طباعة هذه الصفحة

لم يمت وإنما ذهب لزمن قصير وسيعود

الشّهيد ومعاني التّضحية في الشّعر الفلسطيني المعاصر

بقلم: د / وليد بوعديلة أستاذ بجامعة سكيكدة

تجليات حضور في قصائد المناصرة

يجد الباحث في تاريخ توظيف الشعر العربي للشهادة والشهيد نفسه يقرأ الكثير من النصوص، من صدر الإسلام إلى اليوم، وهو ما فتح الدراسات النقدية على تجلّيات التوظيف ومستوياته الفنية والفكرية، بالإضافة إلى البحث في ملامح الشهيد والخصائص الدلالية لفعل الشهادة. لا تختلف صفات الشهيد في شعر العهود الإسلامية الأولى من الشعر العربي فهي تدور حول الشجاعة، الصبر، الإقدام، الكرم، الحلم، الصدق والوفاء، كما نجد في كتاب عبد الرحمان مرضى «الشهادة والشهيد في الشعر العربي في صدر الإسلام والعصر الأموي، دراسة موضوعية فنية».

سنقدم للقارئ العربي سفرا في تجليات الشهيد عند الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة، فما هي تجليات حضور الشهيد في شعر المناصرة؟ هل اكتفى برمزه أم تألق به نحو الأسطورة؟ وما هي عناصر الأساطير التي تأتينا مع الشهيد؟ وهل حوّر في إيحائه وعانيه أم اكتفى بما يحيل عليه في الدين وفي المنظور اليومي- الاجتماعي؟

1 - الشّهيد..صدق النضال
يتبع الشاعر أخبار الوطن، ويقرأ يوميات النضال والمقاومة، كما يتفاعل مع أخبار الشهداء الفلسطينيين، وكانت قصيدته (القبائل) أبرز القصائد التي عانقت دلالة الشهيد، فهي تأمل ملحمي لصدق النضال ولفعل البطولة / الشهادة في الأرض الفلسطينية، فالشهيد يخرج من عالم الموت ويتكلم ويمشي، ويخاطب فلسطين:
ذات يوم يجيئك صوتي، وتهتز روحي، كما الماء في سفح عيبالِ،
يخترق الرمل والريح، ينشر عطر حبيبي على مُدن الحبِّ،هذي البراكين يومًا تثور، ويصبح هذا الرماد حجر
إنه ديمةٌ سمحةٌ سوف تجبر غيلانها أن توقّع فوق جواز السفر
ذات يوم يجيئك صوتي، وتعترفين بأني تمرمرتُ من أجل عينيكِ،
من أجل هذا المطر
علينا أن نقرأ الشهيد بعيدًا عن المعنى المألوف / اليومي، فهو لم يمت وإنما ذهب لزمن قصير وسيعود، وهو المعنى الديني الوارد في القرآن الكريم {ولا تقولوا لمن يُقتل في سبيل الله أمواتا بل أحياءٌ ولكن لا تشعرون} (سورة البقرة، الآية 154). والشهيد الفلسطيني يعلم وطنه وأهله بأنه سيعود ويرفع صوته وتتحرك روحه، ويخترق الجغرافيا البعيدة، لكي يكون قريبًا من وهج النضال، ويخبر بتحول البراكين إلى ثورة والرماد إلى حجر يسقط على المحتل، في مشهد أسطوري، وكأن الرماد مطر ينزل في سكون على الغيلان / المحتل.
 لقد كان غياب أبطال فلسطين لأجل أن يحيا وطنهم، والمناصرة يستعين برمزية المطر ليتحدث عن حياة فلسطين، وعندما يتحدث الشهيد بإيحاء المطر، فلكي يذهب بعيدًا بعشقه وتمسكه بالأرض، و(هذه الأرض التي تنادي إنسانها بلغة الشجر والتراب والماء لكي يصمد أكثر، ولكي يتشبث بكل حبة تراب حتى آخر رمق، من هنا هذه الإصرارية على هوية البقاء والثبات من خلال الإصرارية على هوية التحدّي والصمود) كما يقول طلعت سقيرق في «الشعر الفلسطيني المقاوم في جيله الثاني»، فكلاهما مرتبط بالآخر، ولا يمكن أن يتحقق التوحد في الأرض والحفاظ على الهوية من دون مقاومة، كما لا يمكن للمقاومة أن تصل إلى غاياتها من دون توغل في الذاكرة وتعمق في أحداث التاريخ ورهانات الراهن.
2 - عن عودة الشّهيد...
 ولنتأمل تلك الاشارات البعيدة إلى البعد الأسطوري للرماد، وهو بعد يوجه القارئ إلى الطائر فينيق وإلى العنقاء، حيث تتم العودة إلى الحياة من بعد الموت، وكأنّ المناصرة يهدد المحتل بعودة قوافل الشهداء كي يلهبوا المقاومة أكثر ويتم الانتقال من معنى الشهيد / الوفاء إلى الشهيد / الرماد، فماذا سيكون رد فعل المحتل؟ لا يهتم الشاعر لرد فعل المحتل بقدر اهتمامه بعطر وطنه ومسك سمائه وبقدر اهتمامه بأسْطرة الشهادة - الشهيد، وها هو يمنحه كل جماليات الدنيا ويرتقي في سلم القداسة:
سأشبه كل الأشجار بأشجاركْ
وأشبه قافيتي الموزونة، مشيتك المختالة في حقل الذرةِ،
أشبه أبياتي بجميل إزاركْ
وأشبه عينيك بليل حالكْ
أشبه أضرحة المنفى
أشبه أسوار المنفى
وأنادي في الناس وأصرخ في زمن التيه
سأشبه حتى يذبحني التشبيه!!!!
يتحرك النص الشعري بين فضاءين؛ الأول خافق بهوية الشهيد والآخر خاص بالشاعر، وإذا كان الظاهر النّصي يقدم صورة الاختلاف والتباين، فإنّ العمق يطمح إلى البحث عن التماهي، أي البحث عن الشاعر/ الشهيد، لأن المناصرة يريد لهويته أن تتشكّل على إيقاع هوية الشهيد، بخاصة والشاعر الفلسطيني يعاني من شوك المنفى، ولا حل له كي يكون قريبًا من المأساة الفلسطينية إلاّ في الحلول الصوفي في الشهيد، إلى درجة يذبحه التشبيه وينفي اختلافه عن الشهيد الذي ضحّى بنفسه واغتال اللذات الحسية لأجل الوطن. لا يقع المناصرة في الأحزان...
 ولا يكتب الوجع أمام الشهيد وإنما الفرح فرح الحب المقدس للشهادة وفرح الاستمرار في تجسيد الفعل البطولي الأسطوري - الملحمي، وهو شأن كل أبناء وبنات فلسطين،  والمقاومة المستمرة ستكون نهايتها هي عودة الأرض المغتصبة إلى أهلها، وعودة اللاجئين في مخيمات المنافي إلى وطنهم، لتبدأ رحلة أخرى للبناء الوطني في جميع الميادين.
ويصرح المناصرة باسم الشهيد (باجس أبو عطوان) وينتقل من مكان إلى آخر، ليزور كل أبناء فلسطين، ويعلمهم بحياته وبعثه ويتحدث إلى العاملين في الحقول، وكأنه تموز العائد في الأسطورة البابلية:
باجس مازال يحاور شجر الوعر، فتنبجس، الأصوات
يتغزل بالدالية المغرورة، يتبختر في الطرقات
يطلع ما بين الزهرة والنحلة، يحمل شارةْ
يطلع في الليل يلاعب أطفال الحارة
ويغني الفلاحين، يسلّيهم في حقل الذرة الصفراء
يقترب الشهيد / تموز من عناصر الطبيعة، ويتغزل بالدالية، ويتحدى المحتل بسيره المتمختر في طرقات الخليل وغزة وكل مدن فلسطين، وهو يتحرّك في النهار واللّيل، في مواجهة بطولية للعدو، من قبل الشهادة وبعدها، ويلعب مع الأطفال ويؤانس الفلاحين، في مشهد احتفالي كبير، سيشارك فيه الشهيد أهله الأفراح والأعراس من دون خوف من اعتقال أو اغتيال، وهو المشهد الغالب على قصيدة (القبائل) لتكون ملحمة فلسطينية، تجمع الواقعي بالأسطوري وتمزج وهج الشهادة بإشراقات الخصب والتحرر.
3 - فلسطين لن تموت...
  لذلك يسير النص بين عوالم جمال الطبيعة وجلال الشهادة، ليبقى باجس / تموز هو الأساس والجوهر، بل هو (الثريا) التي تمنح النور والغيث وتحيط الإنسان بكل الاهتمام والمساعدة في طريقه المظلم - الصعب نحو الهدف- التحرر النهائي من المحتل. لا نعتقد أن المناصرة وحده يريد أن يتفاعل مع شخصية الشهيد، وإنما كل فلسطين تريد هذا الحلم، والشهادة تتخذ معاني سامية وتكشف علامات متفردة في فلسطين، وتجعل الموت على وقع المقاومة مختلفًا عن الموت بطرق أخرى، كما أن الذين يستشهدون يخرجون إلى القبر بأصوات الزغاريد من دون الدموع، لأنّ أهل الشهيد يعلمون بأنّ دموعهم تفرح المحتل الصهيوني. وعندما يعود باجس / تموز من العالم السفلي، سيجد الشاعر ينتظره ومعه الشعب الفلسطيني، وهنا يقدم المناصرة صورة لا نشاهدها إلاّ في أساطير الخصب والنماء:
سأزور القبر، قرنفلة حمراء سألقيها
هذا وعدٌ، كل قرانا ومدينتنا تخرج في العيد
لتزورك حين تطل عصافير الفجر
تكون استيقظت من النوم السحري
ومددت يديك لنا بالزعتر والحنّون البلدي
تهدينا دالية من نور وقمر
وسنهديك هدايا: علمًا، خارطة وجواز سفر!!!
إذا كان الإنسان في الحضارات القديمة يعطي للآلهة القرابين لتعطيه المطر وتمنحه الخصب والتجدّد للأرض ومنتجاتها الزراعية، فإنّ الإنسان الفلسطيني ينتظر عودة باجس / تموز ليمنحه القربان الأسطوري الخالد، أي الوطن الكامل برايته وخارطته وكل أوراقه الثبوتية، في المستوى الوطني والدولي، ليصبح الفلسطيني مواطنًا بمعنى الكلمة، ذاكرة وجغرافيا، ويتحرك في وطنه من دون حواجز وعراقيل، وهو قربان شكر وامتنان لما أعطاه تموز - الشهيد من زعتر وحنون ونور وقمر. لم يأت البطل الشهيد - في هذه القصيدة - في عوالم التفجّع والتوّجع، ولكن في عوالم البشائر والابتسام، وهو يعطي للأعياد نكهة أخرى، بتواصله مع الأحياء، وامتزاج ذاكرته مع ذاكرتهم وجعله من دمه عطرًا يتعطر به كل فلسطيني.
 ولأن الشهيد قد وعى روحية الأرض وقداسة القضية اختار الموت لكي يكون أكثر اقترابًا من عشقه الأبدي- الأرض ليزداد العدو غيضًا وحسرةً، فأي قيمة هذه؟ وبأي تصوير يمكن التعبير عنها؟ وهل بوسع لغة الخطاب العادي أن تعانق جلالها؟ لا يمكن للغة البسيطة أن تقبض على عمق معنى الشهادة، ولا يكون النجاح من نصيب أي توظيف يبتعد عن الفن...
4 - الشّهيد وعطر الأرض
وبهذا التوظيف يستطيع الشاعر أن يكاشف الرؤى والمشاعر التي يطمح إلى التعبير عنها في علاقته مع الشهيد، وفي انفتاحه على الراهن والتاريخ. لو لم يؤمن المناصرة بجلال الشهادة لما قدّم طابعًا أسطوريًا للشهداء، بل لما ربط حب الشهيد بالإيمان بالله، والشهيد باجس قد:
كان طفلاً
يُقلم عنق العدو ليزرع في السفح
حاكورةٍ من عنبْ
نحن نعشق هذا القمر
نحن نشتاقه الفجر والظهر والعصر والليل...
من لم يحب جبال الخليل...كفرْ
ولا فرق عند المناصرة بين الشهيد وجبل الخليل، لأنّ الشهيد قد كان مناضلاً فلسطينيًا رفض ترك جبال الخليل، وهي بمثابة المكان الرحمي الذي احتضنه ورعاه، وما كان من باجس إلاّ أن يتوحّد فيه وينطلق منه في كل أعماله البطولية حتى يعوض سيطرة العدو عليه بسيطرة أبناء الوطن.
وعندما يعلن المناصرة الحب الفلسطيني للشهيد - القمر، فهو يعطي صفة ألوهية للشهيد، وتزداد الصفة عمقًا إذا علمنا العلاقة بين القمر والنبات في الأساطير، وربطناها بعلاقة الشهيد بجبل الخليل، ،و من ثمة، فالبطل الفلسطيني يقترب من البطل المؤلّه في الملاحم القديمة، لأنه يتخذ بعدًا إنسانيًا وآخر ألوهيًا، بل لقد جعله الشاعر قمرًا ينتظر في كل أوقات اليوم وليس ليلاً فقط، وهذا بعد أسطوري آخر يضاف إلى الشهيد، قبل أن يتمازج مع أبعاد النصوص الدينية. ولأنه الشهيد / جبل الخليل، فإنّ عدم الاعتراف بمجده هو عدم تصديق أو اعتقاد ديني لا سياسي أو شعبي فقط (ومن لم يُحب جبال الخليل كفره)..
تمتد صورة التوّحد بين الشهيد والأرض وعناصر الخصب الأسطوري لكل شهيد فلسطيني، ولكل من يفتدي ويضحىّ لتحرير وطنه أو للدفاع عن مبادئه وقضيته، وها هو المناصرة يتوقف – من جديد - عند الشهيد، ويكتب قصيدة (فرج الله)، ويعانق رمزية العودة العشتارية والتموزية:
واليوم تجئ فقد نثروا جسدك من باب الشامِ،
إلى باب القدس...كما نثروا صوتي
هكذا صرت أرضًا تئن من النيل حتى الفراتْ
هكذا صرت وجه الزمان المُمدّد فينا،
وصرت الصخور وصرت البيوت،
وصرت العناصر، صرت النباتْ
كنت طفلاً، ولكن عرفتكَ
من قصص الأمهاتْ
من بعد الموت، ها هو الشهيد يعود إلى وطنه، وقد صار أرضًا عربية تتوجع من النيل إلى الفرات وأضحى يحمل كل عناصر الطبيعة في جسده - روحه، وقد أرّخت الذاكرة الشعبية أخباره ومآثره في الجهاد والمقاومهْ، إنه يعود مثل (لعارز) من قبره ليؤكد صحة الدعوة وقوة المبدأ، وهو يعود ليستمر في نشر مبادئ المقاومة في وجه المعتدي الصهيوني، وكي يواصل ما بدأه قبله الكثير من الشهداء الذين أحبوا فلسطين وعشقوا الشهادة، هذه الشهادة التي منحت نص المناصرة كل الوهج والإشعاع. ونتيجة لذلك الوهج فمن المستحيل كشف سحر موضوع الشهادة أو الشهيد من غير الصراع مع اللغة الشعرية، ومراودة المعنى عن سره في النص الشعري...
ولا يستطيع القارئ أن يعرف أسرارها المبثوثة في الشعر إلاّ إذا ذهب بعيدًا في التحليل، وأتقن المزج بين العناصر المشكلة للشعر بنية ورؤية. لقد حكت الأمهات قصة الشهيد للأبناء، وسمعها الشاعر في طفولته، وهو يسمع الآن ذات القصص، وكلها تخفق بطولة وشجاعة من جهة الفلسطيني، وتحمل مشاهد الهمجية والبطش من جهة العدو الصهيوني، لنقرأ مشهد قتل (فرج الله):
الليلة جاءوك وقهقهت الألسُنُ
في سجنك هذي الليلة...جاءوكْ
ذلك أن القتلة عرفوا أن لسانك لا ينطقُ،
إلاّ قُدّام، جماهيركِ، بيروتْ
لا ينطق إلاّ حين يريد، لذا قتلوك
شقوا قلبك نصفين
خلعوا عينيك لأنّ الزراع المذبوحين
حملوا أمتعة الزمن المرّ وطافُوا
التموا في بابك واختبأوا في العينينْ
ورأوا في عينيك الغابة والبحر ورمل الصحراء
هل هو المسيح يصعد إلى الجلجلة ليُصلب؟ قد نجيب بالإيجاب بتحفظ، لأن الشهيد الفلسطيني يتماهى في المسيح، في الفداء والتضحية والصلب، لكن يختلف عنه في طريقه الصلب؟ فهي- هنا- أكثر بشاعة ووحشية، فالعدو قد أخرج القلب وخلع العين، في عملية تنبض بذات ممارسات الإلهة (سخمت) عند المصريين، وهي الإلهة الشرسة العاشقة للذبح (انظر كمال حناوي: أساطير فرعونية، ص159 وما بعدها.)
إن متعة الصهيوني هي ذاتها متعة (سخمت)، وهما يلتقيان في جزئية عشق التذبيح والتقتيل، لكن هذا العشق لن يؤخر الفلسطيني خطوة إلى الوراء بل سيزيده عزمًا وإرادة وتحديًا، لأنه قد رأى في عيون الشهيد كل دلائل الحياة والجمال والحرية، وهذه إحالة أخرى على أساطير التنبؤ، ويصبح الشهيد / (زرقاء اليمامة) عارفا بالآتي ومستشرفا مستقبل وطنه.
قد أشرق مستقبل فلسطين في عيون الشهيد (فرج الله)، رغم صدمة المشهد الدموي، لذلك يمكن أن تكون قصائد الدم في الشعر الفلسطيني مبحثًا هامًا في الدراسات التي تدرس الهوية الفنية والدلالية لهذا الشعر، (وقصيدة الدم لا تفتح الذاكرة على نهوض السندباد فحسب، ولا تأخذ في رسم حروف الألف فحسب، ولكنها تجمع العالم كله في قبضة التوهج، ليكون أقرب إلى الصباح الطالع من جبهة شهيد أو مفكرة ذاهب في ضوء الشمس، وطبيعي أن تكون القصيدة قصيدة الأرض ولغتها وتفاصيلها) على حد تعبير  طلعت سقيرق في كتابه «الشعر الفلسطيني المقاوم في جيله الثاني».
وقدّم شاعرنا صورًا ساحرة كثيرة عن رمزيات ودلالات سامية راقية للشهادة والشهيد، في نصوص شعرية تنقل  المبدع المناصرة إلى روح الأرض - الإنسان على جسر الأسطورة أو المعراج الغرائبي فيحاور اليومي وينقله إلى الأسطوري، ويحوّل المألوف إلى خارق، مع الحفاظ على شعرية المكان وقداسة الرؤية، بحثا عن السمو بشخصية الشهيد....