طباعة هذه الصفحة

ورقة الجزائر...

بقلم: السيدة أمينة دباش
26 سبتمبر 2016

ستكون الجزائر خلال هذين اليومين عاصمة النفط العالمية، باحتضانها الاجتماع غير الرسمي لمنظمة أوبيك والمنتدى الدولي للطاقة.

تكهنات عدة تنشر على صفحات الجرائد بشقيها الورقي والإلكتروني وتبث عبر فضاءات السمعي البصري حول مآل هذا الحدث الذي يراهن عليه أهل الاختصاص.
هناك من يرى أن لا جدوى من هذا الاجتماع، نظرا لتحكم الكارتلات في السوق النفطية العالمية، في حين يعتقد بعضٌ آخر أن الخطوة إيجابية جدا، تسمح للمعنيين مباشرة بتدهور أسعار النفط بالتلاقي والتحاور وتبادل وجهات النظر بهدف الوصول إلى موقف توافقي يضفي على المنظمة نوعا من المصداقية والتوازن.
ما يحسب للجزائر، مشاركة عدد معتبر من الدول الأعضاء وغير الأعضاء في أوبيك في هذا الاجتماع.
الأزمة تمس الجميع والكل معني بضرورة الخروج من هذا الركود المفروض ورفع التحدي أمام الأمر الواقع.
عسى أن يكون اجتماع الجزائر محركا تتمخض عنه تدابير ستؤثر بشكل أو آخر على مجريات الأمور، في مقدمتها استقرار السوق النفطية سعرا وإنتاجا، خاصة وأن لبلدان معينة تصورات ذات أبعاد استراتيجية كالصين وروسيا تتعلق، على سبيل المثال لا الحصر، بالاتفاق المرجعي والعملة المرجعية.
نعلم جميعا أن ما يدور في الكواليس واللقاءات الجانبية له أيضا تأثيراته، تعزز أهمية اجتماع الجزائر الذي تلتئم فيه مصالح متناقضة ورؤى متباينة.
دور الجزائر في هذا الشأن ثمين للغاية، إذ ستكون محاولات لتقريب وجهات نظر الأشقاء والأصدقاء والكل يدرك خبرة بلادنا التي لها باع في هذا المجال.
الندوة مهما كان مستواها التقني، يعد الجانب الدبلوماسي أحد ركائزها الأساسية، لذا تعلّق عليها الشعوب العربية الإسلامية آمالا كبيرة: عسى أن يحصل تقارب بين العملاقين النفطيين السعودية وإيران انطلاقا من مبدإ: «ليس هناك عداوة دائمة... بل مصالح دائمة».
حوارات، مشاورات ولقاءات دولية مكثفة تدشن المركز الدولي للمؤتمرات بنادي الصنوبر في أول نشاط له، وما هذه إلا خطوة إيجابية ستعقبها، بإذن الله، محطة أخرى لاجتماع رسمي مرتقب تتمخض عنه قرارات مصيرية تلعب فيه الجزائر دورا محوريا، بحكم علاقاتها الجيدة مع الجميع.