طباعة هذه الصفحة

التحصين والتعديل

05 جانفي 2016

تعد الرسالة التي وجهها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إلى المشاركين في الأسبوع السابع عشر للقرآن الكريم، إشارة انطلاق وخطوة أولى للعام الجديد 2016، إذ تضمنت برنامجا توعويا وتحسيسيا شاملا.

تثمين العمل، التفكير الواقعي، تجنب التطرف، ترشيد النفقات، مراجعة أساليب استهلاكنا، هي التوجيهات الكبرى للرئيس بوتفليقة التي تمحورت حولها كلمته، المحذرة من ظرف صعب اقتصادي وأمني، والمراد منها حماية، بل تحصين المجتمع بكل فئاته وبالخصوص عنصر الشباب.
الخطوة الثانية، التي ميزت بداية السنة الجديدة، ستعطي دفعا قويا للحياة السياسية بعرض المشروع التمهيدي لمراجعة الدستور.
محتويات المشروع التمهيدي لأسمى قانون في البلاد، ستضع حدّا للغو بعض المعارضين ومساوماتهم: فلا حديث عن نائب للرئيس مثلا، واقتراح ترسيم اللغة الأمازيغية أصبح حقيقة، ومنح مكانة للمعارضة صار أكثر وضوحاً، كما أن إقرار استقلالية القضاء وضمان حرية التعبير ستتعززان أكثر مما كانتا عليه في السابق. أما حماية مواردنا الفلاحية والمائية فستكونان الرهان المستقبلي....
بدسترة أهم مقومات الأمة وأسسها أراد القاضي الأول في البلاد إعطاء مناعة قوية للمجتمع والدولة معا.
هذا ما يثبت مرة أخرى أن الرئيس بوتفليقة ماض في تطبيق برنامجه، محترم الرزنامة التي سطرها، وفيّ لوعوده، منتزع بذلك كل الأوراق المتاجر بها من أيدي أصحاب المزايدات.
التحصين كخطوة أولى واقتراح التعديل كخطوة ثانية، ستتبعهما، دون شك، خطوة ثالثة تكون محطة لفرز وانتقاء دعائم بناء دولة قوية معاصرة وديموقراطية قوامها مجتمع متماسك. فخور بشخصيته الوطنية واثق في مرجعيته التاريخية