طباعة هذه الصفحة

المجاهد صالح ڤوجيل لـ «الشعب»:

زعيم الثورة الكوبية .. من طينة الكبار

سهام بوعموشة

صديق وفيّ للجزائر ومساند لقضايا التحرر في العالم

كان يكنّ محبة واحتراما كبيرين للرئيس الراحل هواري بومدين، ويسانده في مواقفه تجاه المسائل الدولية، لاسيما قضية الصحراء الغربية.

الزّعيم الكوبي فيدال كاسترو شخصية عظيمة، ومن بين الأصدقاء الأوفياء والداعمين للثورة الجزائرية، هي مواقف وملامح شخصية عرفت بمساندتها لقضايا التحرر عبر العالم، دون استثناء، ومجابهة الاستعمار، واستطاعت أن تحوز احترام الكثيرين؛ مناقب عدّدها المجاهد والوزير الأسبق وعضو مجلس الأمة صالح ڤوجيل في تصريح خصّ به جريدة «الشعب».
تأسّف المجاهد ڤوجيل عن رحيل الزعيم الكوبي، حيث روى أول لقاء جمعه مع الراحل كاسترو سنة 1978، حين كانت كوبا تحضّر لعقد مؤتمر المنظمة العالمية للشبيبة في جويلية من نفس السنة، واحتضنته مدينة بونكادا، وشارك فيه الوفد الجزائري بـ 150 شاب يترأّسهم المتحدث. كان حينها الرئيس الراحل بومدين ما يزال حيّا، قائلا: «ساهمنا في المهرجان وقدّم كاسترو خطابا احتفالا بالثّكنة التي انطلقت منها ثورتهم، وذهبنا إلى الجبل الذي كان فيه الثوار وتحدّثنا مع الشباب الكوبي».
وأضاف عضو مجلس الأمة، أنّه باسم الوفد الجزائري، تمّ وضع إكليل من الزهور على أرواح شهدائهم في المقبرة المتواجدة هناك، ثم رجعوا إلى هافانا. وبحسب المجاهد، فإن المشكل الذي كان مطروحا في ذلك الوقت، هو مشاركة الجمهورية العربية الصحراوية، مشيرا إلى أن الوفد المغربي الذي كان يضم كل الأحزاب حضر بقوة على متن طائرة خاصة، أرسلها لهم من بغداد الراحل صدام حسين، للمشاركة في المهرجان الذي أقيم بملعب هافانا أين قدمت كل الوفود استعراضات.
وقال أيضا، إنّ كوبا بقيت على الحياد، لكنّها مؤيّدة للجزائر في موقفها من القضية الصحراوية، لكن في الأخير فرضت الجزائر مشاركة وفد الصّحراء الغربية، ما أغضب الوفد المغربي، الذي عاد على متن الطائرة التي أقلّته، مضيفا، أنّه يوم قبل افتتاح المهرجان استقبل رفقة السفير الجزائري بكوبا من طرف كاسترو في مكتبه، ودام اللّقاء ساعتين قبل الافتتاح، لأن الزعيم الكوبي كان يبحث عن بومدين، الذي لم يكن في الجزائر آنذاك، بل في عطلة مع بروز تيتو في بريوني بيوغسلافيا. كما أن الهاتف آنذاك كان يمر على بوسطن بالولايات المتحدة، التي كانت تقطع عنه الاتصال، ما أعاق اتصاله ببومدين.
وأشار قوجيل، إلى أنّ الرئيس الكوبي تمكّن، في الأخير، من التحدث مع بومدين، والأمر الذي كان يبحث عنه له أهمية كبيرة، هو اجتماع حركة عدم الانحياز، ورغبة كاسترو بعقده في هافانا بكوبا وكان تيتو معارضا للفكرة، بحجة أنّ كاسترو موالٍ للاتحاد السوفياتي آنذاك، روسيا حاليا، وليس بلدا ينتمي إلى منظمة عدم الانحياز، قائلا: «بومدين أقنع تيتو وقررا أنّ الاجتماع القادم سيعقد بهافانا في آخر سنة 1978 ومباشرة بعد مؤتمر الشبيبة. وللأسف، توفي قبل انعقاد مؤتمر عدم الانحياز».
في هذه النقطة، يصف لنا المجاهد فرحة كاسترو حين سمع الموقف عاد إلى القاعة مبتهجا وضاحكا كالشاب الصّغير، ويتحدّث عن بومدين والثورة الجزائرية.
بعدها توجّه مع الوفد الجزائري لحضور الاحتفال بالملعب الذي كان يعج بكل الوفود المشاركة، بمن فيهم الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات والوفد الصحراوي، يتقدّمهم بلباس عسكري رافقته تصفيقات حارة للوفد الصحراوي. لكنه تأسف عن عدم بث فيلم يصور كل نشاط المؤتمر في كوبا سنة 1978، والذي سبق وأن عرض في التلفزيون قائلا: «أفلا نستغل فرصة وفاة الزعيم الكوبي ونعرض هذا الشّريط الوثائقي».