طباعة هذه الصفحة

البعد المغاربي لـ 20 أوت

بقلم: السيدة أمينة دباش
20 أوث 2016

يبقى البعد المغاربي راسخا لدى الجزائريين منذ الحركة الوطنية إلى يومنا.
اتضح ذلك جليا عند اختيار الشهيد زيغود يوسف ليوم 20 أوت 1955 موعدا لشنّ هجومات الشمال القسنطيني، فكان هذا الحداد العبقري رحمه الله مُنظّرا وصاحب إرادة  فولاذية ومبادئ صلبة.
بمجرد ما اتصل به رفقاؤه من الأوراس الأشم طالبين منه التفكير في كيفية رفع الخناق وفك الحصار عن الثورة التي اندلعت منتصف الليل من شهر نوفمبر 1954، اختار منتصف النهار من السنة الموالية 195٥ لإشعال فتيل هجومات الشمال القسنطيني التي بلغت أهدافها، رغم دموية ردود فعل المستدمر الفرنسي، إذ أعطت نفسا جديدا للثورة في الداخل وصدى مدويا في الخارج.
احتضن الشعب ثورته وتأكد العالم من أنها بحق ثورة شعب برمّته ضد المحتل الفرنسي. وأكثر من ذلك ذهبت عبقرية الشهيد زيغود يوسف إلى اختيار هذا اليوم الذي يصادف الذكرى الثانية للإطاحة بالملك محمد الخامس ونفيه نحو مدغشقر مرورا بجزيرة كورسيكا، كي يعبر عن تضامن الجزائر المكافحة مع الجار المغربي الذي كان آنذاك تحت الحماية الفرنسية.
ليس من الباب البروتوكولي المحض أن يتحدث رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة يوم 20 أوت 2016 في الرسالة التي وجهها إلى الملك محمد السادس عن «حرصه الدائم وعزمه الثابت على العمل مع العاهل المغربي من أجل تعزيز علاقات الأخوة والتضامن الثابتة التي تربط بين الشعبين الشقيقين بما يستجيب لتطلعاتهما في الرقي والازدهار».
هذه الأخوة نابعة من أعماق ثورتنا العظيمة، والتلاحم المغاربي كان مبدأ منذ نجم شمال إفريقيا مرورا بالحركة الوطنية وصولا إلى ثورة التحرير المباركة.
كيف يمكن لبلداننا المستقلة السيدة أن تكون في مستوى تلك المبادئ والطموحات التي ضحى من أجلها شهداؤنا الأبرار؟
الأمل لازال قائما ودعاة بناء صرحنا المغاربي على أتم الاستعداد، الأمر يتطلب بعد النظر وتجاوز أنانيات ظرفية وأخطاء سيعمل التاريخ على تصويبها لفائدة كافة شعوب المنطقة.
فلنثق بحتمية تاريخنا.