طباعة هذه الصفحة

حداثة وإحترافية

بقلم: السيدة أمينة دباش
12 ديسمبر 2016

مسايرة للتطورات الحديثة وعملا بتوجيهات رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، في رسالته إلى الأسرة الإعلامية بمناسبة اليوم الوطني للصحافة، تغتنم جريدة "الشعب" احتفائية عيد ميلادها 54 لتحقق قفزة نوعية، بتطوير موقعها الرقمي وتنشئ جريدتها الإلكترونية، إضافة إلى رقمنة أرشيفها الصحفي والإداري.

هكذا تضمن جريدة "الشعب" الغرّاء مرورها من الورقي إلى الرقمي بفضل إرادة واحترافية مسئوليها وعمالها، كما استطاعت في الماضي اجتياز مرحلة التصفيف بالرصاص إلى العمل بأحدث تكنولوجيات الإعلام الآلي.

تُبذل جهودٌ من أجل أن تحافظ "الشعب" على مكانتها كأمّ الجرائد الوطنية ومدرسة في الممارسة الإعلامية.

ما يميّزها في خضم التكنولوجيات الحديثة، احتكامها لقوانين الدولة، في مقدمتها قانون الإعلام واحترام أقلامها خطها الافتتاحي. كما أن مصدر تمويلها واضح للعيان ومقرها معروف جغرافيا، عكس مواقع وجرائد إلكترونية تنشر أخبارا عن الجزائر والجزائريين بأسماء مستعارة ودون بطاقة هوية خاصة بها.

انطلاقا من أن الآنية والسرعة معياران يميزان اليوميات الرقمية، نحرص عليهما في جريدتنا الإلكترونية، لكننا نفرق بين السرعة والتسرّع الذي أفقد الكثير من العناوين والمواقع الافتراضية مصداقيتها.

أخبارنا مؤكدة ومعلوماتنا موثوقة، مع احترامنا لقرائنا، لأن التسرّع قد يشكل خطرا على مهنتنا؛ ذلك أن تداول الخبر الرقمي يتم بسرعة البرق أكثر منه في الورقي ويمكن أن تكون نتائجه وخيمة، والأمثلة على ذلك كثيرة، منها ما مسّ بسمعة وأعراض أشخاص وحتى بوفاة بعض المشاهير، تعيينات في تعديلات وزارية وهمية ولم تنجُ منها الطبيعة، كبركان عين البنيان الذي تداولت الشبكات الاجتماعية "صورته الحية".

التحلي بأخلاقيات المهنة في ممارستنا الإعلامية ميزتنا الأولى في جريدة "الشعب" الورقية والرقمية. نسعى دائما إلى وضع المصلحة العليا للوطن فوق كل اعتبار، بالحذر من خروقات ما، إشهارية كانت أم أمنية.

في ما يخص محتويات عنواننا، نحرص على تحقيق توازن في المادة المقدمة، سواء في الأخبار المؤسساتية وفق دفتر شروطنا، أو تلك المتعلقة بالمجتمع في تغطياتنا الجوارية التي يتولى صحافيونا ومراسلونا إنجازها عبر كافة مناطق الوطن الشاسعة.

نعم نساير التطورات الجارية، نتكيف مع الثورة التكنولوجية ونبقي هذا العنوان الرمز النيّر في أعلى مصاف المشهد الإعلامي الحديث، كما نجحنا في إعادة صحيفتنا إلى مقامها المستحق بعد الانفجار الإعلامي وسط التعددية السياسية التي عرفت ما لا يقل عن 153 عنوان.

إذا توفرت الاحترافية والحس المهني والروح الوطنية الصادقة،

يُكسب الرهان الإعلامي المستقبلي.