طباعة هذه الصفحة

زلزال المدية الموازي

بقلم: السيدة أمينة دباش
21 جوان 2016

في الوقت الذي تلهو فيه دوائر سياسية وسياسوية بمسائل لا جدوى منها وتستعرض عضلات ألسنتها النارية الملوّثة للمحيط بسموم إفرازات أفواهها، ها هم أفراد الجيش الوطني الشعبي يوجهون الضربة القاضية للتنظيم الذي يرعب العالم والذي أراد أن «يعشّش» بيننا.
كاد الخبر أن يمر عاديا، رغم كونه زلزالا حقيقيا قضي خلاله على 18 إرهابيا في ظرف قياسي بالمنطقة التي تشهد زلازلَ وارتدادات طبيعية ألا وهي ولاية المدية.
هكذا استأصل أفراد الجيش الوطني الشعبي، اعتمادا على تحريات استعلاماتية، قرحة سرطانية كادت أن تلهب إحدى المناطق المحاذية للعاصمة.
بعيدا عن أي استخفاف بنشاط مختلف القطاعات الحيوية، نعتبر جازمين أن التنمية تبدأ من هنا وأن الشرط الأساسي لتحقيقها هو الأمن والاستقرار.
الركض وراء التموقع زاد الأمور تعقيدا وتجاوز دوائره المعتادة ليخرج إلى الساحة العمومية ويصبح الطبق المفضل لبرامجنا التلفزيونية وتعاليقنا الصحفية.
كأنّ هناك موجة عدائية تسعى إلى تحطيم كل عمل إيجابي، طالت سلبياتها أبناءنا بالعبث بمصيرهم دون شفقة أو رحمة.
لكن مآل هذه المراوغات الفشل دون أدنى شك، لأن الضمير الجماعي يبقى الواقي الأقوى لأغلى ما عندنا: فلذات أكبادنا الذين سارعت عناصر الجيش مرة أخرى لإنقاذ مجريات امتحاناتهم.
يحدث هذا في شهر التآزر والرحمة.
أليس كلُّ مواطن حارسا لوطنه وجنديَّ الخفاء في أشد المحن، أم في رأيهم أن هذه المهمة تسند للعسكري أو للمخابراتي فقط؟
متى يتفطن هؤلاء؟، «داعش» في عقر دارنا. هذه مسؤوليتنا جميعا، نكررها مرات عديدات، والعبرة من بلاد الرافدين...
الموقف ليس بحاجة إلى دراسات وتحاليل ونقاش صالونات حول نشأة، تطور وتمويل هذا التنظيم الإرهابي الشنيع، الذي يريدون إلصاقه بديننا الحنيف، بقدر ما يستدعي يقظة ونكران الذات في سبيل هذا الوطن المستهدف في وحدته الترابية.
الخطر أمامنا والتحية لأفراد الجيش والأسلاك المشتركة حماة الوطن اليوم وغدا.