طباعة هذه الصفحة

لغة الصراحة

بقلم: فنيدس بن بلة
24 مارس 2020

تقارير يومية تكشف عنها اللجنة الوطنية لمتابعة داء كورونا، تعرض أدق التفاصيل عن الحالات المسجلة والوفيات. في ذات الوقت تظهر الجهود الوطنية في معركة التصدي للفيروس الوبائي الخطير الذي ترك الأطباء والعلماء في حيرة من أمرهم، بحثا عن دواء مناسب ينهي كابوس البشرية كلها.
ميزة هذه التقارير، التي يحرص فيها على الصراحة والشفافية، أنها تقدم المعلومات في ذات الوقت بطريقة تؤمِّن المواطن من التهويل الذي وإن قلت حدته لازال متداولا من بعض ضعاف النفوس، الذين لا يعيرون أدنى اهتمام وقيمة للتماسك الاجتماعي والسلامة الصحية.
سبق أكثر من مرة التحذير من التهويل الملاحظ في شبكات التواصل الاجتماعي والمتداول بطريقة تؤسس للإشاعة والدعاية التي يعاكسها الواقع المعيش والتطورات في الميدان التي تكشف بالملموس قوة الرسائل التي تقدمها التقارير اليومية حول حصيلة حالة الإصابة بالفيروس المرفقة دوما بشروحات توضح الأسباب والخلفيات وتحدد خيارات وقف انتشار الوباء.
من خلال الأرقام، ترسخ المصداقية لدى المواطن الذي يتهافت على معرفة ما يجري من حوله ويأخذ في الحسبان التدابير والتوجيهات التي تقدم ضمن الحملة التحسيسية المشددة على الوقاية من الفيروس وعدم الاستخفاف به، خاصة بعد الكارثة الوبائية العالمية التي أحدثها وترك دولا كبرى لها وزنها في الطب والتكنولوجيا، عاجزة عن إنقاذ الآلاف من سكانها.
من هنا جاءت المقاربة الوطنية في التصدي للفيروس، بإسناد المهمة للهيئة المختصة والاعتماد على قطاعات تتكامل في تأدية الوظيفة على أكمل وجه؛ وظيفة تحظى بالمتابعة اليومية حيث يقيّم خلالها باستمرار أداء نظام اليقظة والتأهب وتقترح حلول الدعم والإسناد تبعا للظرف الطارئ والضرورة الملحة.
في هذه المواجهة المصيرية، التي انخرطت فيها هيئات عدة ولم تعد تقتصر على الدولة، فرض الإعلام نفسه شريكا في المعادلة الصحية، من خلال المرافقة الآنية في نشر المعلومة الدقيقة وتوجيه الرأي العام نحو الالتزام بالإجراءات الاحترازية، باعتبارها الخيار الآمن.
الإعلام التعبوي الذي يقدم صورة حية عن الجهود الوطنية في التصدي لوباء العصر، يأخذ المعلومة من مصدرها، ويجتهد في نقل تصريحات أهل الاختصاص وشهادات حية عن التكفل الصحي بالمصابين، كسب ثقة المواطن التي عرفت اهتزازا في بداية ظهور الوباء التاجي بووهان الصينية، قبل تدارك الوضع والانخراط في نظام اليقظة والتأهب الذي جاء بجملة من التدابير الاحترازية، تؤكد بالملموس أن أقوى المواجهة هي الوقاية ولا شيء غير الوقاية.