طباعة هذه الصفحة

مواطنة ومسؤولية

بقلم: فنيدس بن بلة
15 مارس 2020

مصالح إدارية ومؤسسات كثيرة تتجاوب مع حملة التحسيس الوطنية للوقاية من خطر فيروس كورونا، الذي شغل العالم قاطب وأدى بالمخابر إلى الدخول في حالة استنفار قصوى بحثا عن دواء يعالج الوباء الفتاك الذي اخترق دول المعمورة طولا وعرضا وفرض حالة طوارئ في كل مكان.
هي حملة وطنية تتولاها مصالح صحية بالدرجة الأولى، مجندة فرقا طبية وأهل الاختصاص في الميدان، تعرّف المواطنين بالتدابير الاحترازية ضد هذا الوباء المتميز عن غيره بسرعة الإنتشار والتكاثر، وتحسّسهم بجدوى الإنخراط الجدي في نظام اليقظة والتخلي عن السلوك المستخف بالخطر وكأن الظاهرة مجرد حدث عابر لا أثر له على الصحة العمومية.
رأينا أكثر من حالة تتداول عبر شبكات التواصل الاجتماعي، تظهر بأسف نقص التحلي بروح المسؤولية لدى مواطنين متمادين في تجاهل الخطر الوبائي والتعامل مع تحذيرات المختصين وكأنها أخبار مفبركة «فايك نيوز»، واضعين المسألة في خانة «القضاء والقدر»، تاركين الإعجاز العلمي واختراعاته على الهامش.
خارج هذا المشهد السلبي، صور إيجابية أخرى تصنع في الواقع، مترجمة سلوكا حضاريا وقيم مواطنة تتجاوب مع حالة طوارئ وإجراءات احترازية مشددة، تحرص السلطات العمومية على تطبيقها بجدية لا تسمح بأي اختلال، خاصة في ظل ارتفاع عدد المصابين والوفيات، وما رافقها من قرارات لرفع درجة التأهب القصوى ووقف كل الأنشطة والتظاهرات ضمن تدابير وقائية حاسمة في مسألة الإغلاق والحجر وما إلى ذلك من أمور جادة تحول دون انتشار وباء «كوفيد-19».
الإيجابي في هذا التوجه، اعتراف الكثير من المحللين من على منابر إعلامية عديدة، بأن وقف الأنشطة والتظاهرات في هذا الظرف الحساس والإستثنائي بالجزائر، واجب وطني يؤمِّن الأمة من كارثة وبائية غير مسبوقة ويحمي نظامها الصحي والأمني من أي تهديد محتمل، ويجعل كل من يستجيب لتدابير الوقاية شريكا في معادلة الاستقرار الوطني.
من هذا المعطى الثابت، تفهم دلالات تنصيب أكثر من جهة لخلية أزمة بعد التي قامت بها الوزارة المعنية منذ بداية انتشار الوباء المعدي. وهي عملية تتقاسمها الهيئات والمؤسسات لغاية واحدة: التصدي بكل الوسائل الممكنة لتفشي فيروس كورونا، من خلال البقاء في حالة التأهب والتدخل عند الضرورة ضمانا لسلامة المواطنين.
يكمل هذا المسعى الجاد، حملات التعبئة العامة وتحسيس عامة الناس باليقظة واحترام قواعد النظافة والتطهير والتحلي بروح التلاحم والتكاتف والتضامن، بعيدا عن صور التهويل والمضاربة الكلامية التي تشكل خطرا مباشرا على تماسك الجبهة الداخلية إحدى أهداف نظام اليقظة والوقاية وغايته المنشودة.