طباعة هذه الصفحة

أولوية القدس وانقلاب ترامب

بقلم د - مازن صافي

في اللحظات الأولى لإعلان المتصهين ترامب ان القدس عاصمة كيان العدو الصهيوني، ساد صمت عربي ودولي، مما احدث وقع الصدمة في القلوب وتساؤلاﻻت عميقة، هل يعقل ان القدس ارخص من الحبر اﻻلأمريكي، هل يمكن القبول باعتراف ترامب المتغطرس، ولكن الأﻻمور اختلفت بالأﻻمس وانتقلت الصدمة من القدس ومحيطها المبارك الى بداية انتفاضة حقيقية في غالبها جماهيرية شعبية ولكن هذه المعالم في البدايات، وقد تتدحرج الى اوسع من معالم انتفاضة اﻻقصى، وفي غزة كان هناك اطلاﻻق صواريخ محدود يحمل رسائل قد تتدحرج الى اوسع من ذلك، هذا اﻻمر رافقه تفاعل دولي وعربي واسع النطاق ووصل الى اﻻلأمم المتحدة.
ان قرار ترامب نابع من السياسة الخارجية للبيت الأبيض، تلك السياسة الهوجاء التي ترسم ملامح الحروب القادمة في العالم والتي سيحترق بها الملايين في العالم ولن تمنعها الحدود من ان تصل الى كل مكان، فالسياسة الأﻻمريكية اليوم تستخدم اساليب مختلطة بين اﻻنقلاب على الشرعية والقرارات الدولية ومحاربة اﻻلأقليات في العالم والتهجم والتحريض على الإسلام والمسلمين، كما ظهر في تغريدات ترامب بصفحته في تويتر، واخرها اﻻلإعتداء السافر على الوضع القانوني الخاص بالقدس واﻻلإعتراف بها عاصمة للكيان الصهيوني الذي لم يحدّد له حدود بل ان دولة الإﻻحتلال لم تلتزم بأي من القرارات الدولية منذ العام 1947م، وبالتالي فإن ترامب ومؤسسته الحاكمة تسجل للتاريخ انها اسوأ من جاء للبيت اﻻلأبيض وستخرج ﻻحقا ألوف من المحتجين حتى في نيوبورك وواشنطن تلعن هذا الترامب المتصهين، فما ان يدق جرس اﻻلإنتقام للقدس وللأقليات المضطهدة والدول التي تجرأ عليها ترامب، فهذا يعني تدويل الصراع وردود الفعل  هنا وهناك.
ان السياسة الفلسطينية تعمل على نسق واحد، ورفض ﻻنزال ترامب وادارته عن الشجرة المحترقة، وقد ظهرت القيادة الفلسطينية ملتحمة مع جماهير شعبنا البطل تدافع عن مشروعنا الوطني وعشرات السنوات من النضال وبل تحافظ على مكانة القرارات الدولية وخاصة 242،338، وبالتالي فإن وسائل الرفض الفلسطيني بمقاطعة المسؤولين اﻻمريكيين او اي اجراءات اخرى، سيكون لها التأثير الإﻻيجابي على مواقف الجاليات الفلسطينية والعربية في العالم، وتعتبر السياسة الفلسطينية هي الأكثر نضوجا بالرغم من وجود اﻻحتلال العسكري الصهيوني.
ان اتمام الوحدة الفلسطينية ووحدة القرار الفلسطيني والذي ظهر في اللحظات اﻻلأولى وحتى الآن موحدا وقويا، يعني ان اﻻرادة الفلسطينية ستهزم ما وراء القرار الأﻻمريكي الذي ﻻ يلغي القرارات الدولية، وهنا نرى من الأهمية تقديم شكوى ضد اﻻلإدارة اﻻلأمريكية في محكمة العدل الدولية ونقل المعركة الى المحافل الدولية وتعرية القرار اﻻلأمريكي وصوﻻ الى قيام دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتنا القدس وعودة اللاجئين.
الخلاصة: ﻻلا زالت ردود الفعل في البدايات ولم تظهر بعد معالم حالة جديدة لكنه قد تكون مختلفة تماما تصل الى حد اﻻلإستنزاف اليومي السياسي والميداني للاحتلال  والإﻻدارة الامريكية.