أكّد عضو اللجنة العلمية لمتابعة تفشي وانتشار وباء كورونا، الدكتور رياض مهياوي، أن عمليات التحسيس والتوعية شكلت نقطة فاصلة في الكثير من المراحل التي عاشتها بلادنا على ضوء الظروف الصحية التي تسبب فيها انتشار فيروس كورونا «كوفيد-19»، حيث كلما شهد الوضع الوبائي تصاعدا في أعداد الإصابات، كلما تبعه تحسيس وتوعية وتشديد على إجراءات الوقاية، يؤدي إلى انخفاض تدريجي لحالات الإصابة بالفيروس.
الشعب: سجّلت الأسابيع الأخيرة انخفاض في أعداد الإصابة بوباء كورونا، حيث تراجعت من 286 إلى 117 إصابة، ما تعليقكم؟
الدكتور رياض مهياوي: شخصيا لاحظت بأنّ كل ما سجلنا ارتفاعا في التشخيصات اليومية، يكون معدل التحسيس والتوعية أكثر، وكل تصاعد في الأرقام وارتفاع في عدد الإصابات يصاحبه تشديد على التمسك بالإجراءات الوقائية وبعد أسبوعين أو ثلاث أسابيع تنخفض الأرقام.
لذلك فإنّ هذا ربما مرتبط بشكل كبير مع التوعية الوقاية والإجراءات الاحترازية المتخذة لتفادي الإصابة بفيروس كوفيد 19 في اعتقادي، خاصة أنّ ديناميكية الفيروس مازالت غير واضحة لتحديد الظرف والزمن الذي يعرف تصاعدا في الأرقام أو انخفاضا فيها. لكن مع ذلك يمكن ملاحظة أنّ كلما سجلنا ارتفاعا في الأرقام، كلما ساهمت عمليات التوعية والتحسيس في عودة الوضع للاستقرار، على غرار الأسبوع الأول لشهر رمضان، حيث كنّا قد شهدنا بعض الاكتظاظ في المستشفيات، ولكن الأوضاع أضحت مريحة في الوقت الحالي، ومتحكم فيها لحد الآن.
هل تتوقّعون ارتفاعا مجدّدا للإصابات، خاصة بعد فترة العيد والتّجمّعات في الأيام الأخيرة من شهر رمضان؟
نحن نعمل دائما على تقييم الوضع الوبائي عادة بعد انقضاء 15 يوما من المناسبات التي تشهد تجمعات، والتي يُتوقّع أن تطرأ بسببها بعض التغييرات في الوضع الصحي. وأذكر بهذا الصدد، أنّ الهند ومع دخول سنة 2021، عرفت إحياء أعياد دينية كثيرة والتجمعات الكبيرة التي عرفتها، كانت سببا رئيسيا في التطور الخطير للوضع الوبائي هناك، حيث تمّ تسجيل 360 ألف تشخيص يومي وما يفوق 3 آلاف وفاة في اليوم، والتي أكّدت أن المضاعفات في الحالة الوبائية، مرتبطة بشدة مع الأعياد والتجمعات التي تشهدها، لذلك كان من الضروري أن نأخذ هذا بعين الاعتبار.
الجزائر سجّلت أيضا حالات إصابة بالسلالات الجديدة المتحوّرة، هل الوضع مقلق؟
بالنسبة للسلالات الجديدة، شخّصنا إصابات في السلالة البريطانية والسلالة الهندية، مؤخرا، وقبل ذلك شخّصنا السلالة النيجيرية، ولكن الإجراءات اتّخذت بسرعة والتحقيقات الوبائية كانت ذات فعالية، وساهمت في تطويق الحالات المرصودة.
لذلك يمكن القول إنّ الوضع متحكم فيه لحد الآن، وتبقى اليقظة والوعي ضروريان في هذه المرحلة، لأنّ الخطورة في السلالات الجديدة، تكمن في انتشارها السريع جدا.
* بعد مرور أزيد من سنة، هل هناك تخوّف من «متحوّر» محلي؟
في الحقيقة عدة بلدان تسجل الآن متحوّرات جديدة، وفي بلادنا التشخيصات متواصلة على مستوى «معهد باستور» بالجزائر، الذي يعد المخبر المرجعي ولكن لا وجود لغاية الآن لأي دليل علمي يؤكّد أن الفيروس المحلي، قابل للتحور أو أن يكون في نسخة جديدة، لأن تفشي الوباء ليس بالمعدل الكبير والتشخيصات كذلك.
إلى أين وصلت عملية التلقيح؟
عملية التلقيح متواصلة حسب وفرة اللقاحات التي تصل ببطء نوعا ما، بحكم الضغط العالمي للطلب على اللقاح ولكن السلطات الجزائرية تنوي تلقيح أكثر من 20 مليون جزائري، كما أنه بمجرد وصول الكميات المطلوبة، ستساهم على الأرجح في تحريك وتيرة تلقي جرعات اللقاحات.
ما تعليقكم حول فتح المجالين الجوي والبري، وما هي تبعاته الوبائية؟
على كل هذا القرار رحّبنا به كثيرا، خاصة وأنّ من شأنه تقليل الضغط على الجزائريين المتواجدين في الخارج وتمكينهم من الدخول إلى أرض الوطن، وأعتقد أن هذا القرار جاء بالتزامن مع مؤشرات تبعث على الارتياح فيما يخص الوضع الوبائي، كما أن كل الإجراءات التي ستتخذ في هذا الإطار ستكون متماشية مع الحالة الوبائية.