طباعة هذه الصفحة

الفنان المسرحـي القديـر عبد اللـه حمـلاوي لـ«الشعـــب»:

العــودة إلى الأنمـاط المكتسبـــة لبنـاء مسـرح جديــــد

قسنطينة / حوار / أحمد دبيلي

 تجربتنـــــا في «فــوج العمـل الثقـافي» كانـت أكــثر عمقـا ومسؤولية

,وقف لأول مرة على خشبة المسرح بقسنطينة غداة الاستقلال وهو لم يتجاوز 18 من عمره، محققا حلما راوده منذ الصغر، وبرفقة مجموعة من الشباب كوّنوا أول فرقة مسرحية سنة 1962 ثم تنقّل ورفاقه إلى جمعية المزهر القسنطيني الذي أسسها أب المسرح الجزائري، الشهيد «أحمد رضا حوحو» وأعاد فتحها الدكتور «عمر مصطفى بن دالي»، وقبل نهاية الستينيات أسّس بمعية مسرحيين «فوج العمل الثقافي» للمسرح الهاوي الذي ذاعت شهرته من خلال الكثير من الأعمال التي حصدت جوائز قيمة كتابة، تمثيلا وإخراجا، لكن توقف نشاط هذا الفوج سنة 1987 لأسباب تبقى غامضة؟ لم يوقف من عزيمة الفنان المسرحي القدير «عبد الله حملاوي» الذي استمر يتعاون مع مسرح قسنطينة الجهوي من خلال بعض الأعمال، كان آخرها «البوغي» في 2003، لكن هذا الممثل وبعد استراحة دامت لأكثر من 14 سنة خصّصها لمسرح الطفل والتكوين والمطالعة عاد إلى خشبة المسرح من جديد وهو في عقده السابع بنفس الحيوية والنشاط وهو في ريعان شبابه.. بمسرح قسنطينة الجهوي كان لنا هذا الحوار الذي إسترسل فيه محدثنا كعادته بروح متفائلة وذاكرة قوية إسترجع منها عميد المسرحيين بقسنطينة بعض الأحداث التي طبعت مساره المهني الحافل ورأيه في بعض القضايا المتعلّقة بالفنون المسرحية.  
«الشعب»: في البداية، حدثنا عن ولوجكم عالم المسرح في قسنطينة، وكيف كانت الانطلاقة؟ 
عبد الله حملاوي: أنا من مواليد حي «السويقة» العتيق وسط مدينة قسنطينة بداية الأربعينيات من القرن الماضي، كنت مع مجموعة من الأصدقاء خلال الحقبة الاستعمارية نشاهد بعض الشباب الفرنسيين وهم يتمرّنون على بعض الأدوار في مسرحيات بحديقة الجامعة الشعبية آنذاك «المركز الثقافي بن باديس» حاليا، حيث ومع مرور الزمن بدأت فكرة ولوج عالم المسرح تراودنا، ومباشرة بعد الاستقلال سنة 1962، أردنا تحقيق هذا الحلم على أرض الواقع فكوّنا أول فرقة حرة للمسرح، ضمت أسماء دخلت لأول مرة هذا التجربة، وبعض الأسماء الأخرى التي سبقتنا في عالم المسرح خلال العهد الاستعماري، أذكر منهم الممثل «عبد القادر زادي»، الذي تكون علي يد المرحوم «أحمد رضا حوحو» سنة 1949 في جمعية المزهر القسنطيني الذي كان يرأسه، وأيضا «عمر بن مالك» وغيرهم من الأسماء الأخرى، حيث كانت هذه الفرقة تنشط أيضا في الأعراس
والمناسبات، لكن في سنة 1963 ولما أعاد الطبيب الدكتور «عمر بن دالي..» فتح جمعية المزهر القسنطيني وأصبح رئيسا لها، دخلت ضمن هذه الجمعية، حيث قمت بأول دور لي «عبد الله» في مسرحية «عنباسة»، وهي مسرحية مقتبسة عن رواية «ري بلاس» لفيكتور هيغو» بعدها مثلت في مسرحية «البخيل» لــ»موليير»، وهذا كان آخر عمل لي مع «المزهر القسنطيني»، التحقت بعد ذلك بفرقة «شبيبة جبهة التحرير الوطني»، حيث كتبت وأخرجت أول مسرحياتي «جزاء اليتيم» سنة 1964، تلتها مسرحيات أخرى أذكر منها «حنبعل، التنورة والشعر الطويل» (1965)، كما قدمنا آنذاك الكثير من الأعمال الفكاهية والتي لاقت استحسان الجمهور الذي كان يتفاعل مع ما نقدمه من أعمال وبكل عفوية.. بعد «شبيبة جبهة التحرير الوطني» التحقت بـ»المركز الجهوي للتنشيط الثقافي» (كراك) قدمنا حينها أفضل الأعمال المسرحية التي نالت جوائز قيمة في مجال المسرح الهاوي أذكر منها
«شرارة في قصب» إخراج الممثل القدير «عبد الحميد حباطي»، و»ذات يوم الزنوج» وغيرها، هنا وفي هذا التاريخ سنة 1968 توقفنا بعد أن صنعنا مجد (الكراك) لنؤسس لعهد جديد من خلال» فوج العمل الثقافي».

- حدثنا ولو بإيجاز عن شخصية الدكتور «عمر مصطفى بن دالي» الذي صنع مجد مسرح قسنطينة رفقة المرحوم «أحمد رضا حوحو» مؤسس «جمعية المزهر القسنطيني» ويجهله الجيل الحالي؟
 الدكتور «عمر مصطفى بن دالي»، شخصية علمية مرموقة في الوسط القسنطيني أخذنا منه الكثير، علم النفس، تقنيات المسرح، الموسيقى والنشاطات المختلفة الثقافية، فحسبه أن هذه وسائل لعلاج النفس البشرية التي في حاجة إلى الاسترخاء من عناء العمل والمشاكل اليومية التي تصادف الإنسان، وهو صاحب المقولة عندما نبدأ في العمل «دواك أهنا عندك!؟»، فالطبيب «بن دالي» إضافة إلى الأخلاق الرفيعة علمنا القيمة الفنية للأشياء بالفن  ـ كما كان يقول ـ تهذب به نفسك ثم المجتمع؟، كما يجب التذكير أنه كان يعشق الموسيقى الأندلسية وقد قدّم العديد من المحاضرات في هذا المضمار.

-   نحن في سنة 1968، كيف جاءت فكرة تأسيس» فوج العمل الثقافي»، وكيف تقيّمون  نتائجها؟
 بعد السنوات التي قضيناها ومنذ الاستقلال في التنقل من فرقة إلى أخرى، حسب ماتحدثت به سابقا جاءت فكرة
«فوج العمل الثقافي»، حيث كنا في مجموعة بأحد مقاهي مدينة قسنطينة واتفقنا على تأسيس هذا الفوج، خاصة وقد اكتسبنا خبرة تؤهلنا لخوض الغمار من جديد، وأذكر من الأسماء التي شاركت في التأسيس: «المتحدث، عبد الحميد بوغابة، رابح زيتوني، نور الدين كداس، الطاهر بوضياف، عمار بوشمال ..»، ثم انخرطت في هذا الفوج وبعد سنوات مجموعة من الشباب آخرين أذكر منهم «علي عيساوي، أحسن بن عزيز، الشريف تواتي، عبد المجيد بوتوحة و..»
وأريد أن أشير هنا، إلى أن أول مسرحية من إنتاج الفوج سنة 1969 كانت تحمل عنوان «الإنفجار»، ومن إخراج «عبد الحميد بوغابة»، وقد تحصّلت بموجها على أحسن أداء رجالي في المهرجان الوطني لمسرح الهواة بمستغانم سنة 1970، ثم توالت الأعمال المسرحية بمعدل عمل جديد كل سنة تقريبا، حيث وصل عدد المسرحيات التي أنتجها الفوج 15 مسرحية، نذكر منها أيضا: «كسر القيود، وأنزل نركب، المعزة حمار الكرمة، فكّ اللجام، ماهوش غير هذا، الدوامة، و..»، كما لا تفوتني الفرصة هنا لأشير إلى أن «مسرح قسنطينة الجهوي، اشترى من فوج العمل الثقافي مسرحية» وردة في دبزة»، سماها بعد ذلك «لا حال ايدوم» سنة 1983.
لكن تهبّ الرياح بما لا تشتهي السفن ـ كما يقال  ـ سنة 1987 تم توقيف فوج العمل الثقافي لأسباب تحمل الكثير من علامات الاستفهام؟؟ على الرغم ما قدمه من أعمال ناجحة في المسرح الهاوي والذي كان وبكل جدارة ينافس المسرح المحترف بل يتفوّق عليه في بعض الأحيان؟.
أما عن التجربة التي خضناها في»فوج العمل الثقافي»، فقد كانت أكثر عمقا فقد تعرفنا على أساتذة جامعيين من الجزائر وأجانب تعلمنا منهم الكثير كالاقتباس والكتابة المسرحية وغيرها، كما عرفنا أيضا أن المسرح الحقيقي أو أي عمل ثقافي لا يكون بالضرورة محايدا، فمن يمارس الثقافة من أجل الثقافة فهو يمارس السياسة؟ لكن يبقى المسرح الهادف هو الذي يهتم بهموم الناس خاصة الفقراء ورفع الظلم والكذب والنفاق والاستغلال، وفي هذا المجال أظن أننا ساهمنا ولو بالقليل في تسليط الضوء على مشاكل المجتمع وفي نفس الوقت الترفيه عن النفس لاستمرار الحياة.       

لم أبتعد عن خشبة المسرح

- بعد توقف نشاط الفوج الثقافي سنة 1987، هل خضتم تجربة أخرى أم ابتعدتم عن خشبة المسرح؟
 لا على الإطلاق، بل تعاملت مع مسرح قسنطينة الجهوي في العديد من الأعمال، ففي سنة 1999 مثلا، شاركت في مسرحية «ماسينيسا»، وفي 2003 في «البوغي»، حيث تقمّصت فيها دور «الحشايشي» الخ، لكن عملي لم يكن بنفس الكثافة من ذي قبل، بل حسب الرغبة أو الحاجة؟، لكن أريد أن أشير هنا أنه ومنذ سنة 2003، تفرغت إلى مسرح الطفل فعمدت إلى تكوين الأطفال أبجديات المسرح وهو النشاط الذي قمت به أيضا في بداية مشواري المسرحي في المدارس والمتوسطات، كما تفرغت في هذه الفترة بالذات للمطالعة والإلمام أكثر بعالم المسرح.

-   في تظاهرة عاصمة للثقافة العربية 2015 / 2016، عدتم إلى خشبة مسرح قسنطينة من خلال مسرحية «النائب المحترم»، كيف كانت العودة أنذاك؟ 
 تقمصت دور «المدير» في مسرحية «النائب المحترم» التي قدمت على خشبة المسرح في مارس 2016، ثم دور المجاهد في مسرحية «ليلة دم» للمخرج «كريم بودشيش» في نوفمبر 2016، وأصدق القول إن شعوري وأنا أعتلي الخشبة لا يمكن أن يوصف، لقد أحسست أنني في 18 من عمري عندما وقفت على الركح سنة 1962، كنت رجلا سعيدا، أظنّه إحساس كل فنان أحب هوايته ومارسها بصدق، ولهذا السبب استغنيت عن الإخراج في مسرحية «النائب المحترم» حتى أقوم بدور التمثيل على أحسن وجه، وأظن أن رد الجمهور كان قويا أثناء العرض، أما في مسرحية «ليلة» فالشعور كان نفسه، فالممثل المسرحي وهو على خشبة المسرح يعيش حياة جديدة تتدفق بشعور لا يوصف.
 أسباب وراء تعثر الكتابة المسرحية اليوم

- تألّق مسرح قسنطينة من خلال الكتابة الجماعية؟ كيف تنظرون لهذا الأسلوب من خلال معايشتكم لصناعه في تلك الفترة؟
 أظن أن الكتابة الجماعية في تلك الفترة كانت تتميز بالصدق، المحبة والإخلاص في العمل، فقد كان النص يعالج مشاكل المظلومين والمساكين، ولا أظن أن النقاد والمحللين والمختصين في الجامعات الجزائرية أعطوها حقّها في التحليل؟ فالتقنيات التي تعتمدها الكتابة الجماعية أكثر عمقا من الكتابة الفردية، ففي الكتابة الجماعية تقصي معرفي عميق للموضوع نص المسرحية والاحتكاك بكل الشرائح ومن كل الجوانب ثم الارتجال على الخشبة أثناء التمرينات، أما الكتابة النهائية للنص لا تكون إلا من شخص أو شخصين فقط؟.
أما الكتابة المسرحية لماذا تعثرت اليوم، فهذا له أسبابه؟، أعطيك مثالا بالمرحوم «أحمد رضا حوحو» فقبل أن يخوض في تجربة الكتابة المسرحية بقي لسنوات وهو يلم بأساليب الكتابة المختلفة حتى تشبع بهذا الرصيد الهائل والذي مكّنه فيما بعد للخوض في عالم الكتابة الأدبية والمسرحية، أما اليوم فالأغلبية لا تطالع ولا تشاهد الأعمال المسرحية فمن أين يأتي الإلهام؟ والأمثلة على ذلك كثيرة جدا؟.
  
- المسرح الهاوي كان ولا يزال سبّاقا مقارنة بالمحترف، لماذا هذا التباين؟
  المسرح الجزائري لم ينشأ من لاشيء؟ بل نشأ من فكر ثوري مناهض للاستعمار، للحقرة والتهميش، لهذا لنا ميراث تاريخي، فالمسرح الهاوي تبنى هذا الفكر وأصبح يتقن هذه الأشياء فسار إلى الأمام، حيث خرج من المسرح إلى الشارع حيث التقى بالشعب، ومن خلال هذا الاحتكاك عرف الممثل والكاتب ماذا يحب المواطن البسيط والفلاح وو..؟ وهنا أستشهد بما قاله «بريخت» إن المسرح الذي لا يجد الإنسان فيه نفسه ليس إلا مضيعة للوقت!؟، فالمسرح هو الذي يطرح فيه الإنسان عدة تساؤلات ومن ثمّة تتجلى الإجابات؟، وهنا أذكر أيضا مسرحية «عبد الرحمان ولد كاكي» في مسرحية «132 سنة» عندما زعزعت الدنيا شكلا ومضمونا وحوارا؟. لكن المسرح المحترف يبقى فقط حبيس جدران المسرح ؟!.
النقد أصبح يرتبط بالمزاج الشخصي ولا يفيد الكاتب ولا المخرج

- حركة المسرح تتوقف على النقد والنقد شبه غائب، لماذا؟
 كان في السابق وخاصة في المجال الإعلامي نقد للأعمال المسرحية المختلفة، أذكر جريدة «الشعب»، الجمهورية، «النصر» الخ وأسماء النقاد كثيرة.. لكن اليوم لماذا هذا الغياب؟، أظن أن النقد أصبح يرتبط بالمزاج الشخصي وليس هناك نقدا فعالا يفيد الكاتب والمخرج وو..! ولو رجعنا إلى التاريخ فالنقاد يهدمون أكثر مما يبنون وهذا ما حدث لــ»موليير» في مسرحية «مدرسة النساء». 
-..والتكوين المسرحي شبه غائب أيضا؟
 كانت لدينا في السابق نخبة من المكونين من الدول العربية والأجنبية كونوا مجموعة لا بأس بها من الممثلين أذكر منهم «صونيا»، «فلاق»، «عمار محسن»، «مرير»، لكن تم توقيف هذا الاختصاص فيما عدا جانب الفلكلور فقط، حيث بقيت الأسباب مجهولة؟؟، الآن يتم تكوين أساتذة جزائريين لمدة معينة فقط؟ في رأيي التكوين المسرحي هو أكثر من ضرورة في الوقت الحالي والعودة إلى هذا الاختصاص الذي افتقدناه، فالممثل المسرحي في حاجة إلى قواعد حتى يقف على الخشبة، فلابد من الإلمام بعناصر عديدة منها الإلقاء والحركات الجسمية وحركات الوجه والتمثيل لتقمّص الأدوار، هذا إضافة الى الإخراج المسرحي الذي يعد اختصاصا في حدّ ذاته.

-  مسرح الطفل أخذ حيزا معتبرا ضمن برامج المسارح عبر التراب الوطني، كيف تنظرون إلى هذه التجربة وأنتم من شاركتم في تلقين الأطفال أبجديات المسرح؟
 نحن في الحقيقة في بداية لطريق؟، كنا في الجزائر لا نفرّق بين الكبار في السن والأطفال، والأمثلة على ذلك كثيرة؟، فمجال الطفل كان اللعب فقط أو حكايات الأجداد، فلم تكن لدينا تقاليد مسرحية، أما الآن ومع هذه الانطلاقة فلابد من التخصص في الكتابة للطفل وهذا يحتاج إلى مجالات متعدّدة كعلم النفس والاجتماع وغيرها، وهذا لن يتأتى أيضا إلا عن طريق بعث نهضة مسرحية تكون على مستوى أطوار التعليم الثلاثة ومن خلال منشطين أكفاء لمرافقة التلاميذ واكتشاف المواهب، وهذا ما حققته أنا شخصيا مع البراعم ومن خلال التكوين في مسرحية «من هوما حنا» والتي أحرزت على الجائزة الأولى في مهرجان «ارزيو» الدولي، وقسنطينة في المهرجان الوطني.
أنماط غابت عن الساحة ولم يعد لها وجود

- ما هي نظرة الفنان عبد الله حملاوي للأعمال المسرحية في السنوات الأخيرة؟ وما افتقدناه من تجارب ومكتسبات حتى بداية تسعينيات القرن الماضي؟
 تقييمي بسيط، لا توجد حقيقة سياسة ثقافية في الجزائر، فلا توجد فرق أجنبية تزور الجزائر كما كان في السابق في 60 و70، والمسرحيات التي تنتج في الوقت الراهن لا تلقى ترويجا كافيا لأن المسرح في الحقيقة يبنى على الإنتاج والتوزيع وهذا الأخير لم تعط له الأهمية الكافية فالإداريون الذي يمسكون بزمام الأمور ليس لديه ما يكفي من الخبرة والطموح، ولهذا فالإنتاج يعاني كارثة كبيرة؟ في المقابل وفي الخارج المسرحيات تبرمج لعشرات السنين؟؟ أما عندنا فالمسرحية لا تكاد تتخطى بعض العروض فقط؟!.
وبخصوص ما افتقدناه من تجارب ومكتسبات، أشير هنا أننا في الجزائر كانت لدينا أربعة (04) مدارس أو أنماط مسرحية وهي المسرح العالمي الذي يمثله المسرح الطوطني بالجزائر العاصمة (محي الدين بشطارزي)، ومسرح الحلقة بوهران مع الراحلين «علولة وكاكي»، وهذا النوع من المسرح كان موجودا في أمريكا وغيرها، والمسرح التجريبي بسيدي بلعباس مع كاتب ياسين والمسرح الشعبي بقسنطينة فهذه الأنماط غابت تقريبا عن الساحة ولم يعد لها وجودا، وكأن الجزائر لم تعرف المسرح أبدا وعدنا إلى نقطة الصفر؟؟.

-   كلمة أخيرة؟
  نحن اليوم، في حاجة إلى رد الاعتبار للمسرح الجزائري الذي فقد الكثير من بريقه خلال السنوات الماضية، والعودة إلى الأنماط المسرحية التي بني عليها المسرح الجزائري واندثرت مع الزمن، أيضا ضرورة نشر ثقافة الركح وتقريبها من الطفل والمتمدرس والمتفرج بصفة عامة حتى نرقى بهذا الفن من جديد ومن خلال كل التجارب السابقة، وأخيرا التفاعل مع المسارح العربية والأجنبية للاستفادة من تجارب الآخرين.