طباعة هذه الصفحة

الرسالة النبيلة

بقلم: السيدة أمينة دباش
09 ديسمبر 2015

تطفئ جريدة "الشعب" الغراء شمعتها الـ 53، وهي محطة نقف عندها لتقييم مسارها المهني، خاصة في ظرف يتميز بانفتاح سياسي وإعلامي منقطع النظير.
ما لا يمكن نكرانه، أن «الشعب» تبقى مدرسة ورمزا، رغم الأزمات التي عاشتها.
مدرسة: لأنها كوّنت جحافل من الصحافيين، التقنيين والمسيّرين أصبحوا بمثابة خزان لهيئات كبرى في الدولة وكذا لمؤسسات إعلامية خاصة أثْرَت المشهد الصحفي الوطني.
رمزا: لأنها وليدة الاستقلال ولكونها أول صحيفة تطل على الجزائريين يوميا مرصّعة بالحرف العربي الذي أراد المستعمر طمسه في محاولاته محو الشخصية الجزائرية وتجريدها من مكوناتها الأساسية.
ما يميّز أداءها الإعلامي، وفاءها لخطها الافتتاحي وتسخير محتواه لخدمة الدولة والمجتمع.... والذود عن مقومات وثوابت... الأمة الجزائرية، رغم الهزات التي مرت بها، إذ جرّدت من مطبعتها، مقراتها وتاهت كالراحلة تبحث عن استقرارها القانوني والمالي و...، إلا أن ذلك لم يفتّ في عضد أجيال تعاقبت على التكفل بها مؤمنة بضرورة استمرارها قلعة إعلامية حاملة رسالة الجمهورية الجزائرية.
جهات ظنت نفسها قادرة على خنقها بجرة قلم، لكن ضمائر نوفمبرية وقفت كالدرع الحامي لها ضد محاولاتهم اليائسة التي امتدت إلى السنوات القليلة الماضية تحت أشكال متعددة تجد في مواجهتها كل مرة إعلاميين محترفين وطنيين يضعون المصلحة العليا فوق كل اعتبار.
كم الجزائر بحاجة إلى أقلام ومنابر إعلامية تستميت في الدفاع عنها في ظل ما يحاك ضدها داخليا وخارجيا، لكنها بحاجة إلى سند وعناية كي ترقى وتبلغ مغزاها النبيل، متحررة من كل ما يشدها إلى الأسفل.
من التصفيف بالرصاص إلى الرقمنة، استطاعت «الشعب» أن تتكيف مع كافة الظروف التي مرت بها بلادنا، دون التخلي عن أخلاقها المهنية ومبادئها الوطنية، في وقت تحظى صحف أخرى بدعم الدولة ناكرة الجميل بل ومتمادية في زرع البلبلة والفوضى والتشكيك في رموزها وتستهتر بمنجزاتها.
«الشعب» تتطلع إلى أن تكون قطبا إعلاميا، فهل من آذان صاغية!؟