طباعة هذه الصفحة

قارتنا...

بقلم: السيدة أمينة دباش
01 فيفري 2015

 تحرر القارة الإفريقية من ربقة الاستعمار خطوة لا يستهان بها، باستثناء الصحراء الغربية!
 لكن وبالنظر إلى الفترة الزمنية التي تقارب عموما 50 سنة، فإن تحرّرها يبقى، للأسف، منقوصا بسبب استمرار تبعيتها لمستعمِر الأمس.
كونها خزانا لمختلف الموارد الطبيعية، قارتنا عبارة عن حقل لتجارب شتّى ومخابر مفتوحة لتطوير أوبئة ومضاداتها في نفس الوقت، فهي عرضة لحروب أهلية، نزاعات عرقية واعتداءات إرهابية، كما أن حدودها تستعمل سبلا للتهريب والجرائم العابرة للأوطان. أفريقيا غنية بثرواتها لكنها فقيرة!، فما السبيل إلى معالجة هذه المحن؟
القارة السمراء حاضرة الآن في أجندة العلاقات الخارجية للجزائر تطبيقا لتعليمات رئيس الجمهورية وبفضل ديناميكية دبلوماسيتها التي استعادت حركيتها، جاعلة من بلادنا قاطرة بمعية بلدان إفريقية أخرى.
كل تطور اقتصادي يحتاج إلى أدنى متطلبات الأمن والاستقرار، ودور مفوضية الأمن والسلم للاتحاد يصبّ في هذا الاتجاه، لذا عكفت الجزائر ومازالت على تحضير الآليات وجمع شروطها الضرورية عبر المباحثات الثنائية وعديد المنابر الجهوية والقارية، آخرها الدورة 24 لقمة الاتحاد الأفريقي.
لهذا تعد زيارات رؤساء كل من التشاد، السنغال، النيجر والبنين، مؤشرا جد إيجابي يترجم تعلق هذه البلدان بمبدإ التعاون الأفريقي - الأفريقي النابع من قيم التعاون الأوسع جنوب - جنوب، أحد ثوابت الدبلوماسية الجزائرية للمساهمة في ضمان تنمية شاملة لبلدان القارة حتى تتخلص من محور الدوران الإجباري في فلك الدول الكبرى.
يبقى التعاون بين البلدان الأفريقية في ظل هذه المقاربة، أسّ معايير النهضة القارية بشتى مجالاتها السياسية، الأمنية، الاقتصادية، الثقافية وحتى الرياضية... هي نهضة ستتحقق حتما بسواعد وصحوة ضمير أبناء قارتنا...!