طباعة هذه الصفحة

الفنّان التّشكيلي مراد قرميط في حوار مع «الشعب»:

معرض الورود في سنوات الجمر منطلقي نحو الشّهرة

أجرى الحوار: علي علياني

 

 يعد الفنان التّشكيلي مراد قرميط أحد صنّاع المشهد الثّقافي بالمدية، حيت مثّلها في المحافل الوطنية والدولية من خلال لوحاته التي تحكي الطبيعة الغناء والتراث والتاريخ .رغم كل هذا العطاء، يعيش اليوم أزمة نفسية حادّة ومشاكل اجتماعية عويصة، أهمها افتقاره لمسكن لائق يأويه وعائلته ويمنحه الاستقرار الذي يحتاجه الرسام. خلال الحوار الذي أجرته معه «الشعب» يناشد الفنان المسؤولين عن قطاع الثقافة والسكن الإلتفات إلى وضعه المزري.

 الشعب: كيف بدأت قصّتك مع الفن التّشكيلي؟
 الفنان مراد قرميط: بدأت رحلتي مبكّرا من مدرسة الفنون الجميلة بمستغانم ثم كمنشّط ثقافي بدار الثقافة حسن الحسني بالمدية، وبما أنّني مولع بالرّسم منذ طفولتي،كنت أستغل أي كراس أو صفحة أو رسالة في الابتدائي وأضع بصمتي عليها، أخط رسومات أو زخرفة. زاد الحب والاكتشاف مع الوقت إلى أن عرضت حوالي 400 لوحة  رسمت خلالها مختلف أنواع الورود على ورق بسيط،  بجامعة البليدة سنة 1999 في أوج سنوات الجمر. كان المعرض بمثابة خطواتي الأولى في عالم الفن التشكيلي، وزاد الأمر تعلقي بالفن والإبداع بعد تفاعلي مع الزوار والمشاهدين لرسوماتي. وفي سنة 2000 زرت وهران في إطار الجامعة الصيفية التي سمحت لي بعرض رسوماتي، ومن هناك بدأت مسيرتي الفنية الحقيقية بمساعدة  أصدقائي الجدد، الذين وجّهوني إلى مدرسة الفنون الجميلة وبها تكونت على يد أساتذة كبار، وزادني احتكاكي ببعض الفنانين الذين زادوا من شحنة وعطائي للفن وحتى الفنانين العالميين الذين أثروا في معظم أعمالي بلمساتهم وتقنياتهم.
وماذا بعد الانطلاقة الأولى والتّكوين؟
 بعد تخرّجي بدأت مشاركاتي في المعارض الولائية والوطنية والدولية، فزادني ذلك حيوية وإلهاما وحبا وتطورا، وقد أثّر في كثيرا ما قدّمه لي محيطي في بلدية حناشة من مناظر الطبيعة الغناء وجمال التراث والتقاليد، وانعكس ذلك جليا في أعمالي الفنية.
 ما هي العراقيل التي تواجهها اليوم؟
أنا ولدت في كنف أسرة ثورية لها تاريخ مجيد في مكافحة الاستعمار ومساندة جيش  التحرير الوطني، ومنزلنا الذي كان يأوي المجاهدين شاهد على ذلك، هناك الكثير من القصص عن كل هذه البطولات في حاجة إلى تدوين، لكن من يساعدني في ذلك؟ كوني اليوم وبالرغم من عطائي الفني وتمثيلي للفن التشكيلي الجزائري في العديد من المحافل الدولية، وبالرغم من موهبتي وتاريخ عائلتي إلا أنّني أعيش اليوم وضعية مزرية، فأنا لا أملك مسكنا يليق بعائلتي ولا ورشة تحفظ أعمالي، وتتيح لي الخوصصة والهدوء الذي يحتاجه المبدع. لقد أنجزت أغلب رسومي في الغابة سواء في الشتاء أو الصيف، إلى جانب  أكثر من 40 لوحة في فن المنمنمات في العراء، وسط الغابة، وما يعزيني في مصابي هذا هو إعجاب الناس بأعمالي وشرائها. لقد بات افتقاري لمنزل يضمني مع عائلتي هاجسا وكابوسا يقتلني، الأمر الذي أخرت بسببه بعد أن حرمت من فرحة إنشاء عائلة شأني شأن كل الشباب.
  هل من مؤشّرات للفرج والأمل؟
 للأسف لا، بقي ملف طلبي للسكن حبيس الأدراج منذ 2001، اليوم و قد تفاقمت أعبائي، أجد نفسي في مسكن مؤجر ادفع مستحقاته سنويا، بدون عمل قار، مسكن قديم متكون من 3 غرف يأويني مع عائلتي المتكونة من 10 أفراد بما فيهم زوجتي وابنتي الصغيرة، وأنا أنتظر مولودا آخر. وما يحز في نفسي أنّه حين  طالبت المسؤولين بحقي في السكن لم أجد أجوبة منهم.
  هل من كلمة أخيرة؟
 أناشد اليوم القلوب الرّحيمة والمسؤولين المحليين والقائمين على الثقافة لينظروا في طلبي للاستفادة من سكن يمكنني من الاستقرار والاهتمام أكثر بفني وموهبتي، والاستمرار في رسم جمال الجزائر وسحرها العذب، وموروثها الثقافي الفني الذي لا يفنى.