طباعة هذه الصفحة

أكثر من تكريم !

بقلم: السيدة أمينة دباش
28 فيفري 2017

عجيبة كانت ردة فعل البطل عويش احسن لإجهاض العملية الانتحارية بباب القنطرة بقسنطينة.
هذه العملية التي تأتي في خضم النجاحات المتكررة لأفراد الجيش الوطني الشعبي والأسلاك الأمنية في القضاء على أوكار الإرهاب مثلما جرى في العجيبة بولاية البويرة وبمناطق أخرى من التراب الوطني.
للجزائر فعلا عيون ساهرة في كل مكان وما قام به شرطي قسنطينة ذكّرني بالحارس الأمين الذي أنقذ المركب الذهبي لتيڤنتورين وخلّد اسمه في سجل بطولاتنا، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
تميّز عويش احسن باحترافية عالية وبحسّ وطني مرهف جدا إذ لم يتردد لحظتها وبمجرد شعوره بالخطر، قام بواجبه على أكمل وجه منقذا السكان والعمارة وزملاءه مجنبا الحي كارثة حقيقية.
ما قام به هذا الشرطي لقي ترحابا وطنيا ودوليا وسيبقى مثالا يقتدى به.
أجهض احسن المحاولة الانتحارية بكل مسؤولية وصدّ الخطر الإرهابي الذي نال من أحد ضباط شرطة قسنطينة قبل شهرين تقريبا ولم يتردد فشكرا له باسم كل الذين عانوا من ويلات العشرية الحمراء.
إنه يستحق تكريما خاصا بل أكثر من تكريم له ولأمثاله.
لقد أكدت لنا هذه الواقعة أن حماية وطننا مهمة الجميع، جنودا، شرطة، صحفيين ورعاة ...
ومرة أخرى تكشف لنا هذه العملية حقيقة التهديدات الإجرامية في ظرف متوتر يكاد يلهب المنطقة كلها، تستخفه رغم ذلك بعض الأوساط السياسوية المنشغلة في سباقها نحو الاستحواذ على أكبر عدد من المقاعد البرلمانية التي ترى فيها موردا جديدا للمال، النفوذ والجاه، اعتمادا على طرق ملتوية «كالشكارة المشرعة» légalisée والمعلنة جهرا التي ستقصى في ظلها حتما الكثير من الكفاءات.
إنها المفارقات العجيبة التي يعيشها البعض، تجعلنا نتساءل هل هؤلاء واعُون حقا بالأخطار التي تحدق بنا أم أن وضعهم  كذلك الذي يحدثنا عنه المثل الشعبي : «الواد جارف وعمي لاهف ويخالف».