طباعة هذه الصفحة

سلاح التكنولوجيا

بقلم: فنيدس بن بلة
20 مارس 2020

عشرات الأطباء والمختصين دخلوا على الخط، عبر مواقع افتراضية تروّج لحملات التحسيس من فيروس كورونا، الذي أحدث "بسيكوز" وولّد تهويلا تتجاوز حدته خطر الوباء التاجي نفسه.
تنصب شروحات هؤلاء المرافَقين بنشطاء اجتماعيين وشخصيات لها وزنها، على إعطاء المعلومة الصحيحة عن «كوفيد-19» التي تستدعي الالتزام بالتدابير الاحترازية، باعتبارها أكبر الخيارات أمناً في الظرف الاستثنائي الراهن، بعيدا عن الاستسلام للإحباط واليأس أو لمغالطات تستخف بالوباء أو تتنكر تماما لوجوده.
الثابت، أن تجاهل الوباء ورفض احترام تدابير نظام اليقظة والتأهب الأقصى المعتمد ببلادنا، منذ انتشار كورونا في منطقة ووهان الصينية، هو الذي غذّى لدى أهل الاختصاص حرارة وولّد لديهم إرادة قوية في كسر حاجز التردد لدى ضعاف النفوس، الذين لم يعوا بأن الخطر بيننا ويستوجب مواجهته بالوقاية.
جاءت خرجات المختصين، عبر مواقع التواصل، حاملة شروحا مستفيضة تحسّس المواطن بجدوى التقيد بشروط الوقاية، التوجيهات الطبية ولعب دور الشريك الكامل في المقاربة الصحية لحماية الذات والحيلولة دون انتشار الفيروس المعدي.
تعزّز هذه المبادرات المتعددة، التي توظف آخر ما توصلت إليه البشرية من معارف وعلوم في التصدي لكورونا وتعرّف باستنفار المخابر في معركة البحث عن «الدواء المعجزة»، الحملة الوطنية التي أسندت إلى القطاع الصحي لتطبيق تعليمات وقرارات في الحرب المفتوحة على الفيروس التاجي لمحاصرته، بتطبيق العزل الوقائي على كل حالات الإصابة، تجنّبا لكارثة وبائية محتملة.
في كل حملات التعبئة، يعاد التأكيد على التحلي بأبسط سلوك وقائي، كاحترام الاحتياطات الاحترازية، منها خاصة غسل اليدين بعناية بالماء والصابون أو بمطهر كحولي مبيد للفيروسات، عدم المصافحة والتقبيل، تجنّب التجمعات والاحتكاك وغيرها من التدابير التي أقنعت الكثير من المواطنين بجديتها وفعاليتها.
يظهر هذا التغيير السلوكي، الإقبال على الرقم الأخضر 3030، وطلب أجوبة عن أسئلة محيّرة تشغل البال، ومتابعة ما تبثه تكنولوجيات الاتصال الحديثة للوقاية من فيروس كورونا، مساهمة في نشر اليقظة والوعي الصحي، ببث رسائل قصيرة وومضات توعوية مجانا تدعّم جهود السلطات العمومية في التصدي للوباء، الذي أثبت الإعلام الوطني أنه قوّة تأثيرية في مرافقة السلطات العمومية وتوجيه الرأي العام نحو السلوك الصحي السليم وإقناعه بأن معركة القضاء على كورونا تمر حتما باستجابة المواطن طوعا لشروط الوقاية وتدابير جهاز اليقظة والتأهب، الآن وليس غدا.