طباعة هذه الصفحة

نوفمبر تجلّى وجهك فينا

الثورة ألهمت كتابا وشعراء

نور الدين لعراجي

تعود الذكرى لثورة نوفمبر المجيدة، والتاريخ مازال يشهد تسجيلات جديدة لسير ذاتية، وكتابات تمجد المناسبة، ومقالات تصب جلها في ذكر مآثرو ودروس كانت السنوات السبع ونيف منها كافية لان تؤرخ لاعظم ثورة في التاريخ البشري، ثورة ساهم فيها الانسان، والحيوان وحتى الجماد، وجبال الاوراس ومغارات الشلعلع، وجرجرة والونشريس، ولحمادة وغيرها من المناطق التي كتب عنها الشعراء، والادباء عبر مسيرتهم الابداعية امثال محمد العيد آل خليفة، مفدي زكريا، مصايف، الركيبي، خمار وغيرهم من الاسماء الكثيرة التي كتبت عن نوفمبر شعرا، ونثرا.

لكن المشهد الثقافي اليوم تكاد تنعدم فيه أدبيات الثورة، الا ما قد تقتضيه المناسبة الاحتفائية بالاعياد الوطنية، ومادون ذلك يبقى مجرد شهادات عابرة، لايمكن للتلميذ بالمدرسة  المرور عليها ولا حتى في المتوسط  او الثانوي، وكأن غياب التاريخ كمادة اولية سيساهم في توسيع الهوة بين ماضينا وحاضرنا الذي يستشرف على آفاق مبهمة.
إن حاضر الشعوب مستمد من ماضيها الانساني الطويل، والماضي هو الزاد والوقود الذي به يمكننا ان نتواصل مع الآخر، من موضع قوة، وهو كذلك العبرة التي تجعلنا نقرأ ذاكرتنا من تضحيات الآباء والاجداد.
ان الحديث  عن أدب الثورة وأدبياتها يجرنا دوما، للحديث عن دور وزارتي التربية الوطنية، ووزارة المجاهدين، الهيئتين اللتين  يجب ان تتسابق الزمن الواحدة منها كل الوقت لتلقين مادة التاريخ الجزائري كمادة اولية ذات معامل اكبر، مع التحفيز لقراءة مواضيعها، واجراء مسابقات تتعلق كلها بالثورة ويخصص لها جوائز قيمة  فقد لاتساوي الجائزة مهما كان ثمنها قطرات من دم شهيد او مجاهد مصاب، ونفس الشيء بالنسبة لوزارة المجاهدين فهي الجهة الوصية والممثلة لهذه الفئة، ويكفي ان الوزارة تسمى باسم هؤلاء الابطال الاشاوس.
ونفس الشيء قد يتقاسمه الادباء والكتاب، من خلال استقراء الماضي والكشف عن خفايا الامس، وتمجيد البطولات، وتلقين الدروس، وحمل امانة الكتابة الى الاجيال القادمة لهو اكبر جهاد  عندما نكتب رواية شخوصها جنود جيش التحرير، وزمنها في الخمسينيات وعقدتها رفض الاستعمار والاستغلال، وخاتمتها النصر او الاستشهاد.
إن السنوات السبع التي اقدمت فيها الآلة الاستعمارية على محاولة  طمس الهوية الوطنية والشخصية العربية الاسلامية، لم تنل ولم تقلل من عزيمة الثوار جنودا كانوا أم مدنيين لان قاسمهم المشترك هو «الوطن فوق الجميع» يامعشر الادباء والكتاب وهواة المسرح، والفنانين، وكل من له ملكة الابداع لماذا لاتحترق اقلامنا وريشاتنا جميعا من أجل الكتابة لاحسن وطن كانت فاتورة التضحيات فيه مليون ونصف شهيد ( لايوجد احسن من ثورة نوفمبر التي قام بها الانسان لنصرة الانسان جميل ان تستدرك الماضي القريب والاجمل ان تزرع بذرة امل لاجيال قادمة تستطيع ان تدافع عن ذاتها النوفمبرية بعيدا عن المساومة والانسلاخ فغدا تكبر وردة نوفمبر بدماء الشهداء، وغدا سيكتب الماضي عنا، ان حافظنا او قصرنا، اتجاه اعظم ثورة في التاريخ.