طباعة هذه الصفحة

تحصين هويتنا

بقلم: السيدة أمينة دباش
17 جانفي 2017

استحسن ممثلو وسائل الإعلام الوطنية لغة الصراحة والأسلوب الهادف المستعملين من طرف رئيس المجلس الإسلامي الأعلى عند تطرقه لموضوع المرجعية الدينية في منتدى يوميتنا، وشعروا بأن خطرا ما يهدّد تماسك مجتمعنا ويستهدف هويتنا.
الأمر يستوجب أخذه بكل جدية لأنه موجه للعقل والفكر مباشرة.
كثيرا ما تغنينا بصفائنا العقائدي المنسجم وعدم وجود اختلافات بارزة تفرّق بيننا، إضافة إلى احترامنا للأطياف الأخرى والأديان السماوية جمعاء، لكن روائح ملوثة بدأت تطفو على محيطنا تتجلى عبر أسئلة تعجيزية لأبنائنا وخطب لبعض أئمة مساجدنا يغلب عليها الطابع السطحي تتناول مواضيع ممارسات وحركات تجرّد ديننا الحنيف من عمقه الروحي.
من المواضيع المفضلة أيضا لدى بعضهم: المرأة، حيث يستعملون في حقها عبارات عدائية عنيفة عوض صونها والحفاظ عليها كونها تشكل نصف المجتمع وتسهر على تربية النشء مستقبل الأمة.
أمام هذه التصرفات الغريبة على مذهبنا المالكي، يجب تبني مقاربة هجومية وعدم الاكتفاء باتّباع سياسة دفاعية وردود أفعال متتالية، وذلك بالتزامن مع إحداث هيئات توجيهية عموديا وأفقيا، وطنيا ومحليا عبر قطاعات مختلفة وعلى رأسها التربية والإعلام، دون نسيان المساجد التي تحول بعضها إلى أوكار للتطرف الديني والفكر التكفيري، بتركيز الاهتمام على شبكات التواصل الاجتماعي خاصة وأن عدد مستعملي الفيسبوك وحده  في الجزائر قد وصل في الآونة الاخيرة إلى 17 مليون شخص!
الإسلام دين آبائنا وأجدادنا ولم تكن لنا يوما عقدة تجاه ذلك إلا أننا في حاجة إلى تحصين جدّي في الظرف الإقليمي الذي تمر به منطقتنا جيو سياسيا، للمحافظة على الشخصية الجزائرية التي انتفض ثوارها ضد أعظم قوة استعمارية آنذاك بكلمتين مقدستين:«الله أكبر» اللتين أُلصِقتا
-وياللخيبة- بالإجرام والإرهاب وللحديث بقية.