طباعة هذه الصفحة

العقـــــدة الأزليـة !

بقلم: السيدة أمينة دباش
19 أفريل 2016

لم أكن مستعدة للخوض في المعركة الكلامية حول صحة الرئيس لولا توسع رقعتها وامتدادها إلى غاية الساعات الأخيرة من اليوم. وبما أنني لا أتحمل المبالغة والإطناب في أي شيء ارتأيت أنه من واجبي ورغم تناولنا سابقا للموضوع أن أذكر زملائي في الوطن وخارجه، خاصة من يشتغلون في باريس والرباط، ببعض الحقائق المسجلة في التاريخ والخاصة بمرض رؤساء وحكام الدول.
مرض رئيسنا ليس من الطابوهات والأسرار التي نخفيها. أي إنسان معرض للمرض وقد حصل ذلك في الماضي القريب لرؤساء أكبر دول العالم، بينهم جون كينيدي الذي كان يقضي معظم أوقاته مستلقيا رغم الظرف السياسي والعسكري الذي كان سائدا آنذاك، في الوقت الذي كان فيه الاتحاد السوفياتي برئاسة خروتشوف ينصب الصواريخ في جمهورية كوبا، ومن قبله.. فرانكلين روزفلت الذي تجاوز ضغطه الدموي 15/26 في أوجّ محادثات يالطا مع جوزيف ستالين حول تقسيم العالم.
يمكننا تذكير الصحافة الفرنسية، التي تُظهر نوعا من فقدان الذاكرة بماض ليس ببعيد، بما حصل للرئيس جورج بومبيدو الذي كان يخفي مرضه وكان يغمى عليه وهو يزاول نشاطه إلى أن توفي وهو في سدة الحكم جرّاء سرطان النخاع العظمي. كما يمكننا التذكير بالبيانات الرسمية الكاذبة طيلة سنوات حول الحالة الصحية للرئيس الراحل فرانسوا ميتران الذي عانى من السرطان  ستة أشهر بعد انتخابه للعهدة الأولى، حيث قضى العهدتين تقريبا في صراع مع هذا المرض الخبيث خاصة في السنوات الأخيرة، وتزامن ذلك مع حرب الخليج التي كانت فرنسا طرفا فيها، والكل يعلم كيف طرد وعوقب في بلد حرية التعبير الطبيب الشخصي لميتران الدكتور كلود قوبلير عند إصداره مذكراته التي تناول فيها مرض ميتران.
تحيّز الإعلام الفرنسي يجعله يصبّ سمومه على الجزائر فقط، لأن أخبارهم لا تشير إطلاقا إلى مرض الملك المغربي ـ شفاه الله ـ الذي كاد يختنق أمام الملأ وهو يلقي خطابه بمناسبة عيد العرش منذ أشهر قليلة وبعدها عوّضه أخوه في تدخله ببروكسل، لأن معاناته مع المرض حالت دون ذلك.
كل الجزائريين على علم بمرض رئيسنا شفاه الله وعافاه ولا يخفى ذلك على أحد.
لا نستغرب ردود فعل الإعلام الفرنسي، كوننا - كما قال عادل إمام ذات مرة - «متعودين» منذ سنين على تعليقاتهم السخيفة عندما تُمسّ مصالحهم، دون الحديث عن عقدتهم تجاه الجزائر ومنذ اختراعهم «اللون الأحمر» لنفطنا.
استطعنا طيّ صفحة الماضي من أجل ترقية وتطوير علاقاتنا، فعليكم التخلّص من عقدتكم الأبدية وتفادي الرؤية الخلفية (rétroviseur) التي تغذّي الأحقاد وتعطل مصالحكم!