طباعة هذه الصفحة

بدون إملاءات

بقلم: السيدة أمينة دباش
23 فيفري 2016

كانت كلمة "قرّرنا" وحدها معبّرة عن مخطط اقتصادي سيادي بعيد الأمد، ولا تزال راسخة في أذهان كل الجزائريين.
نجحت الجزائر في معركة تأميم محروقاتها، عكس دول أخرى، بفضل خطة محكمة وإرادة سياسية قوية وعزيمة غرسها الرئيس الراحل هواري بومدين في كل فرد من المجتمع.
المحروقات لاتزال تسيل لعاب القوى العظمى وأكثر من ذلك تدفعها أطماعها إلى إشعال حروب عبر أوطان بكاملها.
ما تتداوله الأخبار هذه الأيام يبعث على القلق، رغم تطمينات التحاليل، بالنظر إلى الدمار الذي لحق البلدان النفطية، خاصة العربية منها.
مجابهتنا لهذا الوضع لا يمكن أن تتأتّى من الخارج ولا بالاعتماد على الغير، بل ستنبع مرة أخرى من الداخل والأمثلة على ذلك كثيرة.
هذه حقيقة وليس اكتشافا نقوله ونحن نحتفل بالذكرى المزدوجة لتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين وتأميم المحروقات.
نعم استطاعت الجزائر أن تفتكّ استقلالها رغم الحلف الأطلسي وترسانته الحربية، كما استطاعت أن تؤمّم محروقاتها دون دعم خارجي. وغير بعيد، تمكنت رغم عزلتها والحصار المفروض عليها، من تجاوز عشرية الدم والدمار بفضل أبنائها وبناتها، والخروج منها واقفة منتصرة.
الآن، ورغم ما يروّج، الجيل الحالي قادر على بناء قوة رادعة تصد أية مخاطر مهما كانت تعقيدات الأزمة المالية والأمنية المحتملة التصعيد.
من هنا، فقوتنا نابعة من عمق ذاتنا، حاملة ترسّبات مسارات تاريخية صانعة الشخصية الجزائرية التي تتغذى من روح التحدي.
هذا مكتوب في جيناتنا للأزل.
«قررنا»، ستدوّي اليوم مرة أخرى قاعة المؤتمرات بقصر الأمم، لكن بشكل مخالف، في الذكرى المزدوجة، فهنيئا لعمالنا القوة الحية البناءة في ظل الرهانات الحالية.