طباعة هذه الصفحة

عاصفة ترامب

بقلم: السيدة أمينة دباش
02 جوان 2017

فضائيات متعددة الأحجام والألوان خاصة الأوروبية كانت تنتظر هذا القرار الذي نزل عليها كالصاعقة: الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يقرر الانسحاب من اتفاق باريس حول المناخ الذي صادقت عليه 195 دولة.
القرار أثار ردود أفعال عالمية تأتي في مقدمتها فرنسا، ألمانيا وبريطانيا.
بذلك يكون ترامب قد وفى بوعود حملته الانتخابية واضعا مصلحة أمريكا فوق كل اعتبار ولا تهمه انعكاسات قراره على «كوب 21»، حيث صرح علانية قائلا إن منتخبيه ليسوا من باريس بل من بتسبيرغ Pittsburg الأمريكية.
القرار الذي أراده ترامب سياديا، سيعصف بميزانية الاتفاق الدولي للمناخ ويؤكد النظرة الاقتصادية «الوطنية» للرئيس الأمريكي الرافض لحجم النفقات والأعباء التي تتكفل بها الولايات المتحدة في هذه المنظومة، معربا عن استعداده للتفاوض حول اتفاق بديل، إلا أن الرئيس الفرنسي رفض مباشرة الاقتراح مصرحا أن ترامب ارتكب خطأ تجاه مستقبل المعمورة نافيا تصور مخطط «ب» لعدم وجود كوكب أرضي آخر «ب».
إضافة إلى ايطاليا، أعربت ألمانيا على لسان انجيلا ميركل عن دعمها لاتفاق باريس ساعية لدراسة الموقف مع العملاق الصيني، أما روسيا فاعتقدت أن فعالية اتفاق باريس ستتراجع بعد الانسحاب الأمريكي.
الملاحظ، أن قرار ترامب طغى على المادة الإعلامية السمعية بصرية والمكتوبة، غير أن أسباب التلوث المناخي ومصادرها لن يخصص لها إلا الجزء الضئيل.
في الوقت الذي تٌحول فيه مناطق بأكملها في العالم الثالث إلى مفارغ لنفايات القوى العظمى، لا يؤخذ بآراء الدول السائرة في طريق النمو إلا القليل منها وتواصل متابعاتها صامتة في هذا التناحر الكوني، مسجلة تبعيتها لقرارات لم تسهم في اتخاذها.
تعويض حصة واشنطن تطرح التساؤل حول البحث عن مصادر تمويل أخرى، يخشى أن تدفع ضريبتها مرة أخرى بلدان الجنوب المنهكة تحت وطأة مخاطر الأوبئة والإرهاب، فيما تعصف الحروب والنزاعات باستقرارها وتستنزف ثرواتها وتزيدها فقرا رغم غناها.