طباعة هذه الصفحة

زغدود لـ «الشعب» :

«التعاقد مع «ليكانس» أكبر خطأ

حاوره : محمد فوزي بقاص

أكد اللاعب الدولي السابق ومدرب إتحاد بسكرة «منير زغدود» أن التعاقد مع المدرب البلجيكي «جورج ليكانس» أكبر خطأت قامت به الإتحادية الجزائرية لكرة القدم، وأن الأخير أفقد الخضر قوتهم المعهودة في كأس أمم إفريقيا 2017 بالغابون، موضحا بأن لاعبي المنتخب أنانيون وأهدافنا تلقيناها من أخطاء فردية وأن هشاشة دفاعنا من ضعف وسط ميداننا، وكما تحدث عن المستقبل، في هذا الحوار.

«الشعب» : أولا، كيف تقيم مردود المنتخب الوطني في كان الغابون؟
منير زغدود: أشد المتشائمين لم يكن يتوقع أن نغادر من الدور الأول ولكن واقع الميدان كان مغايرا للأسف، حيث عجزنا عن تحقيق أي انتصار، ما جعلنا نعود مبكرا إلى الديار، الخيبة كبيرة جدا للشعب الجزائري وكل عشاق كرة القدم في الجزائر لأن الجميع كان يؤمن بقدرة هذه التشكيلة على الذهاب بعيدا في المنافسة، بالنظر إلى كل الأسماء الكبيرة التي نملكها على الورق ولكن عناصرنا لم تكن عند مستوى التطلعات وظهرت بمستوى ضعيف أعادنا إلى النقطة الصفر، وهنا يجب أن نعود إلى ما حدث قبل كأس أمم إفريقيا لكرة القدم وبداياتنا في التصفيات وما حدث بعد إقالة المدرب «راييفاتس»، أعتقد أن المشكل داخلي قبل كل شيء ويجب أن يحل بسرعة كبيرة حتى نتمكن أن نواصل مشوارنا بالقوة التي كنا عليها سابقا، يجب إعادة النظر في الكثير من الأمور كي لا نعود إلى نكسات سنوات التسعينات وبداية الألفية الجديدة.
هل تظن أن التعاقد مع «جروج ليكانس» كان أمرا خاطئا؟
@@بطبيعة الحال، التعاقد مع المدرب البلجيكي «جورج ليكانس» كان أمرا خاطئا، حيث كان من الأجدر جلب مدرب بمواصفات عالمية منذ البداية لخلافة الصربي «ميلوفان راييفاتس»، خاصة وأن الخضر كانوا على موعد مع العديد من الاستحقاقات المهمة بداية بمواصلة مشوار كأس العالم بروسيا وبعدها خوض غمار كأس أمم إفريقيا، خيار «ليكانس» كان فاشلا كوننا نعرفه جيدا لأنه مرّ من قبل على المنتخب الوطني ورحل ومر بالجيران التونسيين وانتقدوه كثيرا من الناحية الفنية وحتى في بلده انتقدته صحافة بلده وكل التقنيين البلجيكيين والأوروبيين بعدما كان قاب قوسين أو أدنى من إعادة المنتخب البلجيكي إلى النقطة الصفر، على العموم حتى قبوله لمهمة صعبة مثل التي كان مكلفا بها كان أمرا انتحاريا ومن المستحيل أن يقبل مدرب بمواصفات عالمية المهمة التي قبلها «ليكانس» في ذلك الظرف، لكن قبل مجيئه كنا على الأقل أقوى في الخطين الدفاعي ووسط الميدان وكنا جد أقوياء من الناحية الهجومية، لكن «ليكانس» قضى على كل ما هو جيد في المنتخب الوطني وأفقد الخضر قوتها المعهودة بسبب خياراته الخاطئة، لست معتادا على انتقاد المدربين لكن المدرب السابق للمنتخب الوطني قام بأخطاء بدائية، وخلال المباريات لم يكن يستغل التغيرات لجلب الإضافة المرجوة من البدلاء وقام بتغيرات غير مفهومة، خلاصة القول في «الكان» غابت بصمتنا وتلاشت قوتنا وذهبت هيبتنا في اللعب والآن يجب إعادة بناء المنتخب من جديد، حتى نكون أقوى مستقبلا ونطمح في التأهل إلى «كان» الكاميرون 2019.
دفاعنا أصبح الحلقة الأضعف في المنتخب، كنا متخوفين على المحور فإذا بنا وجدنا المشكل في الغابون في المناصب الأربعة؟
@@ عندما نقيم فيجب أن نتحدث عن 10 أهداف خلال الخمس مباريات الرسمية الأخيرة، باحتساب ثلاثية أمام نيجيريا وهدف ضد الكاميرون، بالإضافة إلى سداسية «الكان»، أهداف المنتخب الوطني أخطائه جلها فردية، واللاعبون لديهم أنانية كبيرة والأمر البارز في كل هذا أن روح المجموعة غائبة تماما، أن تتلقى 10 أهداف كاملة في 5 مباريات رسمية بمعدل هدفين في كل لقاء في هذا المستوى وبلاعبين يلعبون في أكبر البطولات العالمية أمر كثير وكبير، عندما يتحدث «ماندي» ويدافع عن «غلام» بأنه أفضل ظهير أيسر في أوروبا أو في العالم، صحيح ولا ننكر ذلك لكن في منافسة كأس أمم إفريقيا أعتقد بأنه كان أضعف ظهير أيسر في إفريقيا لكي لا نقول في العالم بأخطاء بدائية، و»بلخيثر» أقحمناه في الأجواء الإفريقية سريعا وتخلصنا منه سريعا بعدما قام بخطأين في شوط واحد ولم نمنحه الفرصة في مباراة عادية لكي يتأقلم بسرعة، «ماندي» يقوم بأخطاء عديدة ومتكررة منذ تحويله للعب في محور الدفاع ولا يستحق شارة القيادة، لأن من يحملها يجب أن يكون لاعبا مثاليا فوق الميدان ولديه هبة وكاريزمة قوية لأخذ هذه المسؤولية، «مفتاح» جلب خبرته دافع وهاجم ولو لعب أكثر مع الخضر لقدم آداء أفضل، صحيح أنه قام ببعض الأخطاء لكنها لم تكن فادحة، و»بن سبعيني» كان الأفضل وبين علو كعبه وأتنبأ له بمسيرة كروية كبيرة مع المنتخب والفرق التي سيلعب لها، كما أن ضعف دفاعنا نابع من ضعف وسط ميداننا، «بن طالب» كان غائبا في اللقاءات الثلاثة ولم يتم تعويضه، و»قديورة» ظهر عليه غيابه عن المنافسة وعمل لوحده في وسط الميدان، وأتساءل لما لم نشاهد «عبيد» مكان «بن طالب» ولما لم تكن الجرأة للمدرب بتغير «سليماني» أو «محرز»، ولما أشرك «غزال» على الجهة اليسرى على حساب «هني»، كل هذه العوامل اجتمعت لتجعل من مشاركة المنتخب الوطني متواضعة للغاية إن لم نقل ضعيفة.
 لدينا 6 أشهر لتجهيز منتخب قوي لخوض غمار تصفيات مونديال روسيا، هل تظن بأن لدينا الإمكانيات للعودة والتأهل؟
@@ صحيح أن لدينا متسع من الوقت للعودة إلى جو المنافسة لكن قبل هذا لدينا الجمعية العامة الانتخابية التي ستعيد انتخاب رئيس جديد، وهنا التساؤل هل سيبقى «محمد روراوة» رئيسا أم لا هذا من جهة، ومن جهة ثانية يجب علينا إيجاد مدرب جديد بطاقمه بعد إقالة الجميع، وقبل العودة إلى أجواء المنافسة الرسمية لدينا مباراة ودية أمام السودان ويجب إعادة إصلاح وتضميد الجروح واحتواء الوضع والحديث كثيرا مع اللاعبين للشروع في المنافسة الرسمية. وعن حظوظنا في التأهل إلى المونديال في الوضع الحالي حظوظنا منعدمة وخرجنا من السابق إلى التأهل إلى مونديال روسيا 2018، وأمر التأهل حسم بعد هزيمة نيجريا، الآن علينا التفكير في كأس أمم إفريقيا وانتداب لاعبين جدد من المدارس الفرنسية لبناء منتخب جديد وعدم استدعاء لاعبين من المنتخب الحالي مستقبلا الذين خلقوا التكتلات مهما كان اسمهم، ومنح الفرصة لبعض المحليين حتى يكون المنتخب متوازنا، لنعود إلى المستوى الذي كنا عليه في كأس العالم بالبرازيل، وفي نظري رحيل «هاليلوزيتش» كان أكبر خسارة للمنتخب الوطني، وبعده رحيل «غوركوف» أثر علينا قبل انطلاق تصفيات المونديال وأمم إفريقيا.