طباعة هذه الصفحة

«الشعب» تستطلع الطّفرة الاقتصادية لتحويل الفوسفات ببئر العاتر

مشروع صناعي ضخم والشّراكة الجزائرية ـ الصّينية ترسّم ملامحها بتفوّق

تبسة :استطلاع: ــ العيفة

 خطى ثابتة والاقلاع الاقتصادي والاجتماعي نهضة استثمار وتثّمن

1200 عامل في انطلاق المشروع والرّقم يتضاعف

عرفت ولاية تبسة خلال هذه السنة زيارة العديد من أعضاء الحكومة لأهمية المشاريع الجاري إنجازها، وللديناميكية التي تعرفها مختلف قطاعات الولاية، وسهر السلطات الولائية على إتمام المشاريع في آجالها المحددة، وجلب استثمارات هامة للنهوض بمختلف القطاعات.
تستعد الولاية لاحتضان مشروع صناعي ضخم في إطار الاستثمار العمومي، والمشروع يتمثل في الشراكة الجزائرية - الصينية، بمنطقة الحدبة ببلدية بئر العاتر، ويشمل منطقة التوسع لاستخراج مادة الفوسفات، والمشروع المندمج بشراكة مع عدة مؤسسات وطنية وأجنبية.
ويندرج هذا المشروع ضمن تحديث وتطوير استغلال الثروة المنجمية بتبسة، سيما في مجالات استغلال مادة الفوسفات ومعالجتها وتحويلها الى مادتي الحامض الفوسفوري والحامض الكبريتي والمواد الكيمياوية ذات الصلة، ومن ثمة تسويقها.
يمكّن إنجاز هذا المشروع من امتصاص البطالة بالمنطقة خصوصا اليد العاملة والمؤهّلة، حيث من المقرر تشغيل أزيد من ألف منصب شغل، تعمل على استخراج وتأهيل مادة الفوسفات الذي يحول جزء منه للتصدير، والجزء الآخر للمعالجة على مستوى 03 مركبات صناعية بالعوينات، وواد الكبير بسوق أهراس، وحجر السود بسكيكدة، وآخر بولاية عنابة.

و كان والي الولاية قد أكّد سابقا أن الاستثمار بالحدبة، سينطلق رسميا، وعند بداية المشروع سيوفر 1200 منصب عمل، وسيتزايد بالتدريج الى ان يصل الى حد الذي نأمل فيه بالقضاء على البطالة بمنطقة بئر العاتر، خاصة وأن المؤسسة ستنصب بعين المكان، للانطلاق في مباشرة انجاز الهياكل القاعدية، ووسائل الاستغلال.
ولتفعيل العملية، حظيت الولاية بزيارة وفد عن الشركة الصينية « سيتيك وينغفو» (citik wingfu)، مرفوقا بالرئيس المدير العام لشركة مناجم الجزائر «منال»، ممثل عن وزارة الصناعة والمناجم، نائب الرئيس المدير العام لشركة سنتراك، رئيس مشروع استخراج وتحويل الفوسفاط، والرئيس المدير العام لمجمع أسميدال، في زيارة عمل الى ولاية تبسة لمعاينة منجم الفوسفات بمنطقة الحدبة بإقليم بلدية بئر العاتر «90 كلم الى جنوب تبسة».
وإلى جانب ذلك سيكون هناك مشروع دراسة لاستغلال منجم الفوسفات ببلدية «العوينات»، في إطار تنويع مصادر الدخل العام وتعزيز الاقتصاد الوطني والتقليل من تبعيته للمحروقات، الذي سيمكن من خلق قيمة مضافة للولاية بتوفيره لمناصب شغل قارة، خاصة وأن الدولة تولي أهمية خاصة لمشروع استغلال فوسفات ببلاد الحدبة بجنوب الولاية بغلاف استثماري فاق الألف مليار دينار، وسيعمل على إنتاج 10 مليون طن من الفوسفات وغاز الأمونياك والأسمدة الفوسفاتية ليعود بالفائدة على ولاية تبسة ويخلق ديناميكية اقتصادية تساهم في تدوير عجالة التنمية بها.
وتبلغ القدرة الإنتاجية لخام الحديد بولاية تبسة من منجمي الونزة وبوخضرة 05 مليون طن خلال السنوات القليلة القادمة، علما أنه هناك دراسات تقنية وجيولوجية تجري لمعرفة حجم المخزون الباطني من الحديد بمنجم الونزة المصنف الأول على المستوى الوطني.

مشروع خط للسّكة الحديدية بين عنابة وجبل العنق
ربط الولاية بالطّريق السيّار شرق - غرب أهم مشاريع الأشغال العمومية

بدأ التحضير لإنجاز منشآت النقل والأشغال العمومية المرافقة لمشروع استغلال الفوسفات بولاية تبسة، وذلك تحضيرا للانطلاق في إنجاز مشروع خط للسكة الحديدية بين عنابة وجبل العنق بتبسة، بتوفير كافة الشروط للانطلاق في تحقيق مشروع خط السكة الحديدية على مسافة 388 كمي المرافق لإنجاز مشروع استغلال الفوسفات وتطوير الصناعات البتروكيميائية، الذي يدخل في إطار مخطط الحكومة لتنفيذ برنامج رئيس الجمهورية، ومن ذلك التنسيق الكامل بين مصالح القطاعين واتخاذ كل التدابير اللازمة لتحرير الرواق الخاص بمسار مشروع خط السكة الحديدية في إطار التصريح بالمنفعة العامة والإسراع في الإجراءات القانونية الخاصة بذلك.
وسيتم ربط هذه الولاية بالطريق السيار شرق - غرب عبر الطريق الوطني رقم 10 الرابط بين تبسة وأم البواقي، ميزانية إضافية للتكفل بأشغال إنجاز شطر إضافي لازدواجية الطريق الوطني رقم 10 على مسافة 13,5 كلم انطلاقا من مفترق الطرق المؤدي إلى بلديتي الحمامات وبئر الذهب وصولا إلى منطقة عين طبة ببئر الذهب على مسافة أخرى بـ 5 كلم بما سيمكن من استكمال ربط ولاية تبسة بولاية أم البواقي ومنها باتجاه الطريق السيار شرق - غرب.
وكانت الولاية قد استفادت سنة 2018 بمبلغ مالي بقيمة 5 مليار دج موجه لتهيئة وتعزيز شبكة طرقات الولاية خاصة بالمناطق النائية بهدف فك العزلة»،
وستكون الانطلاقة على مستوى الطريق الرابط بين بلدية مرسط والحدود الجزائرية-التونسية مرورا ببلدية بوخضرة، أما مدينة بئر العاتر ستستفيد من مشروع لإنجاز طريق اجتنابي على مسافة 16 كلم عند مدخل المدينة من الطريق الوطني رقم 16 الرابط بين ولايتي عنابة والوادي مرورا بسوق أهراس وتبسة، لتفادي الاختناق المروري عبر شبكة الطرقات بهذه المنطقة ذات الطابع المنجمي».

معالجة 50 % من مشاكل السّكن..وتشديد على احترام آجال التّسليم

أكّدت السلطات الولائية على أن مختلف مصالحها عكفت تبعا لتعليمات والي الولاية الذي يتابع دوريا للمشاريع المتعلقة بقطاع السكن منذ ترأسه للهيئة التنفيذية، وعالج 50 بالمائة من مواطن الخلل في بناء السكن بالولاية، والتي بقيت حسب والي الولاية متأخرة بسبب هجرة المقاولين أو مشاكل مالية.
 وأوضح والي الولاية «بأن جلسات الإصغاء والخرجات الميدانية والاجتماعات المفتوحة ساهمت في تذليل الصعوبات، وأثمرت بإعادة انطلاق 5500 مشروع إنجاز سكن في الأشهر الأخيرة، فيما لم تنطلق عملية إنجاز 1600 وحدة سكنية عبر كل بلديات الولاية سيتم التكفل بها لاحقا».
وكان والي تبسة قد أعطى تعليمات إلى رؤساء البلديات والدوائر لأجل غربلة وتصفية الملفات المودعة لطلب السكن بحسب الشروط المنصوص عليها في الاستفادة»، علما أن الأرقام المسجلة لطالبي السكن الاجتماعي التي بلغت 53 ألف طلب على وشك أن تنزل إلى 40 ألفا في حال إعادة الغربلة من جديد وتحويل القوائم.
وقد شدّد عطا الله مولاتي في إطار الزيارات الميدانية الفجائية على ضرورة احترام آجال تسليم المشاريع السكنية في مواقيتها المحددة موجها تعليمات صارمة إلى المقاولين بوجوب التسريع في وتيرة الانجاز والالتزام بالمقاييس المطلوبة، خاصة ببلديات الونزة، المريج، بئر العاتر وصفصاف الوسرى التي تعرف ورشات الخاصة بالسكنات الاجتماعية وبرامج القضاء على السكن الهش، في إطار مواصلة الإستراتيجية المسطرة بغرض تسليم السكنات إلى مستحقيها في اجل أقصاه مع دخول فصل الصيف المقبل.

حملات تنظيف تطوّعية لاسترجاع صورة مدن ولاية تبسة

بغرض تغيير وجه أغلب بلديات الولاية، باشرت عدة مؤسسات رسمية من مديرية التعمير والبناء، مديرية النشاط الاجتماعي، محافظة الغابات، المؤسسة الولائية لتسيير مراكز الردم التقني، مؤسسة نظافة تبسة، الديوان الوطني للتطهير ومصالح بلدية تبسة، حملات لتنظيف المحيط العمراني وتحسين الوسط المعيشي للمواطن لاسترجاع صورة المدينة اللائقة بتاريخها وموروثها الحضاري، وتحضيرا للموسم الصيفي الذي هو على الأبواب.
المبادرة مسّت في أول الأمر عدة أحياء بمدينة تبسة «حي باب الزياتين»، «واد زعرور»، «محيط مقبرة تاغدة»، محور «السكة الحديدية « إلى حي «ذراع الامام»، وتم رفع على إثر الحملة التطوعية الكبرى للنظافة وتحسين المحيط بمدينة تبسة، 3800 طن من النفايات الهامدة و350 طن من النفايات المنزلية، العملية التي حملت شعار «النظافة مسؤولية الجميع».
 وشملت جل أحياء بلدية تبسة، شارك فيها ما يزيد عن 300 عامل من عمال البلديات وجهاز الجزائر البيضاء مع مشاركة فعالة لبعض الجمعيات والمنظمات الطلابية، واستعملت فيها 96 شاحنة مختلفة الأحجام فضلا على 12 آلية، كما تم رفع ما لا يقل عن 1.860 طنا من النفايات خلال حملة التنظيف التي جرت أول أمس ببلدية بئر العاتر (100 كلم جنوب تبسة)، حسب ما علم من مصالح الولاية.

قافلة طبية مختصّة لسد العجز في الخدمات الصحية

وبهدف تغطية النقص الموجود بالقطاع الصحي بكافة دوائر الولاية، فيما يخص بعض الاختصاصات الطبية المطلوبة والتي تعرف طلبا كبيرا، وتقريب الخدمات الصحية المتخصصة المجانية من ذوي الدخل المحدود والمواطنين القاطنين بالأماكن النائية، برمجت عدة قوافل طبية، والتي جاءت بالتعاون مع المراكز الاستشفائية الجامعية بالعاصمة، عنابة، سطيف وبجاية، أجرت 120 عملية جراحية في 09 تخصصات طبية على أيدي أطباء أخصائيين على مستوى 5 غرف جراحية بكل من مستشفيات تبسة، بئر العاتر، الشريعة، مرسط والعوينات، إضافة الى4200 فحص طبي بجميع العيادات والمشافي عبر تراب الولاية، موازاة مع تنشيط ورشات تكوينية يومية يشرف عليها فريق طبي مختص.
وبرمجت قافلة طبية مختصة في جراحة الأنفِ والأذنِ والحنجرة، لمساعدة الفئات الهشة وسكان المناطق النائية، والتي عكست الرغبة الواضحة للسلطات المحلية في الارتقاء بالخدمات الصحية بالولاية والعمل على تغطية العجز في الكادر الطبي المتخصص، حيث تم برمجة 240 عملية، تمكن الفريق الطبي المتكون من 25 مختصا بمعية 03 أطباء تخدير صباح اليوم الأول من إجراء 106عملية جراحية مست فئات عمرية مختلفة فضلا على إجراء أزيد من خمسين فحصا طبيا.

من أجل تنمية حقيقية بتبسة

رافع عطا الله مولاتي والي الولاية لصالح ما تحقق من برامج تنموية، بغية النهوض بها وتلبية حاجيات الساكنة وتحسين إطارهم المعيشي وكشف خلال ترأسه اجتماعا تنسيقيا تحضيرا للدخول المدرسي والجامعي للموسم القادم، عن استفادة الولاية من مبلغ مالي معتبر قدره 278 مليار سنتيم، في اطار الصندوق المشترك للجماعات المحلية، لفائدة تدعيم وتعزيز مشاريع تنموية بها.
وأوضح في هذا السياق «أن هناك مشاريع كانت إلى وقت قريب مجمدة، وبعضها يسير بخطى بطيئة جدا قد تم تحريكها وحلحلتها، وتوفير الدعم اللازم لها ومرافقتها ومتابعتها ميدانيا بصفة دائمة ومستمرة وبعث مشاريع أخرى هامة يجري العمل على انطلاقها، وذلك بفضل خارطة طريق توخاها منذ قدومه على رأس الولاية، وبفضل جهود جبارة شارك فيها الجميع إدارة ومنتخبين».
 وانتقد في السياق ذاته «بعض الجهات السلبية التي تسعى إلى طمس مجهودات الدولة وأعوانها وتقزيم ما أنجز وإعطاء الصورة السلبية للواقع التنموي بالولاية»، مؤكدا «أن ذلك لا يثبط أبدا من عزيمته وعزيمة مصالحه للقيام بواجباتهم كاملة تجاه الولاية، بل سيزيده ذلك إصرارا على مواصلة الجهود لتحقيق الأهداف المرجوة للوصول بتبسة إلى مصاف الولايات الناجحة».