجتماعي الذي يتفرد به الشهر الكريم عن غيره من الشهور ويتميز به المجتمع الجزائري دون غيره».
كما عبر الشيخ عمر عن افتخاره واعتزازه لما حققته هذه الحملة التضامنية من أهداف ومبادئ، موجها رسالة إلى الأغنياء والمقتدرين ماديا لاغتنام هذه الفرصة والفوز بالأجر الكبير والثواب العظيم، نظرا لفضائل وكرامات الصدقة والتبرعات ومساعدة الآخرين.
  لقيت مبادرة سوق الجملة للخضر والفواكه بوهران في سنتها الثانية على التوالي استحسانا كبيرا من قبل الجمعيات الذين ثمنوا مجهودات إدارة السوق والفيدرالية الولائية لوكلاء تجار الجملة، لاسيما أنّها توفّر عليهم مشقة البحث عن الخضر التي تدخل كمكونات أساسية في مختلف الأطباق.
 يرى آخرون أنها فرصة سانحة لجميع الجمعيات وفعاليات المجتمع المدني، من أجل تعزيز قدراتهم وتنفيذ برامجهم ومشاريعهم الخيرية التضامنية لفائدة الأشخاص المعوزين وغير المقتدرين ماديا، ولاسيما أنها زاد عابري السبيل والأشخاص بدون مأوى وحتى العمال الوافدين من خارج الولاية ودول أخرى، تعاني التخلف والأزمات.
———