طباعة هذه الصفحة

"الاخلاقيات في مهن الاعلام "

بقلم د.محمد مرواني استاذ جامعي في الاعلام والاتصال

لا يمكن لمهن الاعلام التي تتعدد في ظل تطور متسارع يشهده المجال ان تحتفظ بكيانها المهني إلا من خلال تاطير الممارسة بأخلاقيات موجودة ومواثيق تستدعي الالتزام من قبل القائمين على المؤسسات الاعلامية المكتوبة والسمعية البصرية فالملاحظ ان جزءا هاما من الممارسات الموجودة لا ترتكز على مهنية واحترافية ومصداقية في الاداء وهذا دون ان نعمم في السياق فقد اصبح مثلا "السكوب الصحفي " غاية يجب الوصول اليه مهما كانت "الوسيلة " وهذا لا يعبر عن رؤية مهنية تزن ما يجب ان يكون عليه العمل الصحفي في الازمات وخارج الازمات . العمل الصحفي هو عمل مهني له اسسه الاخلاقية وأعرافه في الممارسة مؤطرة ولا يمكن ان يضاف لها إلا ما يزيد من مصداقية "الخبر " وكفاءة ناشره واحترافية المؤسسة الاعلامية وكل هذه المزايا هي مهنية وقابلة للقياس من قبل المختصين والفاعلين وبالتالي لا يمارس العمل الصحفي دون الاستناد الى هذه القيم الاساسية مهما تعددت العناوين والمنابر فمرتكات المهنة واحدة والفاعل المهني له حقوق وواجبات . لقد اضحى من الضروري وبإلحاح التركيز على اخلاقيات المهنة في ظل بعض الانحرافات الموجودة والتي كشفت خطورتها ايضا الازمة الصحية الخطيرة بعد انتشار سريع ل"الاشاعة " ونمو اتجاهات سلبية ازاء ادارة الازمة وهذا يستدعي تاطيرا نوعيا للعمل الاعلامي بعيدا عن مفهوم الوصاية . كما ان التعددية في اعلامنا السمعي البصري تحتاج هي الاخرى ولانها تجربة فتية لتاطير وترتيب حقيقي لأمور هذا المجال البالغ الحساسية ونحن نرى في شهر رمضان الفضيل اصواتا في الوسط المهني تدعو الى ضرورة الالتزام بالأخلاقيات والحفاظ على سياق اجتماعي تخاطب على اساسه مضامين الاعلام جمهورا جزائريا قبل كل شيء . فالأخلاقيات لا يمكن ان تكون مفروضة على المؤسسات بقدر ما تنمو في سلوك الممارس وترافق رصيده المهني لتصبح عنوانا للاحترافية والمهنية ورقي الرسالة الاعلامية التي يجب ان تبقى رسالة تنوير .