طباعة هذه الصفحة

الحرفية «بركو بلخضر» تفتح مطبخها وقلبها لـ«الشعب»:

أسرار عن شخشوخة لفطير وطبق زيراوي في جلسة صيفية

حوار: مفيدة طريفي

هي أطباق تقليدية ووصفات قديمة تقوم بصناعتها الحاجة «بركو بلخضر» ذات الأنامل الذهبية صاحبة ومسيرة مطعم خيمة السلطان بدائرة عين توتة ولاية باتنة. الخيمة تحمل ما لذ وطاب من أطباق  تقليدية تعمل الحاجة جاهدة على إحيائها بعدما اندثرت بفعل الاهتمام الزائد بالأكل السريع والخفيف. خيمة السلطان تستقبل بحفاوة وكرم ناس الشاوية الأحرار بتصميم تقليدي مزين بالزرابي المزخرفة المعبرة على عادات وتقاليد المنطقة.

 رائحة الأكلات التقليدية تفوح بعبق التاريخ الشاوي لتلك المنطقة. جلسنا بعدما استقبلنا ابن الحاجة بلخضر حسام هذا الابن الذي فتح لنا باب الخيمة بكل ترحاب مقدما لنا كل مواصفات الراحة، تفاصيل قعدة الشاوية وأطباق خيمة السلطان ستكون وفق الحوار الشيق الذي جمعني بأم عادل كما حبذت أن أناديها وانطلقنا بشوق في هذا الحوار:
«الشعب»: كيف كانت بداية الحاجة للولوج لعالم الطبخ المحترف؟
الحاجة بركوب لخضر: البداية كنت من عاشقي الطبخ ومنذ نعومة أظافري وأنا أحب تجربة أطباق جديدة خصوصا رفقة والدتي التي كانت تهوى الطبخ وكانت تطبخ آنذاك كل ما هو تقليدي وما هو معهود بولاية بسكرة وهو مسقط رأسي الأكل التقليدي المتنوع والتي لا تضاهيها مأكولات أخرى، والمعروف لدى العام والخاص أن أطباق بسكرة دخلت العالمية، باعتبار أن معظمها جاءت نتيجة تدبر ربات البيوت البسكريات القدماء لعدم توفرها على لمواد الباهظة الثمن. وكما يقال الجود في الموجود فأبدعن بالقليل الموجود لنتمتع نحن اليوم بالمذاق الطيب الصحي النظيف.
لماذا كل هذا الاهتمام بالتقليدي؟
 المحافظة على هذا المكسب والتراث لابد من إبرازه ومزاولته بشكل دائم ومحاولة إحياء الأطباق التي تعرف اندثارا مقارنة بأطباق نالت حضها من الإشهار، ومع انتقالي للعيش «بعين توتة»، بباتنة حاولت نقل الأكلات الشعبية التقليدية التي تعلمتها للابرازها، خاصة أنهم كانوا لا يعرفون ما أطبخ هذا على المستوى العائلي لتتبادر لذهني فكرة طبخ كل الأطباق التقليدية الشعبية غير المعروفة للتعريف بها وعدم السماح لها بالزوال ليمرّ الوقت وتكبر الفكرة بفتح  مطعمي التقليدي خيمة السلطان ويكون منبر مفتوح لكل عشاق الأكل الشعبي التقليدي، وحتى نضمن استمرارية هذا النوع من الطبخ عبر الأجيال التي تأتي بعدنا.
خيمة السلطان تعرف توافدا ورواجا، ما هي الأسرار؟
سنة 2016، كانت تعتبر الانطلاقة الرسمية بالنسبة لي وكانت تحديا كبيرا كون الفكرة تحوّلت لحقيقة وواقع لابد من فرض نفسه والنجاح في إبراز ألذ وأشهى الأطباق الشعبية المعروفة وخاصة منها غير المعروفة والتي راهنت على استعادتها وبمجهودي الخاص وبإضافات جديدة  قدمتها على مائدة خيمة السلطان كأطباق قديمة وببهارات عصرية نالت في مجملها إعجاب الزوار الذين أضحوا يأتون من كل مكان بحثا عنها وهو ما يشجعني وفريق عملي الذين هم بناتي يقومون هم أيضا بمساعدتي لتقديم الأحسن رغم أنني أحب العمل بمفردي ولمساتي مميزة حتى ولو كنت مريضة لا أحبذ شراء المكونات الأساسية جاهزة، أفضل صناعة الشخشوخة بيدي وطبخها وتقديمها هنا أحس بالامتنان والحب لما أقوم به، فمثلا خيمة السلطان لديها طبق الزفيطي هذا الطبق ذو الأصول المسيلية قمت بإضافات جذرية على الطبق من خلال بهارات خاصة بي، وطبق الزيراوي المشهورة به والذي يقدم وفق الطلب، أما ما تشتهر به الخيمة.
تتحدثين عن طبق الشخشوخة إذن؟
 نعم هو  طبق شخشوخة الفطير هاته التي فزت من خلالها في عدة مسابقات وأخذت لقب أحسن شخشوخة في الأسابيع الثقافية التي تنظم بصفة دورية بولاية باتنة وحتى ببسكرة، كما نقوم بطبخ عدد من الأطباق الأخرى التي عرفت اندثار «المحكوك، الباطوط، البومهراس، الدشيشة «مرمز»، الحسوة، المحجوبة، المفور، الحسوة، الطعام أو المعروف بالكسكسي.
بعد هذا ، هل تفكّر الحاجة في توسيع خيمة السلطان لسلسلة مطاعم؟
أكيد هذا يعتبر حلما كبيرا بالنسبة لي سيما وأنا أعتبر الطبخ كهواية وليس كتجارة، لما لا فالتعريف بتقاليدنا عبر كافة ربوع الوطن وحتى خارجه يعود بالنفع على السياحة الداخلية للبلاد على غرار الكثير من الدول التي تجلب سياح محددين من أجل التعرف على أطباقهم وتقاليدهم، الخروج بخيمة السلطان لولايات أخرى يتطلّب مساعدة من عديد الجهات للدفع بالتراث الجزائري للأمام، إلا أن الواقع يعكس ذلك فعدم المرافقة وحتى العراقيل التي يجدها الحرفي وبمختلف مجالاته، لكننا نطمح دائما في المستقبل الأهم أنني أزاول موهبتي في إعداد الأطباق الشعبية التقليدية وإحياء التي اندثرت وأعمل مستقبلا على عمل أطباق خاصة بي شخصيا وهو ما سأعمل على تحقيقه.
  هل يمكن أن نعرف لمن كانت له فكرة تصميم الخيمة بتلك الطريقة؟
حقيقة يقولون أن الآباء سند لأبنائهم، لكن أنا شخصيا ابني الأكبر يعتبر سندي، كان دائم التشجيع لأفكاري وقف بجانبي وعمل على تحقيق حلمي الصغير وفتح الخيمة والقيام بتطبيق معايير الخيمة الحقيقية بدءا من أبسط تفصيل، حيث أن التصميم كان من طرفه لكن تحت توصياتي طبعا.
إضافة أو رسالة تقدمها سلطانة الخيمة؟
أولا، نشكر أم الجرائد على تلبية الدعوة وزيارتنا والاستماع إلينا ونقل خبراتنا وانشغالاتنا والتي أود أن أوجه رسالة للمسؤولين بضرورة مدّ يد العون للحرفيين العمليين، حيث قمت شخصيا بطلب للاستفادة بمحلات الرئيس ولم أتلق أي  رد رغم أنني نلت عدة جوائز وميداليات من طرف رئيس الدائرة وحتى والي الولاية تذوق أطباقي، رغم أنهم مغلقين بدون نشاط سيما وأنني الوحيدة التي تعمل بهذا النشاط.