طباعة هذه الصفحة

أستاذ الإعلام والإتصال سمير عرجون لـ «الشعب»:

الإعلام العمومي تعاطى بموضوعية...

حاورته: فريال بوشوية

والالكتروني مطالب بالتوقف عن توجيه الرأي العام

 غياب المصدر الرسمي فتح المجال لانتشار المعلومة المغلوطة 

شدد أستاذ الإعلام والاتصال سمير عرجون في حوار مقتضب لـ «الشعب»، على ضرورة توقف الإعلام الإلكتروني عن توجيه الرأي العام، والقيام بدوره الأصلي ممثلا في نقل المعلومة، كما نوه إلى دور الإعلام العمومي الذي عالج الحراك الشعبي بموضوعية دونما مراعاة مصالح خاصة، وجزم بأن مواقع التواصل الاجتماعي المحرك الحقيقي له، وفي حال تجديدها فإن الحراك لن يستمر أكثر من أسبوع.

-  «الشعب»: كيف تقيمون معالجة الصحافة الوطنية للحراك الشعبي الذي شهدته الجزائر على مدى 8 أسابيع كاملة؟
 سمير عرجون: الصحافة التقليدية من صحافة مكتوبة ومرئيات وبمعية باستثناء الإعلام الالكتروني، مرت تغطيتها ومعالجتها الإعلامية للحراك الشعبي الذي جسدته مسيرات عارمة، مرت بمرحلتين جوهريتين ففي غضون الأسبوعين الأول والثاني اكتفت بدور الملاحظ ولم تتموقع، واقفة بذلك على قدم واحدة، لكنها وابتداء من الأسبوع الثالث أيقنت الصحافة بكل أنواعها بأن الحراك جدي، واتخذت 80 بالمائة منها موقفا مؤيدا، تأتي في مقدمتها وكالة الأنباء الجزائرية والمؤسسة الوطنية للتلفزيون الجزائري، وكذا الإعلام العمومي المكتوب الذي أخذت بدورها موقفا مؤيدا، موقف ينم عن تحرر تام للتعبير أبان عن مكنونات هامة في الإعلام العمومي، صنعت الفارق بينه وبين القطاع الخاص من حيث أهم معيار في مهنة الإعلام  ممثلا في المصداقية، ذلك أن القطاع العمومي تميز بيقظة فعلية للإعلام غير المبني على المصالح يعالج الحدث بكل موضوعية، دونما الخضوع لأي مصلحة كانت.
- وماذا عن الإعلام الإلكتروني الذي يتميز باستقطاب فئة الشباب، على اعتبار أن الأخيرة صانعة الحراك؟
الإعلام الإلكتروني وعلى عكس الإعلام التقليدي على اختلاف أنواعه، كان سباقا إلى تغطية الحراك الشعبي ولم يتردد أبدا في استرجاعه من خلال المعالجة الإعلامية التي واكبت منذ أول جمعة راصدة كل تفاصيله، إلى درجة أصبحت فيه بعض المواقع بمثابة ناطق رسمي باسمه.
البداية كانت جيدة في البداية، لكن من الضروري أن يعود إلى مهمته الأساسية والجمهورية ممثلا في مرافقة ونقل الخبر، لأنه تحول من ناقل للمعلومات إلى موجه ومجند وشاحن يوجه الأشخاص، وذلك بالتوقف عن التحليل وتوجيه الأشخاص في اتجاهات غير صحيحة لا تخدم لا الشعب ولا الدولة.
- أين موقع الاتصال المؤسساتي؟ وهل منصب ناطق رسمي باسمه الحكومة إضافة؟
 الاتصال المؤسساتي ضعيف ورديء جدا، وغيابه فتح المجال أمام الصحافيين الذين يحللون الوضع، والناس يصدقون رجال الإعلام. كما أنه في غياب الاتصال المؤسساتي، غزت المعلومات المغلوطة المعرفة بتسمية «fake news»  وأصبحنا نعرف إعصارا من المعلومات الخاطئة التي وجدت المجال واسعا أمامها، بسبب غياب المصدر الرسمي والخبر الحقيقي الذي يفقد معناه تماما، بعدما أصبح الجميع يقدم أخبارا ويقوم بعملية الاتصال، ومعروف أن كثرة  التواصل بشكل غير رسمي يقتل الاتصال، في غياب المصدر الرسمي الذي يقطع الشك باليقين، وبرأيي فإن كل ما يتم تناقشه من معلومات عبارة عن عملية تجميلية زائفة، لأن الاتصال الحقيقي ينبغي أن يكون في رأسها في الأذهان.
وبالنسبة للناطق الرسمي باسم الحكومة، لم نره كثيرا رغم الأحداث، كما ينبغي على من يشغل المنصب التواصل مع الصحافيين والاستماع لهم، باعتباره حلقة هامة جدا، يجب الاستماع للصحافيين للوصول إلى المواطن.
- ما تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الحراك الذي يدخل أسبوعه التاسع؟
 استنادا إلى آخر إحصائيات أوردتها وزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال والرقمنة، فإن عدد الناشطين في شبكة الانترنت يناهز 21.5 مليون جزائري، ما يعادل 50 بالمائة من الجزائريين، 90 بالمائة منهم بالغون وناضجون، وفي غياب اتصال نوعي ورسمي، فمواقع التواصل الاجتماعي هي من تحرك الحراك، إذ أنه قبل شهرين كان «فايسبوك» باعث الحراك، ولولا هذه المواقع لما كان تسونامي بشري في المسيرات.
وأصبحت بموجب مواقع التواصل الاجتماعي أرضية المطالب واقعا، وعرضت بذلك الأحزاب السياسية والحركة الجمعوية، جمعهم 8 أسابيع كاملة، وإذا كان فايسبوك جمع كافة الشعب، فإن «تويتر» جمع النخبة الجزائرية والمثقفين أينما وجدوا.
وأؤكد لكم أنه لو يتم تجميد «فايسبوك»، فإن الحراك سيتوقف قبل مرور أسبوع.